الأردن يدعم نسخة شرق أوسطية من حلف شمال الأطلسي

عمّان - أعلن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الجمعة أنه سيدعم تحالفا عسكريا في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقال في مقابلة مع قناة "سي.أن.بي.سي" إن "رؤية هذا التحالف العسكري الذي يمكن تأسيسه بالتعاون مع دول تمتلك نفس التفكير يجب أن تكون واضحة جدا، ودوره يجب أن يكون محددا بشكل جيد".
وأضاف أن عدم توفر هذه الشروط فيه سيجعله "مربكا للجميع". وأشار الملك عبدالله الثاني إلى أن الأردن يعمل بشكل نشط مع حلف شمال الأطلسي ويعتبر نفسه شريكاً له. وأكد أن دول الشرق الأوسط بدأت العمل معا لمواجهة التحديات التي نشأت عن الحرب في أوكرانيا.
وتأتي تصريحات العاهل الأردني بالتزامن مع حراك دبلوماسي نشط تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ أيام، حيث أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان جولة إقليمية شملت مصر والأردن وتركيا، سبقتها قمة جمعت الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

ويسبق هذا الحراك الدبلوماسي زيارة سيجريها الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة منتصف يوليو المقبل تشمل فلسطين وإسرائيل والسعودية، وسيشارك حينها في قمة لدول الخليج ومصر والأردن والعراق تعقد في الرياض.
وبموازاة ذلك عادت قضية إنشاء تحالف عسكري في منطقة الشرق الأوسط، تكون إسرائيل جزءا منه، إلى الواجهة مرّة أخرى، وإن كان ذلك في إطار النقاش النظري البحت، وذلك بعد أن تراجع النقاش الإسرائيلي السياسي والأمني على الأقل حول فُرص نجاح ذلك على المدى القريب والمتوسط قبل عدّة سنوات.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرا تقريرا حول التعاون الإسرائيلي المتزايد مع بعض الدول العربية وتعديل التحالفات في المنطقة، استنادا إلى تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس بأن بلاده جزء من شراكة عسكرية إقليمية لمواجهة إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن أعضاء المبادرة الجديدة التي يطلق عليها اسم "تحالف الشرق الأوسط الدفاعي الجوي" يعملون معا مع الولايات المتحدة ضد الصواريخ الإيرانية والطائرات بدون طيار.
وتحدث غانتس إلى أعضاء البرلمان الإسرائيلي الذي حله رئيس الحكومة نفتالي بينيت تحضيرا لانتخابات جديدة، وقال "البرنامج فاعل ونجح في اعتراض محاولات إيرانية لمهاجمة إسرائيل ودول أخرى".
والمبادرة الجديدة تعتبر نتيجة للتقارب الدبلوماسي الذي أدى إلى اتفاقيات تطبيع مع دول عربية قبل عامين تقريبا. وحتى عام 2020 ظلت الدول العربية باستثناء الأردن ومصر ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا في حالة تسوية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ومع مرور الوقت ساعدت الفرص الاقتصادية والمنافع الأمنية المرفقة مع فتح علاقات كاملة مع إسرائيل في تراجع هذا الموقف. ولم يكشف المسؤولون الإسرائيليون عن دول بعينها مشاركة في التحالف غير الولايات المتحدة، كما لم تؤكد دول شرق أوسطية أخرى مشاركتها. لكن غانتس تحدث عن تفاصيل أخرى سيكشف عنها أثناء زيارة بايدن إلى السعودية وإسرائيل في الشهر المقبل.