الأردن يحبط مخططا يستهدف زوار مقام شيعي نصرة لداعش

عمان - أحبطت المخابرات العامة الأردنية مخططًا إرهابيا ، لعشريني تكفيري، يستهدف قتل أبناء الطائفة الشيعية، الذين يقصدون مقام الصحابي جعفر الطيار، في مدينة الكرك جنوب الأردن، رميا بالرصاص نصرة لتنظيم داعش الإرهابي .
وذكرت صحيفة (الرأي) الأردنية على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء، أن العشريني من مؤيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، ومعتنق لأفكاره ومعتقداته، ومن المروجين والداعمين لعملياته الإرهابية، وإنجازاته المزعومة، وهو من المتابعين لإصدارات ومنشورات التنظيم، والمروجين لها بين أصدقائه في محيطه وبيئته.
وأشارت إلى أنه خلال عام 2021 حَسَم العشريني أمره، وعزمه الأكيد على وجوب القيام بأعمال إرهابية، على الساحة الأردنية، نصرًة وتأييدًا ودعما لداعش سعيًا وأملا منه، تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر، والإخلال بالنظام العام، وثوابته وركائزه السائدة في الأردن وإلقاء الرعب بين الناس وترويعهم، وتعريض حياتهم للخطر.
واختار العشريني سلاحا أوتوماتكيا كأداة قتل في تنفيذ عمله الإرهابي، ضد أبناء الطائفة الشيعية ضمانًا لتحقيق أهدافه المتوخاة لديه، إذ عاين العشريني، مداخل ومخارج المقام الموصوف، أكثر من مرة، وحدد أوقات حضور أبناء الطائفة الشيعية، لزيارة ذلك المقام.
ولفتت إلى أنه في نهاية الشهر الثامن لعام 2021 قبضت المخابرات، على العشريني، وذلك بعد انكشاف أمره، وورود معلومات بحقه، تفيد بتخطيطه للقيام بعمل إرهابي، ما حال دون تنفيذ تلك العملية ضد أبناء الطائفة الشيعية.
وأوضحت الصحيفة أنه تمت إحالة العشريني وأوراقه التحقيقية إلى مدعي عام محكمة أمن الدولة الذي أسند إليه جنايتي التهديد بالقيام بأعمال إرهابية والترويج لأفكار جماعة إرهابية.
وقالت الصحيفة إن محكمة أمن الدولة نظرت القضية، وجرمت العشريني بالتهمتين المسندتين له، وقضت بوضعه بالأشغال المؤقتة خمس سنوات، ولكونه شابا في مقتبل العمر، ولإعطائه فرصة لإصلاح مسار حياته، مما اعتبرته المحكمة من الأسباب المخففة التقديرية، قررت تخفيض العقوبة، لتصبح الوضع بالأشغال المؤقتة أربع سنوات، والتمييز صادقت على هذا القرار.
ويعكس إحباط هذا المخطط الإرهابي الجهود المبذولة من الأردن لمكافحة الإرهاب وحفظ الأمن والاستقرار.
ويزخر الأردن بأضرحة الصحابة والأماكن الدينية للديانات الثلاث، من أبرزها مغطس السيد المسيح فضلاً عن مقامات الأنبياء موسى وهارون ونوح وشعيب ويوشع وبعض إخوة يوسف.
كما يحتوي الأردن قرية المزار التي تحوي مقامات الصحابة الثلاثة زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة. وإلى الجنوب من الكرك، يوجد مقام الصحابي الحارث بن عمير الأزدي المدفون منذ زمن المعارك بين المسلمين الأوائل والروم، الواقع في مدينة الطفيلة (بناء حديث مع مسجد).
أما إلى الشمال، فيوجد في مدينة مأدبا مقام أبو ذر الغفاري، وفي عمان، ثمة كهف أهل الكهف، الذي أقيم عليه مسجد ومركز علمي تابع لوزارة الأوقاف.
وتشرف على مقام جعفر بن أبي طالب المعروف باسم جعفر الطيار الطائفة الإسماعيلية (البهرة) وهي فرع من فروع الشيعة، ويقع في منطقة "المزار" التابعة لمحافظة الكرك التي تحمل هذا الاسم نسبة للمقام.
وتسمح السلطات لجميع أتباع الديانات بزيارة هذه الأماكن، وتستثني المذهب الشيعي لأسباب أمنية وسياسية.
يُعَدّ ملف الشيعة في الأردن من أكثر الملفات الجدلية والساخنة على الصعيدين المجتمعي والأمني، فهو يولّد قلقاً مجتمعياً وهواجس رسمية، ذات أبعاد سياسية، من أن يكون طريقاً لدخول النفوذ الإيراني إلى المملكة، في وقت تتوسع فيه الأذرع الإيرانية في المنطقة.
وأطلق العاهل الأردني في ديسمبر عام 2004 مصطلح "الهلال الشيعي"، عبّر فيه عن تخوفه من وصول حكومات موالية لإيران في دول عربية، تتعاون مع إيران لإنشاء هلال يكون تحت نفوذ الشيعة.
ولا توجد أرقام وإحصائيات رسمية لأعداد الشيعة في الأردن، إلا أن بعض المصادر تشير إلى أنهم بالآلاف، وأنهم أفراد وعائلات، وأغلبهم نزحوا من جنوب لبنان إلى الأردن، في العام 1948، ويقطنون في محافظات وقرى أردنية عدة، منها الرمثا وإربد، ويندمجون في المجتمع ولا يعلنون عن تشيّعهم.
وتجرم السلطات الأردنية التشيع في المملكة، وقد خصصت دائرة المخابرات العامة الأردنية قسما خاصا لمكافحة التشيع، وهو مواز في عمله لقسم مكافحة التنصير.