الأردن يقود جهودا مكثفة لخفض التصعيد الإقليمي بعد اغتيال هنية

عمان – دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأحد في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "تهدئة شاملة" في المنطقة، لتجنيبها "المزيد من الفوضى"، وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي.
ويتوجه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اليوم في زيارة نادرة الى طهران لنقل رسالة الى المسؤولين الإيرانيين، وفق ما ذكرت وزارة الخارجية الأردنية، مع تزايد المخاوف من تصعيد بين إيران وإسرائيل بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.
وقال بيان الديوان الملكي إن الملك عبدالله الثاني بحث خلال اتصال هاتفي مع ماكرون "التطورات الخطيرة بالمنطقة".
ودعا خلال الاتصال إلى "تكثيف الجهود الدولية للتوصل إلى تهدئة شاملة لتجنب توسع الصراع بالمنطقة والمزيد من الفوضى".
وأكد أهمية "وقف التصعيد الإقليمي والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب"، محذرا من "تداعياتها التي قد تؤدي إلى تأجيج العنف والتوترات في الإقليم".
وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت قبل أيام
وقالت الخارجية الأردنية في بيان إن الصفدي "سيزور الأحد الجمهورية الإسلامية الإيرانية" و"سينقل رسالة من الملك عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية".
وأوضحت أنه سيلتقي القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري.
وأكّدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" الزيارة، وقالت إن "الصفدي سيتبادل وجهات النظر مع المسؤولين الإيرانيين حول القضايا الإقليمية والدولية"..
واحتدم التوتر بالمنطقة عقب اغتيال هنية الأربعاء الماضي غداة غارة إسرائيلية على بيروت أدت إلى مقتل فؤاد شكر القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران.
واتهمت كلا من حماس وإيران عدوتهما إسرائيل بتنفيذ اغتيال هنية وتوعدتا بالرد. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن قتل هنية ولم تنفها.
وتأتي زيارة الصفدي لإيران في أعقاب اتصالات دبلوماسية مستمرة من قبل الولايات المتحدة وشركائها بما في ذلك فرنسا وبريطانيا وإيطاليا ومصر السبت لمنع المزيد من التصعيد على صعيد المنطقة.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية السبت عن الجهوزية والاستعداد لمواجهة أي هجوم محتمل على البلاد سواء من إيران و"حزب الله" اللبناني وغيرهم.
كما وصل قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول مايكل كوريلا إلى منطقة الشرق الأوسط صباح اليوم الأحد في زيارة تشمل الأردن وإسرائيل وبعض دول الخليج، وسط استعدادات للرد الانتقامي ضد إسرائيل.
وتسعى إيران والأردن إلى تحسين علاقاتهما في أعقاب التوتر الأخير المتعلق باتهام عمان لفصائل متحالفة مع إيران في سوريا بتهريب المخدرات إلى البلاد وإعلان الأردن مشاركته في اعتراض أول هجوم مباشر تشنه إيران على إسرائيل في أبريل الماضي.
وكان باقري والصفدي قد أجريا خلال اليومين الأخيرين مباحثات هاتفية مرتين، كان آخرها الليلة الماضية، حيث قال وزير خارجية إيران إنه تلقى اتصالات هاتفية من نظيريه المصري والأردني، هي الثانية من نوعها في غضون اليومين الأخيرين.
وأضاف باقري كني في منشورات على إكس، أنّ الوزراء الثلاثة أكدوا خلال المباحثات على استمرار المشاورات، مؤكدا أن أوضاع الشرق الأوسط "تعيش حساسية خاصة بسبب استمرار الجرائم والمغامرات الخطيرة للعصابة المجرمة الحاكمة في تل أبيب".
ودعا الدول الإسلامية في المنطقة إلى "اتخاذ موقف موحد وحازم وإجراءات منسقة لمنع استمرار حرب الإبادة في غزة واتساع العدوان الصهيوني إلى المنطقة". وأكد وزير خارجية أن "ايران عاقدة العزم على محاسبة الكیان الصهيوني".
والخميس الماضي قال وزير الخارجية الأردني إن الأوضاع في المنطقة "تتدحرج نحو الهاوية"، معتبرا اغتيال هنية "جريمة تصعيدية تمثل خرقاً واضحاً للقانون الدولي ولسيادة الدول، وتهدد بتوسّع الحرب إقليميا".
وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحافي في عمّان، مع نظيره نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في لوكسمبورغ كزافييه بيتل، أنه "لا يجوز أن يكون مستقبل المنطقة مرهوناً بالانتقامية الفجة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والوزراء المتطرفين في حكومته".
وأشار الوزير الأردني إلى أن لقاءه مع بيتل ركز على "الأولوية الأساس في المنطقة، وهي وقف العدوان الإسرائيلي ووقف الكارثة الإنسانية التي تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنها".
وكانت الخارجية الأردنية قد استدعت السفير الإيراني في عمّان، عقب الهجوم الإيراني السابق على إسرائيل في أبريل الماضي.
وقال الصفدي في لقاء تلفزيوني وقتها إن هذا الاستدعاء جاء احتجاجاً على "تصريحات مسيئة للأردن بُثت على وكالة الأنباء الإيرانية" ولإيصال رسالة بضرورة توقف هذه "الإساءات".
وأضاف "قمنا بإيصال رسالة واضحة بخصوص ضرورة توقف هذه الإساءات والتشكيك بمواقف الأردن، بصراحة لا إيران ولا غيرها يستطيعون المزايدة على الأردن"، مشيراً إلى "تصريحات مسيئة للمملكة وردت في الإعلام الإيراني بما فيها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية".