الأسد يتمسك بالانتخابات الرئاسية في موعدها استباقا لأي ضغوط روسية

وزير الخارجية فيصل المقداد: لن يكون هناك ربط بين عمل اللجنة الدستورية الحالية والانتخابات المقبلة.
الاثنين 2020/12/21
انتخابات بعيدا عن الإصلاحات المرتقبة

دمشق - أعلن النظام السوري عن تمسكه بموعد إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام المقبل، في تحد للإرادة الدولية، وضربا للجهود الأممية لاسيما في علاقة باللجنة الدستورية.

وأكد وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الانتخابات المقبلة ستجرى في موعدها، مشددا على أنه لن يكون هناك ربط بينها وبين عمل اللجنة الدستورية.

وأضاف المقداد "من الواضح جدا أننا جميعا سنعمل على أساس الدستور الحالي حتى نضع دستورا جديدا، وهذا أمر تعرفه اللجنة الدستورية جيدا"، في تأكيد على أن الاستحقاق سيجري بحسب ما ينص عليه الدستور القائم.

واختتمت الجولة الرابعة من اللجنة الدستورية السورية المصغرة أعمالها في 11 ديسمبر الجاري في مدينة جنيف دون تحقيق نتائج، سوى الاتفاق على موعد وبرنامج عمل الجولة الخامسة التي تعقد في 25 يناير المقبل.

وتشكلت اللجنة الدستورية في سبتمبر من العام 2019 بعد أخذ ورد ومماحكات، وتهدف الأمم المتحدة من خلالها إلى صياغة دستور جديد لسوريا ضمن مسار العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254، وهذه اللجنة مقسمة بالتوازي بين النظام والمعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني.

وأكّد المقداد "لن يكون هناك ربط بين عمل اللجنة الدستورية الحالية والانتخابات المقبلة التي يجب إجراؤها بالضبط في الوقت المحدد بموجب الدستور الحالي".

وبالنسبة لعمل اللجنة الدستورية أشار المقداد إلى أن "اللجنة الدستورية جاءت كنتيجة لمخرجات مؤتمر سوتشي، ونحن بالفعل اتخذنا الإجراءات اللازمة للمساهمة في إنجاح هذه الجهود، وشكّلنا الوفد الوطني"، مضيفا "نحن نعلم أن الأشخاص الذين تم تعيينهم يجب أن يأخذوا في اعتبارهم مصالح سوريا، التي يجب أن تكون مستقلة وذات سيادة، وأن يؤسسوا دستورا يخدم سلامة أراضي ووحدة الشعب السوري".

ويبدو أن إعلان دمشق عن التمسك بموعد الانتخابات قبل أشهر من انعقادها يأتي في ظل مخاوف من طلب موسكو تأجيل الأمر، وإن كانت الأخيرة أعلنت قبل فترة أنه يجب الفصل بين مسار اللجنة الدستورية والانتخابات الرئاسية.

وتريد دمشق وحليفتها طهران أن تكون الانتخابات بموجب الدستور السوري الحالي لعام 2012 بعيدا عن الإصلاحات المرتقبة في جنيف.

وقال المقداد "من المبكر الآن الحديث عن نجاح أو فشل اللجنة الدستورية، ولكننا نأمل نجاحها"، متابعا "الأزمة تكمن في هل الطرف الآخر لديه نفس المصلحة في المساهمة في نجاح عمل اللجنة الدستورية"، وتابع "على سبيل المثال، اتفقنا على عقد جولة رابعة من المفاوضات، لكن الطرف الآخر لم يكن ملتزما بمواضيع وأجندة الجولة الرابعة، كانوا يناقشون قضايا أخرى، ما يظهر أنهم غير عازمين على العمل في اتجاه جيد".

ومن المقرر أن تجري انتخابات الرئاسة السورية في منتصف عام 2021، لكن لم يعلن أي شخص ترشحه بعد للانتخابات، بما في ذلك الرئيس الحالي بشار الأسد الذي قال في أكتوبر الماضي إنه "من المبكر الحديث عن ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة"، وإن كان مرجحا على نحو بعيد أن يعيد ترشيح نفسه.

وكانت دمشق قد أجرت في يوليو الماضي انتخابات مجلس الشعب فاز بها حزب البعث الحاكم وحلفاؤه بغالبية مقاعد مجلس الشعب، وبلغت نسبة المشاركة في التصويت ما يزيد على 33 في المئة، بحسب النتائج الرسمية.