الأزمات الداخلية تحفز الرجاء البيضاوي للبقاء في دائرة المنافسة

القاهرة - تمكن الرجاء البيضاوي المغربي من تحقيق نتيجة إيجابية في مشواره الأفريقي وبات أول فريق يحجز مكانه إلى ربع نهائي مسابقة كأس الاتحاد الأفريقي (الكونفدرالية)، وذلك بعد فوزه على مضيفه بيراميدز المصري وصيف بطل النسخة الماضية 3 – 0 الأحد، ضمن الجولة الرابعة من دور المجموعات.

ورفع الرجاء رصيده إلى 12 نقطة متصدرا المجموعة، فيما تجمد رصيد بيراميدز عند ست نقاط محتلا المركز الثاني بأفضلية المواجهات المباشرة على نكانا الزامبي.

وبالرغم من شبح الأزمات التي تخيّم على الفريق وفي غياب مدرب رسمي يقود الفريق بعد استقالة مدربه جمال السلامي الخميس الماضي، إلا أن الفريق البيضاوي تمكن من استغلال كل هذه الظروف السلبية لصالحه وشحَذ اللاعبون هممهم للإبقاء على حظوظ النادي في دائرة المنافسة.

وعلى ملعب الدفاع الجوي في القاهرة بلغ الرجاء بطل 2018 دور الثمانية بعدما جدّد فوزه على وصيف بطل النسخة الماضية ضمن منافسات المجموعة الرابعة.

وكان الرجاء قد فاز على بيراميدز في المرحلة الثالثة بهدفين نظيفين في ملعب محمد الخامس في الدار البيضاء.

فوز مقنع

محمد بكاري: رحيل السلامي ترك أثره وكان لا بد من الفوز لاستعادة الثقة

جاء فوز الفريق المغربي مقنعا لجماهيره والإطار الفني المؤقت بقيادة محمد بكاري وهشام بوشروان ومفندا لكل التخمينات التي توقعت سقوط الفريق المغربي في فخ الأزمات وتراجعه القاري بثلاثية كاملة أكدت صحوة اللاعبين واقتناعهم بضرورة الدفاع عن راية الفريق.

وأبدى بكاري سعادته بالفوز بتصريحات أدلى بها بعد المباراة “حضرنا إلى مصر للفوز وهو ما تحقق، كان يهمنا استعادة الثقة أمام فريق كبير بقيمة بيراميدز”.

وأضاف “لا شك أن رحيل جمال السلامي (مدرب الفريق السابق) هز الفريق معنويا، وكان يجب الفوز لاستعادة الثقة.. وقدمنا بالفعل مباراة قوية”.

وأردف المدير الفني المؤقت للرجاء “كنا الأفضل في كل شيء، وكان لا بد من الفوز بعد الخسارة الأخيرة في الدوري الاحترافي المغربي”.

وأكد أن الجهاز الفني المعاون للسلامي قرر الرحيل الجماعي مع المدير الفني، ولكن حفاظا على الفريق والنادي والوضع الحالي تقرر الاستمرار لبعض الوقت إلى حين وضوح الرؤية.

وفي الجهة المقابلة تلقى بيراميدز المصري ضربة موجعة بهزيمته ذهابا وإيابا كما استقبلت شباكه خماسية كاملة على مدار 180 دقيقة.

وخاض بيراميدز حتى الآن 24 مباراة في الموسم الحالي بقيادة المدرب الأرجنتيني رودلفو أروابارينا، وحقق 13 فوزا و7 تعادلات و4 هزائم، على رأسها الخسارة أمام الرجاء ذهابا وإيابا بخلاف السقوط أمام الاتحاد السكندري وإنبي.

ويعاني بيراميدز في الموسم الحالي رغم تعاقده مع صفقات كبيرة على رأسها رمضان صبحي ودييغو رولان وشريف إكرامي وأحمد فتحي، وهو ما أثار علامات الاستفهام حول هذا التراجع الكبير في نتائج الفريق.

وأصبح واضحا أن المدرب الأرجنتيني أروابارينا في طريقه إلى الفشل مع بيراميدز، بعدما استهلك أفكاره التكتيكية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتحسين ما أفسدته فترة الإعداد الهزيلة وعدم تناغم لاعبيه.

ولعب أروابارينا بطريقة 4 – 2 – 3 – 1 في تسع مباريات ولجأ إلى التغيير إلى طريقة 4 – 1 – 4 – 1 ثم 4 – 3 – 3 وأيضا لعب بطريقة 3 – 4 – 3 و3 – 5 – 2.

ولم يستطع المدرب الأرجنتيني ترك بصمة مؤثرة مع الفريق الذي سجل 37 هدفا في 24 مباراة، وهو ما يعكس الضعف الهجومي، خاصة أن المعدل التهديفي يصل إلى 1.5 هدف في اللقاء.

لكن الضعف الهجومي ليس السبب الوحيد لأداء بيراميدز الهزيل ونتائجه المتذبذبة، فالأخطاء الدفاعية الفادحة لعبت هي الأخرى دورا كبيرا في هذه المشاكل الواضحة هذا الموسم، بخلاف أخطاء الحارس شريف إكرامي.

وظهرت هذه الأزمات في عدة وقائع على رأسها تجميد الثنائي المهدي سليمان وعبدالله بكري لاعبي الفريق بخلاف مشاكل شارة القيادة بين عمر جابر وإكرامي.

وتلخص عملية تعيين أحمد حسام ميدو مستشارا فنيا للنادي ثم رحيله بعد أقل من 40 يوما تماما مدى حالة عدم الاستقرار الإداري التي يعيشها الفريق.

أخطاء واضحة

اعترف المدير الفني لبيراميدز أروابارينا خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء، بأن الفريق دفع “ثمن الأخطاء الدفاعية وخاصة التعامل مع العرضيات، حاولنا التعويض ولكننا لم ننجح ولم نقدم الشكل الهجومي الفعال”.

وأضاف “الهزيمة أمام الرجاء ذهابا وإيابا أمر محزن، ولكن علينا العمل ونسيان ما حدث والتركيز في اللقاءات القادمة، لصعوبة المهمة مع ضغط كبير في مختلف البطولات”.

وأشار إلى أن الفريق لم يودع الكونفدرالية ولا يزال يملك فرصة التأهل من خلال الفوز على نكانا الزامبي في عقر داره ثم نامونغو التنزاني بالجولتين القادمتين.

وأبدى أروابارينا حزنه للخسارة أمام الرجاء البيضاوي، مؤكدا أن بعض التفاصيل الصغيرة والأخطاء أدت للهزيمة. وبصفته المدير الفني فهو المسؤول الأول عن الخسارة وعليه التعامل سريعا مع الوضع الحالي.

وزاد “نملك مشروعا ضخما، وبيراميدز ناد كبير ويملك نجوما كبارا، ولكن علينا أن نتعامل مع الأمور بسرعة ونسيان الهزيمة والتركيز في اللقاءات القادمة وإظهار شخصية اللاعبين”.

وأكد أن فريقه يصنع عدة فرص ولكن هناك مشكلة واضحة في التعامل مع الكرات الثابتة، موضحا أن الرجاء استغل المحاولات الثلاث التي سنحت له بينما فقد فريقه التركيز في إنهاء الهجمات.

وأوضح أن غياب محمود وادي للإصابة أثر على الخط الهجومي، لأنه أصيب في فترة تألقه ويغيب لفترة طويلة، والفريق يضم حاليا دودو الجباس وجون أنطوي ورولان ويتعامل على الأطراف لهز الشباك.

وفي تونس عاد الصفاقسي التونسي من تأخر بهدفين إلى التعادل مع ضيفه ومواطنه النجم الساحلي 2 – 2 في كلاسيكو تونسي احتضنه ملعب الطيب المهيري في صفاقس.

وحافظ الصفاقسي على صدارة المجموعة الثالثة بست نقاط بفارق نقطة أمام النجم ويأتي جراف السنغالي ثالثا بأربع نقاط وساليتاس رابعا بثلاث نقاط.