الأزهر يخاطب الشباب المصري عبر إعلانات الشوارع

الجمعة 2016/06/10
استراتيجية لتصحيح صورة الاسلام

القاهرة – تبلغ إعلانات الشوارع في مصر ذروتها مع حلول شهر رمضان، حيث لا يخلو مكان من إعلان يروج لأعمال فنية أو منتوجات استهلاكية وخاصة تلك التي تعنى بالمأكولات والمشروبات.

لكن الملفت والمختلف كليا هذه السنة في الشوارع المصرية أن المارة وسائقي السيارات فوجئوا بوجود إعلانات تحمل اسم الأزهر الشريف، تحض على الفضيلة وتشدد على مكانة ودور هذه المؤسسة العريقة.

ويعرف عن الأزهر أنه من أهم المؤسسات الدينية في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع يعود إلى أكثر من ألف سنة، وأنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة عام 970 ميلادية، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر. وشرع بعد تأسيسه لمدينة القاهرة في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساسه في 14 رمضان سنة 970 م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 972 م، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر.

وجاء انتشار هذا النوع من الإعلانات في الشوارع المصرية بعد عقد شيخ الأزهر أحمد الطيب مؤتمرا صحافيا في الثاني من يونيو الحالي، أعلن فيه عن استراتيجية الإصلاح والتجديد الديني التي شملت 14 محورا لتصحيح صورة الإسلام.

وانتشرت الإعلانات الترويجية لخطاب التجديد في الأماكن التي تمثل شرايين رئيسية في القاهرة والمحافظات.

وقال خبراء إعلام لـ”العرب” إن الطريقة التي جرى بها توزيع اللافتات الإعلانية على الشوارع والميادين والكباري العلوية تؤكد أن وراءها جهودا منظمة ومدروسة وليست وليدة لحظة عابرة.

وربط البعض بين الإعلانات واستراتيجية الإصلاح والتجديد التي أطلقها شيخ الأزهر مؤخرا، والمقصود منها مخاطبة قطاع كبير من المواطنين باللغة البسيطة والمباشرة التي يفهمونها، وجذب انتباه شريحة بدأت تحيد عن المسار الصحيح للدين الإسلامي الوسطي، وتنخرط في صفوف التيارات المتطرفة، فيما رأى البعض الآخر أن وسطية الدين لا يجب الترويج لها عبر إعلانات الشوارع، إنما عبر التطبيق العملي لها في سلوكيات المؤسسات الإسلامية ورجال الدين.

24