الأزمات تدفع الخطوط القطرية إلى التحالف مع أميركان أيرلاينز

أبرمت الخطوط القطرية شراكة غريبة مع مجموعة أميركان أيرلاينز، التي كانت تقود حملة ضدها وتتهمها بانتهاك قواعد المنافسة. ويقول محللون إن الخطوط القطرية بحاجة ماسة لهذا الاتفاق لتخفيف أزماتها المتفاقمة وتخفيف وطأة إغلاق أجواء الدول العربية التي تقاطعها.
واشنطن - أعلنت مجموعة أميركان أيرلاينز أمس عن توقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع الخطوط الجوية القطرية، بعد خلافات طويلة. وأكدت أنها ستعيد العمل باتفاقهما لتقاسم الرحلات في ما يعرف بالمشاركة في الرمز.
وقالت أكبر شركة طيران في الولايات المتحدة إنها تدرس إطلاق خط رحلات من الولايات المتحدة إلى قطر، لكن محللين يرون صعوبة ذلك في ظل تراجع حركة المسافرين عبر الدوحة.
وتقود أكبر مجموعة طيران أميركية منذ عام 2015 حملة تضم شركات طيران أميركية أخرى ضد كبرى شركات الطيران الخليجية، بزعم أنها تنتهك قواعد المنافسة بتلقيها دعما من حكوماتها.
وحاولت إقناع السلطات الأميركية بالترويج إلى أن ذلك يشوه المنافسة وينال من الوظائف الأميركية، وهو ما تنفيه الناقلات الخليجية، التي تمكنت من دحض الادعاءات أمام السلطات التنظيمية الأميركية.
وقال دوج باركر رئيس مجلس إدارة أميركان أيرلاينز ورئيسها التنفيذي إنه “جرى التعامل مع المشكلات التي أدت إلى وقف الشراكة مع الخطوط القطرية قبل عامين، ونعتقد أن استئناف اتفاقية المشاركة في الرمز سيتيح لنا تقديم الخدمة لأسواق يثمنها عملاؤنا وأعضاء فريقنا ومساهمونا”
وتبدو الخطوط القطرية بحاجة ماسة لهذه الاتفاقية لتخفيف متاعبها الكبيرة وتسجيلها للخسائر بسبب إغلاق أجواء السعودية والإمارات والبحرين ومصر بوجه رحلاتها، والذي قلص نشاطها وأجبرها على سلوك مسارات طيران طويلة ومكلفة.
وربما تسعى الخطوط القطرية إلى التسلل إلى تلك الأجواء من خلال المشاركة بالرمز مع شركة طيران أميركية.
ويرى محللون أن الخطوط القطرية تحاول أن تبعث برسالة لجيرانها الخليجيين بأنها يمكن أن تجد حلولا للمقاطعة، إضافة إلى محاولة استرضاء السلطات الأميركية للمساهمة في إنهاء الأزمة مع جيرانها.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة إن الشراكة الاستراتيجية “ستجمع بين اثنتين من أكبر شبكات الخطوط الجوية في العالم، مما يزيد الخيارات للملايين من المسافرين ويوفر وصولا سلسا إلى عدد كبير من المقاصد الجديدة”.
وبموجب الاتفاق المرهون بموافقات حكومية، تضع أميركان أيرلاينز رمزها على بعض رحلات الخطوط القطرية المباشرة ورحلات الربط من وإلى الولايات المتحدة ومركز عملياتها في الدوحة، مما يتيح للعملاء الأميركيين الوصول إلى مقاصد إضافية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا لا تخدمها الشركة.
وستضع الخطوط القطرية رموزها على رحلات منتقاة تمر عبر مراكز أميركان أيرلاينز في دالاس-فورت وورث وشيكاغو أوهير وفيلادلفيا وميامي ومطار جون ف. كنيدي في نيويورك ولوس أنجلس، وعلى الرحلات الدولية لأميركان أيرلاينز من وإلى أوروبا والبحر الكاريبي وأميركا الوسطى والجنوبية.
وكانت أميركان أيرلاينز قد أخطرت الخطوط القطرية في يونيو 2017 بقرار إنهاء علاقة مشاركة الرمز بينهما، وتصاعدت اتهاماتها لها بانتهاك قواعد المنافسة.
وسخرت أميركان أيرلاينز في ذلك العام من عرض قدمته الخطوط القطرية لشراء حصة فيها تصل إلى 10 بالمئة وقالت إنها لا تأخذ العرض على محمل الجد.
وتشير تقديرات المحللين إلى أن الخطوط القطرية من أكبر الخاسرين من المقاطعة المفروضة على الدوحة والتي أثرت على جميع رحلاتها الإقليمية والعالمية.
ولا تقتصر الخسائر على فقدان عدد كبير من الرحلات الكثيفة إلى عدد من أكبر أسواقها مثل السعودية والإمارات، بل تؤثر على جميع رحلاتها الأخرى لأن الدوحة لا تمثل وجهة نهائية لمعظم المسافرين على رحلات الشركة.
وتعتمد الخطوط القطرية بشكل أساسي على رحلات الترانزيت بسبب الحجم الصغير للبلاد كوجهة نهائية للمسافرين حيث لا يدخل ويخرج من مطارها الدولي سوى نسبة ضئيلة من المسافرين.
ويشكل المسافرون إلى الدول الخليجية المجاورة من رجال الأعمال والسياح والعمال العرب والآسيويين والأفارقة نسبة كبيرة من زبائن الخطوط القطرية حيث يسافرون بين الدول المجاورة عبر الدوحة إلى الوجهات الكثيرة التي أطلقتها الشركة في السنوات الأخيرة.
كما أدى إيقاف رحلات شركات الطيران السعودية والإماراتية والمصرية والبحرينية إلى قطر إلى إيقاف تدفق المسافرين إلى الدوحة للانتقال عبر الخطوط القطرية إلى دول الخليج الأخرى وأوروبا وأفريقيا وأستراليا ودول الأميركيتين.