الأزمة المالية تحرم اللبنانيين من التجمع حول وجبات كبيرة عند الإفطار

رؤوس الأسماك التي كانت تلقى في سلة المهملات أصبحت الآن تباع ليعد منها الناس الحساء والخضار أصبحت تباع بالقطعة.
الخميس 2023/04/06
الأزمة أثرت على المقدرة الشرائية للبنانيين

بيروت - في سوق شعبية ببيروت، يشعر الناس بالأعباء التي فرضها التضخم في لبنان وهم يتسوقون لشراء البقالة خلال شهر رمضان. وقال محمد قروان وهو بائع أسماك يبلغ من العمر 45 عاما، إن الوضع تغير تماما مقارنة بما كان عليه الحال قبل أربع أو خمس سنوات. وأوضح "منذ حوالي أربع أو خمس سنوات، اختلف كل الوضع يعني كأننا كنا في بلد وأصبحنا في بلد آخر (..) إلى أين نحن ذاهبون؟".

وتحدث قروان وبائعون آخرون في سوق صبرا المزدحم عن التغيرات في عادات التسوق، مشيرين مثلا إلى رؤوس الأسماك التي كانت تلقى في سلة المهملات وأصبحت الآن تُباع ليعد منها الناس الحساء والمرق. كما أصبح الناس يشترون الخضار والفواكه بالقطعة بعد أن كانت تباع بالكيلوغرام.

◙ شهر رمضان عادة يتجمع فيها أفراد العائلة  حول وجبات كبيرة عند المغرب لكن الأزمة المالية سلبت الكثير من اللبنانيين هذا التقليد

ويعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة صنفها البنك الدولي بأنها واحدة من أعمق حالات الكساد في التاريخ الحديث. وفقدت العملة المحلية أكثر من 98 في المئة من قيمتها مقابل الدولار الأميركي منذ عام 2019، عندما تسببت عقود من الإسراف والفساد المزعوم في انهيار اقتصادي.

ويُعتبر شهر رمضان المبارك عادة وقتا للاحتفال، حيث يتجمع فيه أفراد العائلة والأصدقاء حول وجبات كبيرة عند المغرب لتناول الإفطار يوميا، لكن الأزمة المالية تسلب الكثير من اللبنانيين هذا التقليد.

وقال فؤاد جنون البالغ من العمر 60 عاما وهو يمشي في شوارع سوق صبرا "كانت مائدة رمضان في لبنان تتميز بوجود ثلاث أو أربع أنواع من الأطباق غير الحلو. لكن الآن لا يوجد غير نوع واحد ، و90 في المئة من العائلات لا تضع الحلو كما أن لا أحد أصبح يشتريه". وسجل في لبنان أعلى معدل سنوي لتضخم أسعار الغذاء في العالم هذا العام عند 139 في المئة، وفقا لأحدث أرقام البنك الدولي.

ويعد التمر والدجاج والسلطة من بين العناصر الشعبية التي يتم تقديمها تقليديا لوجبات الإفطار في لبنان. وارتفعت تكلفتها بالليرة اللبنانية بشكل كبير مقارنة بما كانت عليه قبل الأزمة المالية لعام 2019. ومع وجود مجموعة مختلفة من أسعار الصرف في البلاد، لا يزال العديد من اللبنانيين، وخاصة موظفي القطاع العام، يتقاضون رواتبهم بالعملة المحلية.

15