الأزمات المتزايدة عطلت التقدم في مجال رعاية الأطفال

البنك الدولي ويونيسف يدعوان بلدان العالم إلى منح أولوية للتعامل مع الفقر في أوساط الأطفال وفرض سلسلة إجراءات تشمل توسيع برامج الإعانات المخصصة لهم.
الخميس 2023/09/14
افتقار إلى الحد الأدنى من ضروريات الحياة

واشنطن - أدى وباء كورونا إلى حدوث تباطؤ شديد في المعركة الرامية إلى وضع حد لحالة الفقر في أوساط الأطفال الذين مازال 333 مليونا منهم يعانون من الفقر المدقع، وفق ما ذكره تقرير نُشر الأربعاء.

وخلص تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والبنك الدولي إلى أن الوباء أدى إلى رفع عدد الأطفال الذين يواجهون حالة الفقر المدقع إلى ما يقارب ثلاثين مليون طفل عمّا كان متوقعا في السابق. ونتيجة لذلك مازال طفل من كل ستة أطفال يعيش على أقل من 2.15 دولار يوميا، بحسب التقرير.

وأفادت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل بأن “الأزمات المتزايدة نتيجة تداعيات كورونا والنزاعات والتغير المناخي والصدمات الاقتصادية عطّلت التقدّم وتركت الملايين من الأطفال في حالة فقر مدقع”. وتسدد استنتاجات التقرير ضربة لهدف الأمم المتحدة الطموح المتمثل في القضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2030.

25

في المئة من أطفال المنطقة العربية، ما بين سن الخامسة والسابعة عشرة، إما أنهم لم ينخرطوا في التعليم إطلاقا أو أنهم انقطعوا عن دراستهم

وقال المدير العالمي للفقر والمساواة في البنك الدولي لويس فيليب لوبيز كالفا في بيان إن “عالما يعيش فيه 333 مليون طفل في فقر مدقع، إذ يحرمون ليس من الاحتياجات الأساسية فحسب، بل كذلك من الكرامة والفرص أو الأمل، لا يمكن تحمّله بكل بساطة”.

وخلص التقرير إلى أن 40 في المئة من الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء مازالوا يعيشون في حالة فقر مدقع، وهي أعلى نسبة في العالم. وزادت مجموعة من العوامل، من بينها النمو السكاني السريع وكورونا والكوارث المناخية، حالة الفقر المدقع في أوساط الأطفال في أفريقيا جنوب الصحراء خلال السنوات الأخيرة، وإن كانت باقي مناطق العالم تشهد تراجعا ثابتا.

ودعا البنك الدولي ويونيسف بلدان العالم إلى منح أولوية للتعامل مع الفقر في أوساط الأطفال وفرض سلسلة إجراءات تشمل توسيع برامج الإعانات المخصصة لهم. وقالت راسل “لا يمكننا خذلان هؤلاء الأطفال الآن؛ إنهاء الفقر في أوساط الأطفال هو خيار مرتبط بالسياسات”.

وأفادت دراسة هي الأولى من نوعها، يتم فيها جمع المعلومات حول فقر الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بأن واحدا من بين كل أربعة أطفال يعاني من حالة الفقر المدقع ويفتقر إلى الحد الأدنى من ضروريات الحياة مثل التعليم والسكن اللائق والغذاء الصحي والرعاية الصحية الجيدة والمياه الصالحة للشرب والمرافق الصحية وإمكانية الحصول على المعلومات. وأكدت أن الحرمان من التعليم يعدّ أحد العوامل الرئيسية في انتشار الفقر والهشاشة بين الأطفال، مشيرة إلى أنه كلما افتقر بيت إلى والدين على قدر وافر من التعليم أصبح الطفل عرضة للفقر والضياع.

وبيّنت الدراسة التي أنجزتها يونيسف أن 25 في المئة من أطفال المنطقة العربية، ما بين سن الخامسة والسابعة عشرة، إما أنهم لم ينخرطوا في التعليم إطلاقا أو أنهم انقطعوا عن دراستهم في مرحلة ما من المراحل الدراسية.

15