الأردن يطور إستراتيجية وطنية للتربية الإعلامية للتصدي للتضليل

عمان - يعمل الفريق الوطني لمتابعة مشروع التربية الإعلامية والمعلوماتية في الأردن على تطوير مشروع الإستراتيجية الوطنية الثانية لنشر الدراية الإعلامية والمعلوماتية 2025-2028، في محاولة لتدريب الجيل الأردني على التعامل مع المعلومات والشائعات والتصدي لها بعد أن باتت مشكلة تقض مضجع السلطات.
وتنفذ وزارة الاتصال الحكومي سلسلة من الاجتماعات المركزة بالتعاون مع معهد الإعلام الأردني، في مجال التربية الإعلامية واستعرضت عميدة معهد الإعلام الأردني ميرنا أبوزيد، أبرز محاور ومستويات الإستراتيجية التي طرحت للنقاش العام عبر حساب الوزارة والمعهد ومنظمة اليونيسكو لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية وأبرز التحديات التي واجهتها.
وأكدت أبوزيد ضرورة تطوير المهارات والمعارف الأساسية الذي يتطلبها العصر الرقمي في نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية، وخاصة فئات الأطفال وكبار السن وللعاملين في الجهاز الحكومي، انطلاقا من مهامها في نشر التربية الإعلامية والمعلوماتية.
وناقش اجتماع شارك به ممثلون من وزارات ومؤسسات حكومية، أهمية التوسع في نشر مفاهيم التربية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب، وتعزيز التشاركية بين الوزارات ومعهد الإعلام الأردني في تنفيذ البرامج والمشاريع المعنية في مجال التربية الإعلامية.
وأكد المشاركون على أهمية تبادل الخبرات والأفكار بين الخبراء والمتخصصين في قطاع الإعلام، بهدف بناء استراتيجية فاعلة تسهم في تعزيز الدراية الإعلامية والمعلوماتية لدى مختلف شرائح المجتمع، في ظل التحديات الرقمية الحديثة والتسارع المستمر في وسائل الإعلام.
وافتتحت الأميرة ريم علي، مؤخرا أكاديمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية 2025 في معهد الإعلام الأردني، بنسختها الثالثة، تحت شعار “الإعلام والمعلومات: الدراية الإعلامية والمعلوماتية تمكن العقول وتحيي الحقيقة”، بالتعاون مع الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام.
وأكدت الأميرة ريم أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية لم تعد ترفًا ثقافيًا، بل أصبحت ضرورة في ظل الأزمات المتصاعدة والتضليل الإعلامي المتزايد، مشيرة إلى أن تمكين الأجيال الجديدة من أدوات التفكير النقدي والتحقق من المعلومات يشكل درعًا ضد خطاب الكراهية والتطرف الرقمي، ومفتاحًا لبناء مجتمعات أكثر وعيًا.
◙ الدراية الإعلامية والمعلوماتية لم تعد ترفًا ثقافيًا، بل أصبحت ضرورة في ظل الأزمات المتصاعدة والتضليل الإعلامي المتزايد
واستعرضت تجربة الأردن كنموذج رائد في المنطقة، من خلال دمج التربية الإعلامية في المناهج الوطنية، وتدريب آلاف المعلمين، وتأسيس منصة “أكيد” لتعزيز ثقافة التحقق والمساءلة. وشددت على أهمية مواكبة التحولات التقنية وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن “المهارة الوحيدة التي لا يمتلكها الذكاء الاصطناعي، هي التفكير النقدي،” داعية إلى سد الفجوة الرقمية بين شمال وجنوب المتوسط، وضمان عدالة الوصول إلى المعرفة والإعلام.”
وتعتبر الدراية الإعلامية والمعلوماتية فرصة وقوة لتمييز المصادر الموثوقة والروايات الزائفة، وتجعل المجتمعات قادرة على مواجهة التطرف والتلاعب الأيديولوجي، وشباب يستخدمون الأدوات الرقمية للتعبير عن أنفسهم وبناء المستقبل.
وتسهم الدراية الإعلامية تسهم في بناء ثقافات قائمة على الاحترام المتبادل والحوار واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة، وتتبنى في جوهرها التفكير النقدي والمسؤولية المدنية والمشاركة الأخلاقية، مشددة على أن الدراية الإعلامية والمعلوماتية محرك قوي للإصلاح التربوي والثقافي وتقوم بدور تكاملي مع إصلاح المناهج التعليمية.
وتحول الفضاء الإعلامي إلى ساحة في الصراع، حيث تعمد الحكومات إلى عسكرة الفضاء الإعلامي، وهناك حربًا سيبرانية شاملة تدار في الفضاء الرقمي تستخدم فيها البيانات كأسلحة والتقنيات الذكاء الاصطناعي كأدوات للتجسس والقتل، وتعديل الخوارزميات لطمس الحقيقة أو إسكات الأصوات.
وقال وزير الاتصال الحكومي محمد المومني، إن الحكومة ستبقى داعمة للمبادرات النوعية التي تسهم في بناء قدرات شبابنا وتعزيز الوعي في مجتمعاتنا وتحصنه بوجه التضليل والتزييف المعلوماتي وخطاب الكراهية.
وأكد أهمية الدراية الإعلامية والمعلوماتية التي تتزايد بشكل غير مسبوق، كما تتزايد ضرورة تعزيز القدرات على التمييز والنقد والتحليل، في ظل التدفق الهائل للمعلومات عبر المنصات الرقمية، وتزايد التحديات المتعلقة بانتشار الأخبار المضللة، وخطاب الكراهية، ومحاولات طمس الحقائق وتشويه الروايات.
وتتمثل أهداف الأكاديمية في رفع الوعي ونشر ثقافة الدراية الإعلامية، وتزويد المشاركين بالمهارات التحليلية والنقدية والأخلاقية، ومواجهة اضطراب المعلومات، من خلال برنامج مكثف، يجمع نخبة من الخبراء والمدربين والطلبة والأساتذة من مختلف الدول، وسيشكل منصة قيمة لتبادل الخبرات والمعارف، وسيسهم في بناء قدرات المشاركين ليكونوا روادا للتغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.
وأشار إلى أن تمكين الإعلاميين والأكاديميين والشباب من المهارات الإعلامية والمعلوماتية، هو استثمار بمستقبل المعلومات لجعلها مصدر خير وبناء للمجتمع، لافتًا إلى أن الدراية المعلوماتي تسعى إلى كشف الحقيقة، وتعزيز المساءلة، وضمان التمثيل العادل للأصوات التي يجري تهميشها، في ظل التحديات التي تواجهنا ومن ضمنها محاولات تزييف الوعي وتحريف الروايات.