الأزمة المالية تلقي بظلالها على مشروع ميناء الفاو الاستراتيجي في العراق

بغداد - نفى مسؤول بوزارة النقل العراقية الأنباء المتداولة بشأن تغيير خطط بناء ميناء الفاو الاستراتيجي على الخليج في محافظة البصرة 550 كلم جنوب بغداد، وتقليص عمقه من 19 إلى 14 مترا.
وقال أسعد عبدالرحيم، مدير مشروع ميناء الفاو الكبير بوزارة النقل العراقية، الثلاثاء، في تصريح لصحيفة "الصباح" الحكومية لا صحة لما يشاع في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وكالات الأنباء في ما يتعلق بتخفيض أعماق ميناء الفاو إلى 14 مترا، ونوه بأن تنفيذ العمل يكون وفق مخططات هندسية مثبتة فيها القياسات والمناسيب وجميع التفاصيل “ولا نعتمد على أرقام تذكر هنا وهناك، ويكون العمل على مراحل متعددة مثل جميع الدول في العالم".
وراجت في الأيام الماضية عن توجه الحكومة لتقليص عمق الميناء في ظل الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق على خلفية انخفاض عائدات النفط وتداعيات أزمة تفشي جائحة كورونا.
وكان عضو لجنة الخدمات النيابية مضر خزعل السلمان، أكد أن الشركة الإيطالية حددت عمق الميناء بـ19 مترا، إلا أنه في ظل الظروف الاقتصادية التي يعيشها العراق خفض العمق إلى 14 مترا "لأن الحفارات التي تحفر عمق 19 مترا عالية التكاليف وأسعارها مضاعفة غير التي تحفر لعمق 14، وهذان العمقان مرحلة مؤقتة لتقليل الكلف لإنشاء المشروع وإكماله بأسرع وقت ممكن".
وقال مدير الشركة العامة للموانئ العراقية فرحان الفرطوسي في وقت سابق في تصريحات تناقلها ناشطون عبر مقطع فيديو، إنه تم تقليل العمق من 19 مترا إلى 14، وتقليل مساحة حفر حوض الميناء التي تحتاج بعضها إلى عمق 16 مترا.
وعبر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم التغيير في التصميم الأساس لمشروع إنشاء ميناء الفاو الكبير. وقال مغردون إن عمق 19 مترا سيتيح للميناء استقبال البواخر العملاقة، وهو أمر يصب لصالح اقتصاد البلد، أما عمق 14 مترا فسيحوله إلى ميناء يستقبل قوارب الصيد أو القوارب الصغيرة.
ويصف خبراء مشروع ميناء الفاو الكبير بأنه مشروع إستراتيجي يربط الشرق بأوروبا عبر العراق مرورا بتركيا وسيغير خارطة النقل البحرية العالمية.
وبشأن ما أثير عن الاتفاق مع شركة "دايو" الكورية الجهة المنفذة، أوضح عبدالرحيم، أنه "لم يتم الوصول إلى اتفاق نهائي في الوقت الحالي، ونحن في مرحلة التفاوض، ولم يتم حتى الآن توقيع أي عقد، وحتى إن جرى توقيعه، فإن التنفيذ مرهون بتوفير الأموال".
وقال عبدالرحيم إن "المفاوضات لا تزال جارية مع الشركة الكورية الجنوبية حول تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير".
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال في تصريحات قبل أيام إن هناك مشكلة حقيقية اسمها ميناء الفاو، وقد تمت المتاجرة به طوال 17 سنة، مشيرا إلى وجود دول مجاورة للعراق تعمل على تأسيس بنى تحتية لبناء موانئ قد تهدد الوضع العراقي.
وتواجه أعمال تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير عمليات تأخير منذ الإعلان عن تنفيذه بعد عام 2003 بسبب عدم استقرار الأوضاع الأمنية وتفشي الفساد الإداري والمالي وعدم توفر الأموال لإتمام المشروع في العراق إضافة إلى الضغوط الخارجية.
ويقع ميناء الفاو الكبير في منطقة رأس البيشة في شبه جزيرة الفاو في محافظة البصرة جنوبي العراق، وتبلغ تكلفة المشروع حوالي 4.6 مليارات يورو، وتقدر طاقة الميناء المخطط إنشاؤه بحسب التصاميم التي وضعتها شركة استشارية إيطالية بـ99 مليون طن سنويا، ليكون واحدا من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم، وتم وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل 2010.