الأشخاص الأكثر تفاؤلا في الحياة يعيشون لمدة أطول

المتفائلون أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق والتوتر من المتشائمين وأكثر نجاحا في حياتهم.
الجمعة 2022/06/10
التفاؤل يساعد على التكيف مع واقع الحياة اليومية

واشنطن ـ خلصت دراسة أميركية إلى أن الأشخاص الأكثر تفاؤلا في الحياة قد يعيشون لمدة أطول. ودرس البحث الجديد مجموعة متنوعة عرقيا من 159255 امرأة، ارتبطت لديهن مستويات أعلى من التفاؤل بأعمار أطول واحتمال أكبر للعيش بعد 90 عاما من العمر.

ووجد الباحثون أن الرابط بين التفاؤل وطول العمر كان واضحا عبر المجموعات العرقية والإثنية، وأن عوامل نمط الحياة شكلت ما يقرب من ربع ارتباط التفاؤل بالعمر.

وقال المؤلف الرئيسي هايامي كوغا من جامعة هارفارد "على الرغم من أن التفاؤل نفسه قد يكون ناتجا عن عوامل هيكلية اجتماعية، إلا أن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن فوائد التفاؤل لطول العمر قد تكون موجودة عبر المجموعات العرقية والإثنية". وأضاف "التفاؤل قد يكون هدفا مهما للتدخل لطول العمر عبر مجموعات متنوعة".

وحسب جامعة هارفارد وفي دراسة أجريت على 309 مريضًا في منتصف العمر تبيّن أن الأشخاص المتفائلين أقل عرضة للإصابة بالأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق والتوتر من المتشائمين، ويكون هؤلاء الأشخاص في أغلب الأحيان أكثر نجاحا في حياتهم، فيتفاعلون بشكل كبير مع الناس المحيطين بهم، كما يستطيعون التكيف مع الصعوبات الحياتية التي تواجههم، فلو أصيب الإنسان المتفائل بأي مرض من الأمراض المزمنة فهو أكثر تقبلًا للواقع، على عكس الشخص المتشائم، لذلك فالشخص الناجح والمقبل على الحياة يميل إلى التمسك بالتفاؤل والأمل، فهما يمثلان عنصرين أساسيين في تكوينه النفسي.

الباحثون وجدوا أن الرابط بين التفاؤل وطول العمر كان واضحا عبر المجموعات العرقية وأن عوامل نمط الحياة شكلت ما يقرب من ربع ارتباط التفاؤل بالعمر

وبحسب علم النفس يعد التفاؤل والأمل، بمثابة منشط صحي وقوي للإنسان، فهو يؤثر بشكل كبير على مستوى الصحة الجسدية التي يتمتع بها الشخص المتفائل، فنراه يتمتع بصحة جيدة، بل تكون حياته خالية من الأمراض خاصة المزمنة مثل تصلب الشرايين وضغط الدم وغيرها، كما لديه جهاز مناعة قوي قادر على محاربة الأمراض والفيروسات.

ومن فوائد التفاؤل أنه يمنح الشخص المتفائل القدرة العالية على التعامل مع المشاكل وإيجاد طريقة ما للوصول إلى الحلول السليمة، بكل ثقة بالنفس وهدوء في الأعصاب، كما يمتاز الشخص المتفائل بالقدرة والكفاءة العالية في إدارة الأمور فيكون قوي العزيمة، في مواجهة أي معضلة أو مشكلة، فيسعى جاهدا إلى الوصل إلى الحل، فنراه يتمتع بالصبر والقدرة على التحمل، فلا يفقد الأمل ولو كان في أصعب الظروف وأقساها.

والتفاؤل هو ميل الإنسان إلى توقع أشياء جيدة سوف تحصل في المستقبل، "فهو بالتالي عبارة عن موقف عقلي يتخذه الإنسان، وهو يؤثر على صحته الجسدية والعقلية، فضلًا عن أنه وسيلة يتمكن من خلالها التكيف مع واقع الحياة اليومية، كما تمنحه الطاقة الإيجابية لمواجهة المشاكل والتحديات التي تواجهه".

لذلك أصبح التفاؤل في الحياة والأمل بغد أفضل، من بين أهم علامات الإنسان الناجح، والسبب يعود إلى أن الإنسان المتفائل يحاول أن يزرع الأمل في نفسه، وفي نفس كل من حوله، كما يعزز ثقته بنفسه وبأنفس الآخرين، ولعل نظرة التفاؤل التي يتمتع بها الشخص ما هي إلا انعكاس للرؤيا الإيجابية التي يحملها على الرغم من المصاعب الكثيرة.

وفي أغلب الأحيان يعتمد الشخص المتفائل والمتمسك بالأمل، على هاتين الصفتين في علاقته بغيره من الأشخاص، فيتمتع بعلاقات اجتماعية كثيرة وناجحة في ذات الوقت، وغالبا ما تكون تلك العلاقة ممتدة لسنوات طويلة، لذا فإنّ المتفائل هو الشخص الأكثر قدرة على خلق العديد والكثير من العلاقات الاجتماعية الناجحة بالآخرين.

17