الأرشيف والمكتبة الوطنية الإماراتي يواصل مسؤوليته المجتمعية ببرامج صيفية

ورشات تعليمية وتدريبية ينظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية موجهة للناشئين علاوة على ندوة "المواطنة الإيجابية العالمية".
الأربعاء 2023/08/02
التنشئة الوطنية عبر الثقافة

أبوظبي - يواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية الإماراتي تنفيذ برنامج فعالياته التربوية والتعليمية التي يشارك بها في المعسكرات الصيفية للطلبة.

وقدم الأرشيف والمكتبة الوطنية، ضمن هذا البرنامج ثلاث ورش تعليمية وتدريبية في مدرسة هند بنت مكتوم في دبي لطلبة الحلقتين الأولى والثانية، بهدف إثراء معارف النشء بتاريخ الإمارات العريق وتراثها، ويأتي ذلك في إطار المسؤولية المجتمعية للأرشيف والمكتبة الوطنية والدور الذي يؤديه على صعيد التنشئة الوطنية للأجيال.

بدأت عائشة الزعابي، رئيس قسم البرامج التعليمية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، الورشة الأولى “قصة من الخيال” حيث تم تقسيم الطلبة إلى مجموعات، وكتب أعضاء كل مجموعة قصة قصيرة، وقد تنوعت القصص، فكان للخيال نصيب فيها، وتركت الألعاب الإلكترونية أثرها على بعضها، وغالبية القصص كانت واقعية، ومن أبرز القصص “راكان في الغابة” و”يوم في مدرستي” و”أنا وصديقي ولعبتنا الإلكترونية”.. وغيرها.

وبعد أن قرأت كل مجموعة قصتها، تمت مناقشة القصص، والنتيجة التي خرج الطلاب بها، والمبادئ والقيم التي أرادوا أن يعبروا عنها، وأكدت المشرفة أهمية الحفاظ على أثاث المدارس، وتحديد وقت قصير للألعاب الإلكترونية، والهدوء والاستفادة من المعلمين.

واستقطبت “لعبة المسيرة” التي ابتكرها الأرشيف والمكتبة الوطنية الطلاب في الورشة الثانية، حيث تنافسوا على الفوز، وتحصيل المعلومة المفيدة، لاسيما وأن “المسيرة” لعبة وطنية مبتكرة، ومضامينها مستلهمة من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية، وهي تناسب جميع الأعمار، وتعدّ هذه اللعبة التعليمية وحدة معرفية متكاملة تضم عددا من المعلومات المستخلصة من إصدارات الأرشيف والمكتبة الوطنية.

بب

والورشة الثالثة كانت في القراءة، حيث تم عرض قصة “طفولة ملهمة” وهي من ثمار مبادرة “زايد 100 حكاية” التي أطلقها ورعاها الأرشيف والمكتبة الوطنية، وقد شارك كل واحد من الطلاب بقراءة فقرة منها.

هذا ويواصل الأرشيف والمكتبة الوطنية تنفيذ برنامجه المتنوع أمام عدد كبير من طلبة المعسكرات الصيفية في العديد من مدارس أبوظبي والعين، ودبي وكلباء، والشارقة ورأس الخيمة، وأم القيوين وعجمان.. وغيرها.

ذلك بالإضافة إلى تنفيذ برامج المخيمات الصيفية الافتراضية لكتّاب 71، التي تسهم في صناعة كتّاب المستقبل من الطلبة، وتصقل مواهبهم في مجال الكتابة الأدبية.

كما نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية مؤخرا ندوة بعنوان “المواطنة الإيجابية العالمية” لتعزيز القيم والمبادئ الإنسانية والوطنية التي من شأنها الارتقاء بالفرد من مواطن إيجابي في وطنه إلى مواطن إيجابي عالمي، وذلك ما يفرضه الواقع الراهن بعدما غدا العالم قرية كونية صغيرة في ظل الفضاء المفتوح.

وركزت الندوة التي تأتي ضمن برنامج الموسم الثقافي للأرشيف والمكتبة الوطنية للعام 2023 على دور المواطنة الإيجابية العالمية في تعزيز التنمية المستدامة في مجتمع الإمارات خاصة وفي العالم بشكل عام.

أدارت الندوة فاطمة سلطان المزروعي، رئيس قسم الأرشيفات التاريخية في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وشارك فيها كل من ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن، والمستشار راشد إبراهيم النعيمي من وزارة التسامح والتعايش، والعميد محمد النبهاني من الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، والدكتور شافع النيادي – مدرب التنمية البشرية والعلاقات الأسرية، والدكتورة مريم ناصر الزيدي من جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

كانت الندوة قد بدأت بورقة لياسر القرقاوي استعرض فيها مفهوم المواطنة الإيجابية العالمية وأكد أنها تعني مشاركة ووعي وإدراك الأفراد لواجبات والتزامات معينة تحقق الاندماج والتشارك وفق القوانين والمعايير والقيم التي تُعلي من شأن الفرد وتنهض به، والمحافظة على مصالح البيئة العالمية وتحقيق أهداف المسؤولية العامة، من خلال الأُطر والالتزام بقضايا ومشكلات العالم.

ثث

بعد ذلك قدم المستشار راشد إبراهيم النعيمي ورقته التي سلط الضوء فيها على استدامة القيم الإنسانية والمواطنة الإيجابية العالمية. واستعرض المراحل التي مر بها المجتمع من الأسرة إلى القبيلة إلى الدولة الحديثة فالمواطنة العالمية، مؤكدا أن دولة الإمارات تعمل على تعزيز المواطنة العالمية لكن في ظل التوازن مع القيم الإماراتية الأصيلة.

وقدم العميد محمد النبهاني مداخلة حول أثر المواطنة الإيجابية العالمية على التنمية المستدامة وركز على المحاور الرئيسة الثلاثة للمواطنة الإيجابية، وهي توجهات الحكومة الرشيدة، والبيت والمدرسة، والأخلاق والسلوكيات العامة.

وفي ورقته “دور المواطنة الإيجابية في دعم الاستدامة” أكد الدكتور شافع النيادي أن التغيير يبدأ من الفرد متطرقا إلى علاقة المواطنة والاستدامة، مؤكدا أن هذه العلاقة تتمثل في المسؤولية الفردية، والمشاركة المجتمعية، والوعي والتثقيف، والمسؤولية البيئية، والاستخدام المستدام للموارد، والاقتصاد المستدام والعدل الاجتماعي، والتعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية.

وفي مداخلتها شددت الدكتورة مريم ناصر الزيدي على أن العالم صار قرية كونية صغيرة تسودها وسائل التواصل الاجتماعي، يضطرنا إلى أن نفتح الأبواب ونكون متلقين للأفكار القادمة، ولذا علينا أن نتعامل مع المواطنة العالمية بإيجابية يُستدام الخير فيها، لأنه لا يمكننا الانعزال عن الفكر الجماعي.

وأشارت إلى تجربتي اليابان وألمانيا اللتين استطاعتا أن تكونا في خارطة العالم المتقدم وأن تصيرا من أجمل الوجهات وهما لم تحققا ذلك إلا بتحقيق المواطنة العالمية الإيجابية.. ونوهت بأهمية الدور العالمي للفرد والمجتمع في مواجهة التغير المناخي.

13