الأسماء التي نحب

رقصت أجيال عربية على أنغام أغنية "يا مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى" من غير أن تعرف أنها من تلحين المصري محمد فوزي عن أصل غير معروف.
ربما ظن البعض أنها أغنية تركية أو يونانية. غناها الأتراك واليونانيون فعلا بلغتيهم ولكن مصطفى ظل كما هو، المصري ابن الإسكندرية، المدينة العالمية بلغاتها المتعددة.
لا أعتقد أن أحدا بعد أن اعتبر الهنود مصطفى واحدا من أبطال أغانيهم سيهتم بهويته. ولكن اللبناني نصري شمس الدين يقف حائرا بين سعدية وهالة، بطلتي أغنيتيه الشهيرتين و"سعدية ويا سعدية يا سعدية/ صار لي ساعة بعيطلك ردي عليا" و"محبوبة قلبي هالة/ دمعة عينا رسماله/ كلما تعملا شيء ذنب/ بتيكي تتخلص حاله".
يتمنى المرء لو يتعرف على سيرة البطلتين اللتين عذبتا المطرب اللبناني الذي ظل وفيا للرحابنة بالرغم من أنهم لم يهبوه إلا أدوارا ثانوية في مسرحياتهم إلى جانب فيروز.
كان صوتا جبليا لا يقل قيمة عن صوت سيد الغناء اللبناني وديع الصافي. كان قيس بن الملوح قد قال وهو يعرّف بحبيبته "أحب من الأسماء ما وافق اسمها" وحبيبته كان اسمها ليلى. فهل كان على كل الحبيبات أن يحملن اسم "ليلى"؟
ألا يمكن أن يكون مصطفى محبوبا وتكون سعدية هي حبيبته؟ لعبة ماكرة يمكن أن يجيبنا عليها محمد جمال في أغنيته “آه يا أم حمادة/ اعمليلي قهوة سادة”. لقد استعمل المطرب اللبناني الطالع أوائل ستينات القرن الماضي لحنا يونانيا وركب عليه كلمات لبنانية استحضر من خلاله جارته أم حمادة. والجار للجار كما يقول المثل.
وهكذا يمكن النظر إلى "جاري يا حمودة" كما غناها التونسي محمد حمزة باعتبارها حدثا شخصيا.
والحكاية تقول إنه تناهى إلى مسامع مطرب شعبي كان يقيم في جزيرة قرقنة أن جاره حمودة غاضب منه فقرر أن يذهب إليه ويغني أمام بيته من أجل أن يصالحه "جاري يا حمودة/ ها جاري دبر علي يا أمه/الناس تبات رقودة/ وأنا نومي حرم علي يا أمه/ حمودي ها غالي/ يا اللي عليك دلالي/ سيدي خويا/ عيون الريم الجالي/ جفاني وبعده بدع بيا".
وما بين نورا وزينة كان فريد الأطرش حائرا فهو يقول لنورا “نورا نورا يا نورا/ يا وردة نادية في بنورة/ اسمك على رسمك صورة/ م القمراية يا أمورة” ويقول لزينة “زينة زينة زينة/ زينة غالية علينا/ زي ضي عنينا”.
وفي واحد من أدواره الغرامية القليلة كان وحش الشاشة فريد شوقي يحمل اسم حسونة الذي تقول له اللبنانية صباح “حسونة متحن عليه/ حسونة أنا زيك غاوية”. أما صبري فهو مسؤول الشؤون المالية في ولاية البصرة أيام السلطنة العثمانية وغنت له صديقة الملاية "الله يخلي صبري/ صندوق أمين البصرة".