الأردن يعين مديرا جديدا للمخابرات في ظل قلق محلي وإقليمي

عمان – عين العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، اللواء أحمد حسني مديرا للمخابرات، خلفاً للواء عدنان الجندي، في سياق عملية إعادة ترتيب البيت الداخلي التي بدأها الملك قبل فترة بتغييرات جوهرية في الديوان الملكي.
وتأتي التغييرات في ظرفية حساسة جدا بالنسبة للأردن، لناحية الأزمة الاقتصادية التي يتخبط فيها، وكذلك التحديات الخارجية وفي مقدمتها قرب إعلان خطة السلام الأميركية المعروفة بصفقة القرن والتي يرجح أن يتم الكشف عن تفاصيلها بعد شهر رمضان، أضف إلى ذلك التطورات المتسارعة على الساحة السورية المجاورة، والتصعيد الأميركي الإيراني في المنطقة.
ووجه العاهل الأردني رسالة لمدير المخابرات الجديد قال فيها “وقع اختيارنا عليك لتتولى إدارة دائرة المخابرات العامة، في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها منطقتنا بأسرها تحديات جمة وغير مسبوقة، ويواجه فيها بلدنا الحبيب تحديات فرضتها عليه المتغيرات الإقليمية والمناخ العالمي العام الفريد والمتوتر”.
واستدرك “بيد أن الأردن، وكدأبه دوما، وبهمة شعبنا الأبي وإحساسه العالي بالمسؤولية الوطنية الحقة، وبكفاءة وقدرة مؤسساتنا، وفي المقدمة منها قواتنا المسلحة الباسلة – الجيش العربي، ودائرة المخابرات العامة، والأجهزة الأمنية الأخرى، تمكن من تجاوز الكثير من العقبات والصعاب، وسنتجاوز بإذن الله، بتماسكنا وتكاتفنا جميعا، ووعي شعبنا كل التحديات والمصاعب”.
وتضمنت رسالة الملك عبدالله إيحاء بخيبة أمل من الإدارة السابقة للجهاز، الذي كان يعد أحد مراكز القوة داخل المملكة قبل خروج فيصل الشوبكي في العام 2017، حيث تم منحه منصب مستشار الملك (قبل أن يتنحى الشهر الماضي).
وقال الملك في رسالته “دائرة المخابرات العامة كانت دوما مسيرة مشرقة ومشرفة، إلا أنها لم تخل- شأنها في ذلك شأن أي مؤسسة أو إدارة حكومية أخرى- من بعض التجاوزات لدى قلة قليلة، حادت عن طريق الخدمة المخلصة للوطن وقدمت المصالح الخاصة على الصالح العام، الأمر الذي تطلب حينها التعامل الفوري معه وتصويبه”. يُشار إلى أن الفريق الجندي الذي تمت إقالته تولى مهام عمله في 30 من مارس من العام 2017، خلفا للفريق الشوبكي.
في الماضي، كانت هناك 3 مراكز قوى في الأردن، هي رئاسة الديوان الملكي ورئاسة الوزراء ومديرية المخابرات إلا أن الأمور تغيرت. ولم يعد رئيس الوزراء سوى موظف يعنى بالاقتصاد. أما رئيس الديوان، فقد تراجع تأثيره بشكل واضح كذلك الحال بالنسبة إلى مدير المخابرات.