الأردن يخفف حدة خطابه تجاه سوريا وإيران: تنسيق ولا تهديد

عمان – أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة أن بلاده تجري عمليات تنسيق مع أجهزة النظام السوري الأمنية والعسكرية بشأن "التهديدات المتعلقة بالحدود"، فيما اعتبر أن عمّان لا تنظر إلى إيران كتهديد لـ"الأمن القومي".
وجاءت تصريحات الخصاونة في مقابلة مع شبكة "بي.بي.سي" عربي، بثت على موقعها في يوتيوب الأحد، حيث بدت فيها كلمات المسؤول أقل حدّة عن تلك التي أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ووزير خارجيته أيمن الصفدي خلال الأشهر الماضية.
وقال الخصاونة إن هناك ارتفاعا مطّردا وكبيرا لتهريب المخدرات من الأراضي السورية، مشيرا إلى وجود حوار ونقاش وتنسيق مع السلطات السورية من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية في هذه المنطقة الممتدة لمسافة تزيد عن 340 كيلومترا.
وفي وقت لم يحدد رئيس الوزراء الأردني هوية شبكات التهريب، ربط توسع نشاطها بتقلص عمل الشرطة العسكرية الروسية في الشمال السوري، وأن هذه الشبكات تمتد على أكثر من دولة.
وتابع في سياق حديثه عن علاقة الأردن بإيران أن "بلاده تسعى لعلاقات جيدة مع إيران، ولم تتعامل معها يوما واحدا على أنها مصدر تهديد للأمن القومي".
وأضاف "الأردن لديه ملاحظات جوهرية وجذرية حول كيفية تعامل إيران مع بعض الملفات الإقليمية، ومع بعض أنماط وأشكال التدخلات في دول شقيقة نعتبر أن منظومة أمنها القومي جزءا لا يتجزأ من منظومة الأمن القومي الأردني، ومن ضمنها دول الخليج العربي الشقيقة".
وأشار الخصاونة إلى أن "الأردن يسعى للوصول إلى صيغة حوار مع إيران مبنية على علاقات حسن الجوار".
وأكد "الانفتاح على علاقة صحية للغاية مع إيران، ولكن على قاعدة الضوابط والأحكام التي قام عليها النظام الدولي المعاصر (..) والمرتكز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ووحدتها الترابية ومبادئ حسن الجوار".
وأوضح أنه "ليس سرا بأن التموضع الإيراني بشأن الكثير من الملفات شكل تحديا لبعض الدول الشقيقة في ما يتعلق بممارسة شكل من أشكال النفوذ، الذي لم يخدم بالضرورة استقرار تلك الدول".
وأردف "كما شكل تهديدا لدول شقيقة أخرى، بدلالة أنه كان هناك الكثير من التصريحات العدائية الإيرانية إزاء دول الخليج العربي والتي قلت وتيرتها، ونحن سعداء بذلك".
وتشي تصريحات الخصاونة بتغيّر طرأ على الخطاب الأردني بشأن العلاقة مع النظام السوري من جهة، وحليفته إيران من جهة أخرى.
وقبل أسابيع كان العاهل الأردني قد اتهم صراحة في مقابلة مع قناة "سي.أن.بي.سي" الاقتصادية، الجانب الإيراني بـ"زعزعة الاستقرار على حدوده الشمالية"، في حين ربط مسؤولون في الجيش الأردني عمل شبكات التهريب بميليشيات إيرانية وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني.
وقال العاهل الأردني في الرابع والعشرين من يونيو الماضي إن "الميليشيات الشيعية في سوريا زادت عمليات تهريب السلاح والمخدرات"، تزامنا مع "تراجع دور روسيا في سوريا" بسبب أزمة أوكرانيا.
وأضاف في مقابلة مع قناة "سي.أن.بي.سي" الأميركية أن تراجع الدور الروسي في سوريا أدى كذلك إلى عودة تنظيم داعش إلى الظهور.
وقبل ذلك كان قد حذّر من "تصعيد المشاكل" على حدود بلاده مع سوريا، بسبب زيادة النفوذ الإيراني وتراجع الوجود الروسي.
وتشهد الحدود الأردنية مع سوريا منذ أشهر زيادة غير مسبوقة في عمليات تهريب المخدرات، وأدت عدة مرات إلى اشتباكات بين حرس حدود الأردن والمهربين.
ووجهت المملكة الأردنية مطلع العام الحالي "رسالة تحذيرية" لنظام الأسد بشأن التهديدات التي تتعرض لها حدودها الشمالية، والمتعلقة بعمليات تهريب المخدرات من داخل الأراضي السورية.
وذكرت قناة "المملكة" الأردنية في وقت سابق أن "قوات حرس الحدود الأردنية تواجه تحديات أمنية نوعية مستجدة شمالا، مرتبطة بغياب جيش نظامي، وتواجد جماعات إرهابية".