الأردن أمام فرصة تنمية فورة صناعة خدمات التعهيد

الحكومة تقدم العديد من الحوافز لقطاع تكنولوجيا المعلومات بما فيه قطاع الإسناد الفني، والتعهيد الخارجي.
الثلاثاء 2023/06/27
ألو مرحبا.. تفضل نحن في خدمتكم!

عمّان – يسعى المسؤولون الأردنيون لتعزيز قدرات بلدهم في صناعة خدمات التعهيد بفضل الموارد البشرية ذات الكفاءة العالية والتي بإمكانها جعل هذا القطاع يتمتع بقيمة مضافة خلال السنوات المقبلة.

وأكد خبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات أن الطلب على قطاع الإسناد أو ما يعرف باسم “التعهيد” بالسوق المحلية يشهد نموا بوتيرة متسارعة، وهو ما يجعله زاخرا بالفرص غير المستغلة.

والتعهيد هو استخدام واستئجار كفاءات وقوى وأفراد ووسائل وخدمات من مؤسسات أو شركات أو جهات ثالثة أجنبية أو محلية.

وأرجع وزير الاقتصاد الرقمي والريادة أحمد الهناندة نمو الطلب على خدمات التعهيد من المنطقة والعالم، خصوصا من الأردن، إلى تميز الطاقات البشرية المحلية، حيث أن أعداد الخريجين في المجالات الفنية كبير جدا.

أحمد الهناندة: منذ 2018 عمل 20 ألف أردني على خدمة شركات أجنبية
أحمد الهناندة: منذ 2018 عمل 20 ألف أردني على خدمة شركات أجنبية

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن الهناندة قوله إنه “منذ عام 2018 عمل أكثر من 20 ألف أردني من الداخل لخدمة شركات خارجية سواء في مجال تطوير البرمجيات أو دعم الأنشطة أو الإسناد الفني لشركات كبيرة وعالمية”. وأوضح أن معظم الشركات العالمية لها فرق تخدمها في المنطقة العربية وأوروبا أو مناطق أخرى.

وعلى سبيل المثال فإن لدى شركة أمازون ما يقارب ألفي موظف في الأردن وشركة سيسكو 1500 مهندس وشركة مايكروسوفت 500 وغيرها من الشركات العالمية.

وبحسب الهناندة ثمة شركات أردنية توظف المئات من الموظفين بفضل البنية التحتية القوية التي ساعدت في وصول الإنترنت إلى معظم المناطق، لتبلغ نسبة الانتشار نحو 98 في المئة.

وتتسلح وزارة الاقتصاد الرقمي بمبادرة “جوردان سورس”، وهي إحدى المهام الرئيسية التي تقوم على الترويج للأردن كوجهة للإسناد والدعم الفني، وكوجهة للاستثمار في الشركات الريادية، وبنفس الوقت تعد نافذة للمنطقة العربية.

وتقدم الحكومة العديد من الحوافز لقطاع تكنولوجيا المعلومات بما فيه قطاع الإسناد الفني، والتعهيد الخارجي سواء في ما يخص الضريبة أو دعم الرواتب والتدريب حسب الطلب والمهارات المطلوبة، والتوسع في السوق المحلية.

وأوضح الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات (إنتاج) نضال البيطار أن الجمعية بدأت العمل على مشروع بعنوان “يوني ماتش” بالشراكة مع مؤسسة التعليم من أجل التوظيف وبدعم من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي.

وفي إطار الشراكة تقدم إنتاج نموذجا مفصلا لتطوير الأعمال في قطاع تعهيد العمليات التجارية المتخصص في تكنولوجيا المعلومات الأردني، بهدف زيادة وتحسين فرص التصدير للشركات المحلية العاملة في الأسواق الإقليمية والعالمية.

ووفق البيطار تعمل 51 شركة في تكنولوجيا المعلومات تقدمت للمشروع، وتم اختيار 10 منها استنادا إلى أداة تقييم جاهزية التعهيد المتخصص بالتكنولوجيا، لافتا إلى أن إنتاج تعمل على تطوير سرد تسويقي لتلك الشركات وملفات تعريف مفصلة عنها.

وتعتبر إنتاج هذا المشروع نموذجا أوليا نحو تأسيس وحدة تطوير الأعمال والجاهزية في الجمعية، التي بدورها ستعمل على إيجاد فرص تجارية للشركات الأردنية العاملة في القطاع في دول الخليج العربي والعراق ودول الاتحاد الأوروبي وأستراليا.

450

شابا وشابة ستتم عملية تدريبهم على المهارات التقنية اللازمة ومساعدتهم في تأمين وظائف مدرة للدخل

وسيتم ذلك من خلال تحليل إمكانيات الشركات وتحديد القيمة المضافة للخدمات التي تقدمها وبناء قدراتها حسب الحاجة لتكون مؤهلة للتنافس عالميا.

وفي المرحلة التالية سيتم العمل على الترويج لتلك الشركات في الأسواق المستهدفة، وتشبيكها أيضا مع المهتمين بخدماتها في مجال تعهيد خدمات الأعمال والتكنولوجيا خارج الأردن.

ووفقا لشركة ستاتيستا 2020 الإحصائية، فقد بلغ حجم السوق العالمي لتعهيد تكنولوجيا المعلومات في العام 2019 حوالي 66 مليار دولار.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم سوق التعهيد العالمي في مجال التكنولوجيا 430.5 مليار دولار خلال العام الحالي، وأن ينمو بمعدل سنوي مركب بنحو 6.86 في المئة حتى العام 2027، لتصل قيمته إلى 1.57 مليار دولار.

وتستحوذ دول مثل الهند والصين والبرازيل وبلدان شرق أوروبا على معظم السوق وتشمل هذه الخدمات تطوير البرمجيات والدعم الفني ومراكز الاتصال وتوكيد الجودة واستضافة المواقع وغيرها.

وتؤكد الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم لأجل التوظيف الأردنية غدير الخفش أن تنفيذ مشروع “يوني ماتش” يتماشى مع رؤية بتمكين الشباب الأردنيين عبر دعم نمو شركات القطاع الخاص لتوفير فرص التدريب والتأهيل في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتم إطلاق المشروع كجزء من رؤية التحديث الاقتصادي لتطوير المواهب المحلية واستغلال فرص العمل التي ستتاح كجزء من التوسع في عدد من القطاعات. ويهدف المشروع الذي بدأ في يوليو الماضي ويستمر حتى نهاية هذا العام إلى تمكين 450 شابا وشابة عبر تدريبهم على المهارات التقنية اللازمة ومساعدتهم في تأمين وظائف مدرة للدخل.

11