الأردن يرفض إرسال قوات إلى غزة: لن ننظف وراء نتنياهو

أيمن الصفدي: لا يمكن قبول أي مقاربة تتعامل مع غزة بشكل منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
الخميس 2024/06/27
واقع كارثي

عمان- أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الأربعاء على أن بلاده “لن تنظف” وراء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غزة، ولن ترسل أيّ قوات لتحل مكان القوات الإسرائيلية في القطاع الفلسطيني المدمر.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الأردني في خضم مشاورات تجري خلف الكواليس لبحث اليوم التالي من الحرب على قطاع غزة.

وذكرت تقارير غربية عدة أن الولايات المتحدة تريد إرسال قوة عربية تتولى إدارة القطاع بعد الحرب، إلى حين بناء جهاز أمني فلسطيني موثوق، لكن الدول العربية المعنية لديها تحفظات شديدة على المقترح لاسيما وأنه لا يأتي ضمن سلة تفاهم متكاملة تضمن إيجاد حل جذري للقضية الفلسطينية، وهو ما عبر عنه الجانب الأردني بشكل واضح.

وشدد الصفدي خلال مؤتمر صحفي مع نظيره اليوناني جيورجوس جيرابيتريسيس في أثينا “لن ننظف وراء نتنياهو، لن نرسل أيّ قوات إلى غزة لتكون بديلا عن قوات الاحتلال الإسرائيلي ونكون نحن في مكان من يتعامل مع الواقع الكارثي الذي أوجده”.

أيمن الصفدي: نريد خطة شاملة ليس فقط لوقف الحرب في غزة
أيمن الصفدي: نريد خطة شاملة ليس فقط لوقف الحرب في غزة

واستدرك الصفدي “ما نقوله إننا نريد خطة شاملة ليس فقط لوقف الحرب، بل والتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين (..)”.

وأردف “هذا يعني أساسا أنه لا يمكن قبول أي مقاربة تتعامل مع غزة بشكل منفصل عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة (..)”.

وأعلن مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الثلاثاء أن بديلا لحماس في قطاع غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام، في ظل عدم إمكانية القضاء على الحركة كفكرة.

وجاءت تصريحات هنغبي في خضم زيارة يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة لبحث خطط ما بعد الحرب على غزة.

ويوجد انقسام في الداخل الإسرائيلي حيال انسحاب الجيش من القطاع المدمر، فهناك الشق اليميني المتطرف الذي يصر على بقاء القوات الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب، في المقابل يرفض قادة الجيش الخيار لما له من تداعيات مكلفة.

كما أن الولايات المتحدة الحليفة الرئيسية لإسرائيل تتحفظ بشدة على بقاء الجيش الإسرائيلي دون سقف زمني، وهي ترى بأن إيفاد قوات عربية من شأنه أن ينزع عن عاتقها أو عاتق إسرائيل المسؤولية عن القطاع، ويلقيها على عاتق الدول العربية.

وسبق وأن نفت مصر الأسبوع الماضي ما رددته صحف ومواقع عبرية تحدثت عن موافقة القاهرة على المشاركة في قوة عربية تابعة للأمم المتحدة لإدارة معابر القطاع. ويرى مراقبون أن تحفظات الدول العربية على إرسال قوات إلى غزة مشروعة طالما لا يوجد قبول للأمر من قبل الفلسطينيين، حيث سينظر إلى تلك القوات على أنها قوة معادية، فضلا على أن ذلك سيجعل الدول العربية المعنية في موقف صعب مع شعوبها.

ويقول المراقبون إن الرفض العربي لإرسال قوات إلى غزة، من شأنه أن يضع الولايات المتحدة نفسها في موقف صعب.

تساحي هنغبي: بديل لحماس في قطاع غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام
تساحي هنغبي: بديل لحماس في قطاع غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام

ويلفت هؤلاء إلى أن الخيار الذي قد تفضله واشنطن الآن هو إرسال قوة أممية مثلما هو الحال في جنوب لبنان (يونيفيل)، وسبق وأن أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لإعادة إحياء بعثة “يوبام”، في مؤشر على أن التكتل قد يقبل المشاركة مستقبلا في إدارة القطاع.

وكانت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية بمعبر رفح والتي تعرف باسم (يوبام)، توقفت عن العمل منذ 2007، حينما سيطرت حركة حماس على غزة بالكامل، بعد صراع مسلح مع قوات السلطة الفلسطينية.

وأكدت حركة حماس، مساء الثلاثاء، رفضها أيّ خطط بشأن مصير غزة بعد الحرب، وشددت على أن مستقبل القطاع سيقرره الشعب الفلسطيني.

وانتقدت حماس، في بيان، حديث مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأخير حول “اليوم التالي للحرب الإجرامية على قطاع غزة، والمستقبل السياسي لشعبنا الفلسطيني، وإعلانه عن خطط تناقشها حكومته مع الإدارة الأميركية وأطراف أخرى”.

واعتبرت أن هذا “إصرار من هذه الحكومة الفاشية على سلوك مسار الفشل والخيبة، فهذه الخطط الخبيثة لن تجد طريقا للتنفيذ، أمام صمود وإرادة شعبنا”.

وأكدت أن “مصير شعبنا الفلسطيني، ومستقبل قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الإجرامي، يقرره شعبنا الفلسطيني، ولا أحد سواه”.

وسبق وأن طرحت أفكار عدة لتولي إدارة القطاع بينها تشكيل قوات من  العشائر المحلية، أو تولي السلطة الفلسطينية الأمر، لكن هذه الخطط بقيت معلقة، ولا يعرف بعد ما إذا كان سيتم إحياؤها أو أن مشروعا ليونيفيل جديد سيظهر في القطاع.

وكان  رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح الأحد أن المعارك “العنيفة” في رفح بجنوب قطاع غزة حيث يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا، على آخر معاقل كتائب عزالدين القسام باتت “على وشك الانتهاء”.

2