الأرمن ينتهجون سياسية الأرض المحروقة قبل تسليم قرية لأذربيجان

أرمن يضرمون النيران في منازلهم بقرية شارختار قبل تسليمها لأذربيجان.
السبت 2020/11/14
تدمير المنزل قبل مغادرته

شارختار (أذربيجان) – لجأ أرمن في إقليم ناغورني قره باغ إلى سياسة الأرض المحروقة، عبر إضرام النيران في منازلهم قبل تسليم المنطقة للأذريين.

وقال جندي من قرية شارختار في منطقة كالباجار التي ستسلم إلى باكو "إنه اليوم الأخير لنا هنا، غدا سيأتي الجنود الأذريون". وفي هذه القرية التي تقع عند حدود منطقة مارتاكيرت المجاورة التي ستبقى تحت السيطرة الأرمنية، اشتعلت النيران في ستة منازل على الأقل صباح السبت.

ويسابق الأرمن الزمن بترحيل ممتلكاتهم وحرق ما تبقى من منازلهم، قبل أن يحين وقت تسليم المنطقة للأذريين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا بعد قتال استمر ستة أسابيع بين مقاتلين ينحدرون من أصل أرمني والقوات الأذرية في إقليم ناغورنو قرة باغ والمناطق المحيطة بها.

وحمل الأرمن على سياراتهم كل شيء يستطيعون، فيما كانت شاحنات تقف قريبا لنقل أمتعة السكان ومحتويات المنازل.

وأضرم المقاتل الأرمني آرسين، وهو ما زال يرتدي الزي العسكري المموه الذي قاتل به ضد القوات الأذرية قبل أسبوع، النار السبت أسفل مائدة الطعام بمنزل أخته في قرية شارختار الصغيرة.

وفيما كانت ألسنة اللهب تلتهم محتويات المنزل قال آرسين "سيأتون إلى هنا صباح غد. الأذريون. دعهم يعيشون هنا، إن استطاعوا".

وفي منزله المجاور، كانت أعمدة الدخان لا تزال تتصاعد بالفعل في ما تبقى بمحتوياته.       

ومع اندلاع الحريق بمساعدة شرائح الكرتون استخدم مقعدا خشبيا لتحطيم نوافذ المنزل المكون من طابق واحد كما استخدم ملاءات الأسرة لمساعدة الحريق على الاشتعال الذي اتى على المنزل بالكامل في وقت قليل.

وطبقا للقانون الدولي يعتبر الإقليم جزءا من أذربيجان لكن يقطنه ويديره الأرمن منذ الحرب التي دارت رحاها في التسعينات. وسوف يعود الأذريون ويسيطرون على المنطقة غدا الأحد.

قال آرسين (35 عاما) الذي رفض ذكر اسمه بالكامل إنه ورفاقه الأرمن لا يرغبون في ترك أي شيء مفيد يمكن أن يستخدمه الأذريون.

وأضاف "سيكون عليهم بدء منازلهم من أساسها".

وأنهى اتفاق لوقف إطلاق النار بين يريفان وباكو تحت رعاية موسكو، القتال العنيف الذي استمر طيلة نحو سبعة أسابيع في ناغورني قره باغ وهي منطقة جبلية متنازع عليها منذ عقود بين هذين البلدين القوقازيين.

واستعادت أذربيجان بموجب هذا الاتفاق، مناطق شاسعة كانت تحت سيطرة الأرمن منذ مطلع التسعينات.

وتظاهر الآلاف من الأشخاص في العاصمة الأرمنية يريفان احتجاجا على توقيع رئيس الوزراء نيكول باشينيان اتفاق وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ الذي يكرس نصرا عسكريا لأذربيجان، فيما طالبت المعارضة باستقالة باشينان.

وأعلنت أرمينيا السبت مقتل أكثر من 2300 من جنودها في النزاع، قائلة إن بينهم جثثا لم تحدد هوية أصحابها، فيما لم تكشف أذربيجان عن خسائرها البشرية بعد.

وأعلن الرئيس الأذري حكمت حاجييف، أن بلاده تعتزم حساب الأضرار التي لحقت بها جراء الاحتلال الأرمني لأراضيها طيلة 30 عاما، بالتعاون مع المنظمات الدولية.

وتابع أن الحكومة ستقدم منازل جديدة للمواطنين الذين تضررت منازلهم جراء الاعتداءات الأرمنية.