الأردن يسعى إلى توصيل رسالته الإعلامية باللغة الإنجليزية

الأردن يعول على مزودي المحتوى باللغة الإنجليزية بتشبيكهم مع وسائل الإعلام الدولية لتعزيز وصول صوت الأردن إلى المجتمع الدولي والعالم بمختلف اللغات الأجنبية.
عمان - يشغل تطوير وتأهيل الإعلام الأردني الحكومة التي تتطلع إلى تأثير محلي على الرأي العام، وتحسين صورة البلاد خارجيا، فقررت الاعتماد على صناع المحتوى باللغة الإنجليزية للقيام بهذه المهمة لما لهم من تأثير كبير على الجمهور.
والتقى وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني مجموعة من الصحافيين ومزودي ومنتجي المحتوى باللغة الإنجليزية في عدد من وسائل الإعلام المحلية، الأربعاء، ضمن سلسلة من لقاءات دورية تجريها الوزارة مع قطاعات مختلفة من الجسم الإعلامي في المملكة؛ وذلك لتقييم المشهد الإعلامي بشكل موضوعي ومؤسسي بهدف التعامل مع التحديات وتجويد العمل.
وشدد المومني على أهمية اللقاء الأول مع صحفيي ومزودي المحتوى باللغة الإنجليزية، نظراً إلى الدور الكبير والحيوي الذي تقوم به هذه الوسائل الإعلامية وما تمتلكه من منابر مهمة تسهم في إيصال رسالة الأردن إلى العالم ونقل مواقفه السياسية في مختلف المحافل الدولية، سواء من خلال البرامج أو الأخبار اليومية والتغطيات الإعلامية اليومية والدورية.
وتعتبر التقنيات الحديثة جسرا فاعلا في تشكيل توجهات الرأي العام، لذلك يريد القائمون على الإعلام الأردني استثمارها بشكل فعال وانخراطه فيها، خصوصا في منابر وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها.
ويخوض الإعلام الأردني تحديا لتحسين جودة ومستوى التغطية عبر التواصل الحثيث مع الجمهور، وتعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية. والتأثير على الرأي العام في القضايا المفصلية وطنيا وقوميا ودوليا، خصوصا ما يتصل بمواقف الأردن في القضايا الإقليمية وخصوصا الفلسطينية بصفتها محورا مركزيا في سياسته.
وأكد المومني أن الحكومة تعمل على عقد جلسات حوارية لمناقشة المشهد الإعلامي الوطني، والعمل على النهوض بأدواته بشكل أكبر، بما يسهم في تعزيز رسالة الدولة الإعلامية، وتحقيق الفاعلية الاتصالية والإعلامية المنشودة، انسجاماً مع مسارات التحديث الثلاثة، السياسي والاقتصادي والإداري.
وأشار المومني إلى ضرورة العمل بشكل أكبر لإيصال رسالة الدولة إلى المجتمع الدولي عبر اللغات الأجنبية، بما يسهم في تعزيز مواقف المملكة السياسية وبرامجها الاقتصادية والتنموية والسياحية، وشرحها وتوضيحها إلى العالم.
كما أكد استعداد الحكومة للاستماع إلى آراء الخبراء والمعنيين في مختلف القطاعات وخصوصاً قطاع الإعلام، للنهوض بهذا القطاع الهام بأعلى درجات المهنية والاحترافية، لافتاً إلى أن الوزارة ستعمل على التشبيك بين مزودي المحتوى باللغة الإنجليزية ووسائل الإعلام الدولية بهدف تزويدهم بمصادر عديدة للأخبار باللغة الإنجليزية.
ودعا المومني مزودي المحتوى باللغة الإنجليزية في وسائل الإعلام المحلية إلى تطوير محتواهم وتنويعه من خلال اعتماد المصادر الموثوقة للأخبار، واستضافة محللين أكفاء ناطقين باللغة الإنجليزية، وضرورة التشبيك فيما بين مزودي المحتوى بالإنجليزي، بما يحقق الهدف المنشود وهو تعزيز وصول صوت الأردن إلى المجتمع الدولي والعالم بمختلف اللغات الأجنبية.
واستمع المومني إلى ملاحظات الصحافيين ومنتجي ومزودي المحتوى باللغة الإنجليزية، التي تركزت حول طبيعة عملهم اليومي والتحديات التي يواجهونها.
وأكدوا أهمية اللقاء الذي يأتي للمرة الأولى للصحافيين ومزودي المحتوى باللغة الإنجليزية مع وزير الاتصال الحكومي، بهدف الاستماع لآرائهم وأبرز المعيقات التي يواجهونها.
الإعلام الأردني يخوض تحديا لتحسين جودة ومستوى التغطية عبر التواصل الحثيث مع الجمهور
وأشاروا إلى أهمية رفد أقسام اللغة الإنجليزية في مؤسسات الإعلام الرسمي بصحافيين مختصين، وزيادة عدد النشرات في وسائل الإعلام الأردنية المحلية. ولفتوا إلى ضرورة تعزيز تدفق المعلومات باللغة الإنجليزية من خلال المسؤولين والناطقين الإعلاميين، بما يسهم في صناعة الأخبار بلغة مختلفة عن العربية.
ورغم أن تصريحات المومني تبدو إيجابية إلا أن العديد من الصحافيين يتحدثون عن مشاكل في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي أي مؤسسة الإذاعة والتلفزيون والصحف المحسوبة على الحكومة التي تعاني من مشكلة التدخلات السياسية والشخصية، ونسبة كبيرة من ضعف هذا الإعلام هي في الرقابة الذاتية من قبل الرؤساء التنفيذيين الذين يعملون بخوف.
ويرى هؤلاء أن المعاناة الكبرى للإعلام الأردني هي مطالبته بالتخلي عن المهنية عندما يتعلق الأمر بالقضايا الحساسة والخطوط الحمراء، ولهذا فتعاقب المسؤولين من ذات العقلية أفقد الإعلام الرسمي وشبه الرسمي قدرته على التأثير، ولا يفرّق بعض المسؤولين بين دفاع الإعلام عن الدولة وقضاياها الكبرى وبين تسويق حكومة متعثرة أو أداء وزارات ضعيف.
وعبّر صحافي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أن الشفافية منعدمة في الكثير من القضايا التي تمر بها الساحة الإعلامية إضافة إلى غياب الرأي والمعلومة، كما أن الحكومة ساهمت في التعدي على المهنة وتركت الباب مفتوحاً أمام حالة من الانفلات.
رغم أن تصريحات المومني تبدو إيجابية إلا أن العديد من الصحافيين يتحدثون عن مشاكل في الإعلام الرسمي وشبه الرسمي
ويؤكد مراقبون للشأن الإعلامي الأردني ضعف قدرة الإعلام الرسمي على التأثير في الرأي العام الأردني، ويقولون إن “التقصير الحكومي سبب رئيسي في ضعف الإعلام”، إذ أهملت الحكومة الإعلام الرسمي إلى درجة عدم الاكتراث، في حين أن الظروف الصعبة التي يمر بها الأردن تحتاج إعلاماً يقود ويوجه، وإليه يتوجه الناس.
ويحدد نظام التنظيم الإداري لوزارة الاتصال الحكومي لسنة 2022، مهام وصلاحيات الوزارة، منها وضع سياسة عامة للإعلام والاتصال الحكومي ترتكز على الالتزام بنصوص الدستور ضمانا لحرية التعبير عن الرأي وتعزيزا للنهج الديمقراطي والتعددية السياسية، وتعزيز دور الإعلام الوطني في الدفاع عن المصالح العليا للدولة والتمسك بالقيم الأصيلة للمجتمع الأردني، وحماية تعددية وسائل الإعلام وتنوعها وتعزيز دورها وفقا للتشريعات النافذة، وتعزيز حق الجمهور بوسائل إعلام مهنية وموضوعية تحترم العقل والحقيقة وكرامة الإنسان وحريته، وتنمية وعي المواطنين بحقوقهم وواجباتهم وتعزيز مبادئ المساواة والعدل وسيادة القانون.
ومن ضمن مهام الوزارة توفير المعلومات الأساسية المتعلقة بالحكومة ومؤسسات الدولة لوسائل الإعلام والاتصال المختلفة وتوثيق علاقات التعاون معها، وإعداد المواد الإعلامية المتعلقة بأنشطة الحكومة والمناسبات الوطنية بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات الإعلام الحكومي.
يضاف إلى هذا تقديم الدعم الفني للناطقين الإعلاميين في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية وبناء قدراتهم ورفع مستوى أدائهم، ونشر التربية الإعلامية والمعلوماتية، والتصدي للإشاعات وخطاب الكراهية وانتهاك حرمة الحياة الخاصة، ونقل صورة إيجابية عن المملكة للخارج بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتنظيم الفعاليات الإعلامية الحكومية بالتنسيق مع الجهات المعنية، ومتابعة الدراسات والتقارير والبحوث المتعلقة بالمملكة واقتراح كيفية التعامل الإعلامي معها، وإطلاع الجمهور على سياسات الحكومة وخططها وبرامجها وتوجهاتها والتشريعات التي تعدها وتشجيع إبداء الرأي والحوار الهادف بشأنها، الأمر الذي يسهم في تحسين جودة الإنتاج الإعلامي وتقديم محتوى أكثر نوعية ومهنية وجاذبية.
يشار إلى أن منتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي الذي نظمته وزارة الاتصال الحكومي، واختتم فعالياته في مايو الماضي، خرج بتوصيات بعد نقاشات استمرت يومين، شارك فيها نحو 35 متحدثا محليا وعربيا وعالميا، بضرورة استخدام الرقمنة المتخصصة والمتطورة في جميع وسائل الإعلام، ومراجعة الخطط الدراسية في كليات الإعلام بما يعزز المهارات الرقمية والتقنية لدى الدارسين فيها.