الأسد يقر زيادة في رواتب المتطوعين مع تجدد المواجهات في شمال سوريا

الزيادة في رواتب المتطوعين تأتي بينما يواجه الجيش السوري حالة من الاستنزاف والإحباط.
الأربعاء 2024/12/04
هجوم فصائل المعارضة المباغت يربك حسابات الجيش السوري والقيادة السياسية

دمشق - أوعز الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء في مرسوم رئاسي، بإضافة نسبة خمسين في المئة الى رواتب العسكريين، في خطوة تأتي في خضم تصدي قواته لهجمات غير مسبوقة تشنها فصائل معارضة في شمال البلاد.

ويضمّ الجيش السوري إجمالا ثلاث مجموعات رئيسية، المتطوعون في السلك العسكري، وهم المستفيدون من مرسوم الأسد، والملتحقون بالخدمة العسكرية الإلزامية والمكلفون بالخدمة الاحتياطية.

وكان الجيش السوري أعلن في يوليو الماضي أنه يعتزم تسريح عشرات الآلاف من الخدمة الاحتياطية حتى نهاية العام الحالي، ومثلهم العام المقبل.

ونشرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) نص المرسوم الذي يفيد بـ"إضافة نسبة خمسين في المئة إلى الرواتب المقطوعة النافذة بتاريخ صدور هذا المرسوم للعسكريين". ولا تشمل الزيادة من هم في الخدمة الإلزامية أو المتقاعدين.

وجاء ذلك في وقت يخوض الجيش السوري مواجهات شرسة ضد فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة) في ريف حماة الشمالي، لصد محاولات تقدمها الى مدينة حماة.

وكانت الفصائل المعارضة تمكنت من السيطرة على غالبية أحياء مدينة حلب التي باتت بكاملها خارج سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في العام 2011.

واستنزفت الحرب عديد وعتاد الجيش السوري الذي خسر في سنوات النزاع الأولى، وفق خبراء، نصف عديده الذي كان مقدرا بـ300 ألف، جراء مقتلهم في المعارك أو فرارهم.

وجاء التصعيد العسكري غير المسبوق وهو الأعنف منذ سنوات، بعد أكثر من 13 عاما على بدء نزاع مدمر استنزف مقدرات الاقتصاد وانهارت معه العملة المحلية وبات أكثر من ربع السوريين يعيشون في فقر مدقع، وفق البنك الدولي.

ويقول الخبير في الشأن السوري فابريس بالانش "النظام اليوم هشّ للغاية مع الحرب والعقوبات والاقتصاد الذي لا يتعافى"، في حين أن "الجيش السوري ليس في وضع جيد لاستعادة حلب" بعدما استنزفته المعارك وبالكاد "يعادل راتب قواته الشهري عشرين دولارا ومعنوياته محبطة".

ولطالما شكّل الالتحاق بالخدمتين الإلزامية والاحتياطية هاجسا رئيسيا لدى الشباب السوريين الذين يرفضون حمل السلاح خصوصا بعد اندلاع النزاع الذي أدى الى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وأسفر عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

وزار زعيم هيئة تحرير الشام أبومحمّد الجولاني قلعة مدينة حلب في شمال سوريا، وفق ما أظهرت لقطات على تطبيق تلغرام نشرها الأربعاء حساب للفصائل المعارضة التي تشن هجوما منذ أسبوع ضد القوات الحكومية في شمال سوريا.

وبثّ الحساب مجموعة لقطات يظهر فيها الجولاني المقلّ في إطلالاته العامة، وهو يقف على درج أمام قلعة المدينة التاريخية وأخرى يحيي فيها عددا من مناصريه اجتمعوا حوله. وأكد مصدر من الهيئة لوكالة فرانس برس أن الزيارة جرت الأربعاء، بعد أيام من خروج المدينة بالكامل عن سيطرة القوات الحكومية للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع عام 2011.

وأحيت هجمات فصائل المعارضة المباغتة على حلب وحماة، مخاوف دولية من عودة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي كان يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.

وتحت ضربات متعددة أميركية وروسية وكردية، تفكك التنظيم المتطرف لكنه لا يزال يحتفظ بوجوده على شكل مجموعات أو خلايا تشن من حين إلى آخر هجمات دموية في الساحتين السورية والعراقية.

وفي هذا السياق حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من عودة ظهور داعش في سوريا، بينما دعا إلى خفض التصعيد في هذا البلد الذي يشهد نزاعات دامية.

وقال بلينكن على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي في بروكسل "حاليا، أرى من المهم أن نرى خفضا للتصعيد وأن نضمن حماية المدنيين في جميع أنحاء سوريا، وربما الأهم من ذلك، أن تكون هناك عملية سياسية تمضي قدما"، مضيفا "لدينا مصالح دائمة ومصالح أمنية دائمة في سوريا وخصوصا المصلحة في ضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية".

وهزم تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في العام 2017 وفي سوريا في العام 2019، لكن الجهاديين لا يزالون ينشطون في مناطق صحراوية نائية على الرغم من عدم سيطرتهم على أي مناطق.

وينشر الجيش الأميركي نحو 900 جندي في سوريا و2500 في العراق في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تأسس عام 2014 للمساعدة في محاربة الجهاديين.

وأشار بلينكن إلى أنه "في سوريا أيضا الكثير من المقاتلين الإرهابيين الأجانب، بالإضافة إلى عائلاتهم، حيث يعيشون في مخيمات"، مضيفا "نعمل بجهد كبير لتتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، لكن هناك آلافا لا يزالون موجودين ونحن بالتأكيد لا نريد أن نرى هؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب يعودون من جديد".