الأزمات تطارد فيسبوك بعد عطل غير مسبوق وتسريب وثائق

الكونغرس الأميركي يستدعي موظفة سابقة في فيسبوك سربت وثائق داخلية لجلسة استماع بشأن تقديم شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم مصالحها الربحية على سلامة المستخدمين.
الثلاثاء 2021/10/05
عطل لأكثر من سبع ساعات بسبب تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم

سان فرانسيسكو- خرجت فيسبوك وتطبيقات إنستغرام وواتساب ومسنجر التابعة لها الثلاثاء من عطل غير مسبوق، أغرق المجموعة في مشكلة تضاف إلى أزمة تسريب وثائق داخلية تدين المجموعة، وتقف خلفها موظفة سابقة فيها.

وذكر موقع "داون ديتيكتور" المتخصّص برصد أعطال الخدمات الرقمية أنّ العطل الذي أصاب فيسبوك وتطبيقاته هو "أكبر انقطاع شهدناه حتى الآن. فقد طال المليارات من المستخدمين".

وقالت فيسبوك، شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، ليل الاثنين - الثلاثاء بعد عطل استمر سبع ساعات "الأشخاص والشركات في جميع أنحاء العالم يعتمدون علينا للبقاء على اتّصال ببعضهم البعض"، مضيفة "نتقدّم بالاعتذار لأولئك الذين تأثروا" بانقطاع خدمات فيسبوك والمنصّات التابعة لها والذين يحتمل أن يكون عددهم بلغ، وفقا لخبراء في مجال الأمن الإلكتروني، المليارات من الأشخاص.

وحصل هذا العطل في وقت غير ملائم لفيسبوك مع مرورها بإحدى أسوأ الأزمات التي تطول سمعتها.

وتعود هذه الأزمة إلى المهندسة فرانسيس هوغن، الموظفة السابقة في المجموعة، التي اتهمت شبكة التواصل الاجتماعي باختيار "الربح المادي على سلامة" مستخدميها، في مقابلة بثتها محطة "سي.بي.أس" الأحد.

وأعطت المعلومات التي كشفتها ذخيرة جديدة لمنتقدي فيسبوك، التي يستخدم منصاتها الأربع شهريا نحو 3.5 مليار مستخدم.

ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن أن ما كشف من معلومات يظهر أن الشركة "لا تعرف ضبط نفسها" على ما قالت الناطقة باسمه جين ساكي الاثنين، التي أكدت أن هذه المعلومات "تثبت المخاوف بشأن السلطة التي حشدتها الشبكات العملاقة".

وأوضحت فيسبوك في بيان أن العطل الواسع سببه "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم" التي تربط من خلال الإنترنت هذه المنصّات بمستخدميها.

وأضافت أن العطل الفني تسبب "في سلسلة من المشاكل أثرت على أدوات وأنظمة كثيرة نستخدمها داخليا بشكل يومي، ما عرقل جهودنا لتشخيص المشكلة وحلها".

واستفاد منافسو فيسبوك من العطل، فانتقل تطبيق "تلغرام" من المرتبة السادسة والخمسين للتطبيقات المجانية الأكثر تحميلا في الولايات المتحدة إلى المرتبة الخامسة في غضون يوم واحد، بحسب شركة "سنسر تاور" المتخصصة.

وكتب تطبيق "سيغنال" للمراسلة أيضا أن "التسجيلات على تطبيق سيغنال شهدت ارتفاعا كبيرا".

وشهدت خدمة تويتر تغريدات تهكمية، فيما اشتكى آخرون من انقطاعهم عن معارفهم أو توقف مصدر رزقهم أو أداة عملهم.

ومن شأن الحادث أن يدعم موقف منتقدي الشركة ومقرها في كاليفورنيا، لأنه يظهر سطوتها الواسعة على الحياة اليومية.

وشدد جايك وليامز، أحد مؤسسي "بريتش كويست" حول الأمن الإلكتروني، على أن تأثير الحادث أسوأ في الكثير من الدول، حيث "تتماهى فيسبوك مع الإنترنت" ويلجأ مستخدمون إلى شبكة التواصل الاجتماعي للوصول إلى خدمات أخرى.

وهوت أسهم فيسبوك، التي لديها نحو ملياري مستخدم نشط يوميا، 4.8 في المئة وسط عمليات بيع أوسع لأسهم التكنولوجيا الاثنين.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون إنها تدرس إمكانية وجود تهديد أمني على خلفية ما يحدث لوسائل التواصل الاجتماعي.

وتملك السلطات من الآن حججا كثيرة لشن حملة على فيسبوك، خصوصا بعد تسريب وثائق داخلية من خلال هوغن، سمحت لصحيفة "وول ستريت جورنال" في منتصف سبتمبر بنشر سلسلة من المقالات حول التأثير المضر لفيسبوك وإنستغرام على المجتمع.

ومن أبرز هذه الوثائق واحدة تفصل المشاكل النفسية للكثير من المراهقات. وأظهرت البحوث خصوصا أن 32 في المئة من الفتيات المراهقات شعرن بأن استخدام إنستغرام منحهن صورة أكثر سلبية عن جسدهن، فيما لم يكنّ راضيات أصلا عنه.

 وأكدت المهندسة العاملة سابقا في فيسبوك، التي سربت الوثائق الداخلية للشركة، أن شبكة التواصل الاجتماعي هذه مدركة جيدا لهذا الانحراف. وعقب تصريحاتها، دعا الكونغرس هوغن إلى جلسة استماع الثلاثاء.

وفي مقتطفات حول ملاحظاتها التمهيدية التي بثتها وسائل إعلام أميركية عبر تويتر، ستحث هوغن البرلمانيين على وضع ضوابط لفيسبوك، وهو أمر يعد به الكثير منهم بانتظام.

ومن هذه المقتطفات "عندما أدركنا أن منتجي التبغ يتسترون على الأضرار التي يتسببون فيها، تحركت الحكومة. عندما أدركنا أن السيارات أكثر أمانا مع حزام الأمان، تحركت الحكومة. أرجو منكم القيام بالشيء نفسه" حيال فيسبوك.