الأزمات الحكومية تعجل بسيناريو الاقتراع المبكر في إسرائيل

يائير لابيد: من يعرض هذه الحكومة للخطر من الداخل يجب أن يعلم أنه سيدفع ثمن ذلك.
الاثنين 2022/06/13
ائتلاف حكومي هش

القدس - تسود الحياة السياسية في إسرائيل حالة من الضبابية بعد مرور عام على تشكيل الائتلاف متعدد الأطياف في يونيو العام 2021.

وعاشت إسرائيل عامين من الجمود السياسي تخللتهما أربع جولات انتخابية قبل أن يؤدي الائتلاف الحكومي اليمين الدستورية في الثالث عشر من يونيو الماضي لينهي 12 عاما متواصلة من الحكم لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

وعاش التحالف المكون من أحزاب يمينية ويسارية ووسطية إلى جانب حزب عربي للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل استقرارا سياسيا حتى شهر أبريل الماضي بعد انسحاب النائبة عن حزب يمينا عيديت سيلمان من الائتلاف، ليفقد أغلبيته البرلمانية الطفيفة.

ويمتلك الائتلاف حاليا 60 مقعدا داخل البرلمان (الكنيست) المؤلف من 120 مقعدا، وهذا ما يجعله غير قادر على تمرير أي قانون بسهولة.

ناحوم برنياع: الهوة داخل الائتلاف أصبحت عميقة ولا يوجد سبيل للنجاة

ويجمع مراقبون إسرائيليون على أن الأزمات المتلاحقة للحكومة تقرب إسرائيل من الانتخابات بعد مرور عام على تشكيل الائتلاف.

وقال الكاتب والمحلل السياسي ناحوم برنياع إن ائتلاف رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد يعيش “وضعا معقدا”.

وأضاف برنياع “الهوة داخل الائتلاف أصبحت عميقة، ولا يوجد سبيل للنجاة، حيث سيطل كل أسبوع نائب من الستين ليهدد بالانسحاب ويشرع بالمفاوضات”.

وفي أبريل الماضي أعلنت النائبة عن حزب يمينا عيديت سيلمان انسحابها من الائتلاف الحاكم، ليفقد البرلمان أغلبيته، كما لحقت بها النائبة العربية من حزب ميرتس اليساري غيداء ريناوي زعبي ليصبح الائتلاف أقلية قبل أن تعود مرة أخرى إلى الائتلاف.

وقال برنياع “الائتلاف يتعثر وسيواصل التعثر، هذا هو مصيره”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر تعرض الائتلاف إلى خسارة جديدة بعد فشله في تمرير قانون تمديد أنظمة الطوارئ في الضفة الغربية (القانون الجنائي الإسرائيلي في المستوطنات الإسرائيلية وعلى المستوطنين) بمعارضة 58 نائبا مقابل 52.

وكان من بين المعارضين نائبان في الائتلاف هما مازن غنايم من القائمة العربية الموحدة وغيداء زعبي.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في منشور على موقع فيسبوك “من يعرض هذه الحكومة للخطر من الداخل يجب أن يعلم أنه سيدفع ثمن ذلك”، مشيرا إلى أن الحكومة “يمكن أن تصمد رغم الصعاب”.

وعلى الرغم من كل ما تمر به الحكومة من صعوبات، إلا أنها نجحت في تحييد الاختلافات الأيدولوجية بين مكوناتها حتى وقت قريب، كما نجحت في نوفمبر الماضي في تمرير أول موازنة عامة لدولة إسرائيل منذ ثلاثة أعوام.

وقال لابيد “معظم مواطني إسرائيل يعيشون اليوم بشكل أفضل مما كانوا عليه قبل عام، من حيث الوضع الأمني والاقتصادي والجريمة في المجتمع العربي والأمن الشخصي وعلاقاتنا الخارجية، كل شيء في إسرائيل تحسن بشكل كبير”.

وأظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية أنه في حال حدوث انتخابات فإن كتلة المعارضة بقيادة حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو ستحصل على 60 مقعدا، في حين أن كتلة تجمع أحزاب الائتلاف الحالي ستحصل على 53 مقعدا.

مراقبون إسرائيليون يؤكدون على أن الأزمات المتلاحقة للحكومة تقرب إسرائيل من الانتخابات بعد مرور عام على تشكيل الائتلاف

ويرى 37 في المئة من الجمهور الإسرائيلي أن الأفضل هو استمرار الحكومة، في حين يرى 31 في المئة أن الأفضل هو إجراء انتخابات. وقال المحلل السياسي ماتي توخفيلد “في الكنيست لا توجد حكومة ولا يوجد ائتلاف، توجد حملة انتخابات”.

وأضاف توخفيلد “سيحاول الجميع (الأحزاب) تحقيق أكبر قدر من الإنجازات إلى أن يكون سقوط الحكومة نهائيا وتاما”.

وكان من بين أهم الأسباب التي جعلت الحكومة ترى النور هو إجماع كل أحزاب الائتلاف على ضرورة إنهاء حكم نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ويعتبر نتنياهو أطول رئيس وزراء حكما في تاريخ إسرائيل، حيث تولى منصب رئيس الوزراء في الفترة من 1996 إلى 1999، ثم لمدة 12 عاما متتالية من 2009 حتى 2021.

إلا أن المحللة السياسية دفنا ليئيل ترى أن هذا قد يعتبر أهم الأسباب التي تقرب الحكومة من الانهيار.

وقالت ليئيل “الحكومات في إسرائيل تنهار ليس بسبب المعارضة بل بسبب التحالف”، مضيفة “الصراعات الداخلية تقضمها من الداخل حتى تبدأ أسسها في الانهيار، وتنهار في النهاية”.

وأوضحت ليئيل أن هناك حقيقتين حاليا هما أن حكومة بينيت هي الآن حكومة أقلية حتى لو كان ذلك على الورق، والثانية أن الحكومة فشلت في محاولة دمج حزب عربي كشريك متساو في إدارة إسرائيل.

2