الأزواج السعداء على الإنترنت أكثر تعاسة من الآخرين

برلين - بينت دراسة طريفة أنه ليس كل ما يلمع ذهبا، فالسعادة التي نتابعها على مواقع التواصل ليست حقيقية دائما وأن الأزواج الذين لا يميلون لإظهار شركائهم ولا التحدث عن حياتهم الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر سعادة في علاقتهم ببعضهم.
ويبدو أن أولئك الذين ينشرون بانتظام تحديثات وصورا من علاقتهم على الإنترنت غير سعداء في كثير من الأحيان.
وبحسب مجلة “شتيرن” الألمانية فإن بعض الأزواج ينشرون باستمرار على مواقع التواصل معلومات عن سعادتهم مع شركاء حياتهم، أو أنهم يستمتعون معا بشكل دائم في البيت أو الإجازة أو عبر ممارسة رياضات مشتركة، وهو ما قد يثير حسد أزواج آخرين قد يعتقدون بأنهم أقل حظا أو أنهم غير سعداء مثل الآخرين لخلو حياتهم من هذه الأنشطة المستمرة.
وتوصل المختصون والمحللون في علم النفس والاجتماع في أبحاثهم إلى حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها وهي التأثير السلبي الذي أحدثته تلك التكنولوجيات على الحياة الأسرية، فالإنترنت وفقا لتحليلاتهم سلاح ذو حدين، بقدر ما يساعد على الاتصال الخارجي قد يساعد أيضا على الانفصال الداخلي بين الأزواج وداخل الأسرة.
ويؤكد هؤلاء أن الفشل في الحياة الزوجية يدفع المرء أحيانا إلى استعراض شيء من حياته الخاصة على مواقع التواصل ليقنع ذاته بالصورة التي يحب أن يكون عليها، كأن يكون عاطفيا أو رومانسيا يحسد المشاهدون شريكه عليه، وهو ما تساعد فيه المنصات الإلكترونية.
مع تطور التقنيات بظهور كاميرات الفيديو وأجهزة آيبود لتشغيل الملفَّات الموسيقية فقد بدأت تظهر مخاطر أكبر للإنترنت على الحياة الزوجية
وبحسب دراسة أجرتها مجلة التصوير الفوتوغرافي “شوتكيت” حيث رصدت من يقوم بنشر هذه الصور على مواقع التواصل من إنستغرام وغيره، وقارنتها بأناس آخرين التقتهم، كانت النتائج مختلفة عما هو موجود في الواقع الافتراضي.
وبالنسبة إلى الدراسة، سئل حوالي 2000 من الأزواج الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما عن استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي وسعادتهم في الحب. والنتيجة المثيرة للإعجاب كانت أن الأزواج الذين يشاركون ثلاث صور سيلفي أو أكثر أسبوعيا على الإنترنت هم أكثر تعاسة بنسبة كبيرة من أولئك الذين يحافظون على خصوصية علاقتهم.
وذكر الأزواج الذين نادرا ما يقدمون نصفهم الآخر على مواقع، أنهم يعتقدون أن خصوصيتهم ستنتهك عند النشر وهو ما قد يشكل إحراجا لهم ولشركائهم.
وعلى أي حال، فإن الأرقام تتحدث عن نفسها، فمن بين الأزواج الذين يشاركون بشكل متكرر تحديثات علاقتهم وصور شركائهم علنا، يصف 10 في المئة فقط أنفسهم بأنهم سعداء في شراكتهم.
ومع تطور التقنيات بظهور كاميرات الفيديو وأجهزة آيبود لتشغيل الملفَّات الموسيقية، والرسائل الفورية و”الواي فاي” والمدونات، فقد بدأت تظهر مخاطر أكبر للإنترنت على الحياة الزوجية، وأصبحت تصنَّف على أنها من أخطر عوامل تدمير العلاقات الزوجية.