هلسنكي/عمّان – شرّع الأردن أبوابه أمام الشركات الأوروبية لتطوير شبكات الجيل الخامس للاتصالات (5 جي)، مبتعدا عن هواوي التي تفرض عليها الولايات المتحدة حظرا لاتهامها بالتجسس رغم أن الشركة الصينية تتعامل مع معظم دول الشرق الأوسط.

وتبدو البلاد متأخرة في اعتماد هذه التقنية قياسا بالعديد من دول المنطقة وخاصة بلدان الخليج العربي التي عملت شركاتها التي تعمل في قطاع الاتصالات على تعزيز الشبكة بما يرقى بتطلعات التحول الرقمي.

وذكرت شركة نوكيا الفنلندية للاتصالات، التي كانت في فترة ما مسيطرة على سوق الهواتف الذكية، الأحد أنها فازت بتعاقد لتوريد معدات “شبكة الوصول اللاسلكي من الجيل الخامس” إلى الأردن من شركة زين الأردن، في اتفاق يستمر لسنوات.

وبموجب الاتفاق، ستكون شركة زين قادرة على دعم التحول الرقمي للبلاد بتقديم خدمات الجيل الخامس، مع اتصال وقدرة معززة للزبائن سواء الأفراد أو الشركات. ومن المتوقع أن يتم استكمال جزء رئيسي من عملية النشر خلال عام 2023.

وطبقا للاتفاق الذي يشمل أكثر من ثلاثة آلاف موقع على مستوى البلاد، ستوفر شركة نوكيا أحدث جيل من بيس باند (نطاق الأساس) إيرسكيل وأجهزة لاسلكي أم.آي.أم.أو، بالإضافة إلى ذلك ستحدث شركة نوكيا البنية التحتية القائمة للجيل الرابع لشركة زين.

وقال تومي أويتو رئيس شبكات الهاتف المحمول في نوكيا إن “الشراكة مع زين الأردن في هذا المشروع لتحديث شبكة الوصول اللاسلكي الكاملة وإدخال تكنولوجيا 5 جي ستدعم أهداف التحول الرقمي للحكومة الأردنية”.

ورجح أوتيو أن يؤدي نشر تقنية الجيل الخامس في السوق الأردنية إلى تحفيز حضانة ونمو التقنيات والصناعات الجديدة.

وكانت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن قد أبرمت الصيف الماضي اتفاقيات لإدخال الجيل الخامس مع المشغلين الثلاثة زين وأمنية وأورانج. وتتوقع الهيئة أن تبدأ شبكة 5 جي العمل بحلول الربع الأول من 2024.

وتقول الهيئة إن هذا ينسجم مع إستراتيجية للتحول الرقمي والخطة التنفيذية التي تمتد حتى 2025، ورؤية التحديث الاقتصادي التي أعلن عنها صيف العام الماضي وتمتد حتى 2033 وذلك لأهمية قطاع الاتصالات ودوره في تحقيق التنمية الاقتصادية.

وسبق أن أكد رئيس مجلس مفوضي الهيئة بسام السرحان أنه جرى إنجاز ملف الجيل الخامس العام الماضي “ضمن معادلة عادلة تضمن الفائدة المشتركة للقطاعين العام والخاص”.

وأشار إلى أن الاتفاقية الخاصة بالجيل الخامس تفصيلية جاءت لحل جميع الخلافات السابقة ولضمان منع حدوث أي خلافات مستقبلا بين الهيئة والشركات.

وشدد السرحان على أن شركات الاتصالات الثلاث العاملة في السوق ماضية بإجراءات الجوانب الفنية مثل نوعية النظام المستخدم والرقعة الجغرافية للتغطية وغير ذلك من تفاصيل فنية.

وتعد تقنية الجيل الخامس أكبر بوابات التحول التكنولوجي في الفترة المقبلة لأنها ستضاعف سرعة نقل البيانات عشرات المرات لتفتح الأبواب لعهد الثورة الصناعية الرابعة. وبالإضافة إلى ذلك، ستدعم التقنية تطبيقات إنترنت الأشياء (أي.أو.تي) وتطبيقات الذكاء الاصطناعي والمدن الذكية والتي تعد إضافة إلى القطاعات الصناعية والتجارية والمالية والأفراد.

وتأتي اتفاقية نوكيا مع زين بعد نحو شهرين من اختيار شركة أمنية المشغل الثاني للاتصالات، الذي يتنافس أيضا مع شركة أورانج في السوق الأردنية، مع شركة إريكسون لقيادة مرحلتها الأولى من إطلاق تقنية الجيل الخامس.

وكانت أمنية قد أعلنت بعد حصولها على رخصة 5 جي بالإضافة إلى رخص الترددات المعدلة من الهيئة المنظمة للقطاع، عن بدئها بتجهيز البنية التحتية والتكنولوجية استعداداً لطرح خدمات هذا الجيل في السوق المحلية.

وتشير تقديرات هيئة تنظيم الاتصالات إلى أن نسبة انتشار خدمات الاتصالات الثابتة بالنسبة إلى الأسر 20.5 في المئة، فيما نسبة انتشار خدمات الاتصالات المتنقلة بالنسبة إلى عدد السكان البالغ عددهم 11.2 مليون نسمة حوالي 67.5 في المئة.

وأظهرت البيانات الرسمية التي وردت في موازنة 2023 أن حجم إيرادات قطاع الاتصالات بلغ العام الماضي أكثر من مليار دينار (1.47 مليار دولار). وذكرت رابطة جي.أس.أم.أي في أحد تقاريرها قبل فترة أن خدمات الجيل الخامس ستحفز نمو اقتصادات دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنحو 15.4 مليار دولار بحلول عام 2034.

ويشكل هذا النمو 1.1 في المئة إذ ستسهم أسواق السعودية والإمارات وباقي دول الخليج في معظم هذا النمو المتوقع استنادا على توافر الطيف الترددي المطلوب، منها ما يعرف باسم “موجات الميليمتر” التي ستسمح بخدمات فائقة السعة والسرعة.