الأردنيون ينصبون حمزة بن الحسين #أمير_القلوب

سباق الشعبية بين الملك عبدالله الثاني وأخيه يستحضر صور الملك الراحل الحسين بن طلال.
الثلاثاء 2022/04/12
شعبية جارفة

في محاولة لجعل حمزة بن الحسين في الصف الخلفي، زادت شعبيته بشكل كبير بين الأردنيين الذين نصبوه #أمير_القلوب على مواقع التواصل الاجتماعي.

عمان - تصدر هاشتاغ #الشريف_حمزة الترند على مواقع التواصل الاجتماعي بعد استخدامه من قبل الملكة نور الحسين  بدلا من #الأمير_حمزة في تغريدة لها موجهة إلى مجلة “بيبول” الأميركية.

وأكسب تخلي حمزة بن الحسين عن لقب أمير، معتبرا أن قناعاته لا تتماشى مع “النهج والتوجهات والأساليب الحديثة” في مؤسسات المملكة الأردنية، شعبية جارفة بين الأردنيين الذين رحبوا به وثمنوا موقفه ودعموه بقوة.

وطلب حمزة “الصفح” في الثامن من مارس الماضي، وفق ما أعلن الديوان الملكي الأردني.

وعرضت مجلة “بيبول” قصة باللغة الإنجليزية بخصوص اعتذار حمزة لأخيه غير الشقيق، العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين في مارس الماضي، تضمن فقرة من الخطاب. ووفق ما أتى في بيان للديوان الملكي، أوردته وكالة الأنباء الأردنية، فإن الأمير حمزة عبر في خطابه، عن مسؤوليته عن “الخطأ”، متوعدا بعدم تكراراه.

وأتى في الخطاب “أخطأتُ يا جلالة أخي الأكبر، وجل من لا يخطئ، وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحق جلالة الملك المعظم وبلدنا خلال السنوات الماضية، وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه من جلالتك”.

وضمن الترجمة الإنجليزية لكلمة “فتنة”، استخدمت المجلة كلمة “sedition” (التي تعني التحريض على الفتنة) في حين رأت الملكة أنه كان ينبغي استخدام كلمة “discord” (التي تعني خلافا أو شقاقا).

ودونت الملكة في تغريدة مرفقة برابط المقال “خطأ في الترجمة هنا بالغ الأهمية: فتنة كانت الكلمة في الخطاب الذي ضغطوا على الشريف حمزة بن الحسين للتوقيع عليه، تمت ترجمة فتنة على أنها sedition، وهو لم يعترف قط ولم يكن مذنبا بارتكاب sedition التي هي باللغة العربية ‘تحريض”. وقالت مغردة:

وكتب حساب:

hamzaweyeh@

غردت الملكة نور بقولها #الشريف_حمزة ونحن بدورنا نقول لم ولن تكون يوما من دعاة الفتن والمؤامرات في الوطن، وباعتقادي كل الشعب الأردني يعلم ذلك جيدا، لكننا بزمن الرويبضة يخون الأمين ويصدق الكاذب وستبقى في قلوبنا وأعيننا الأمير حمزة المواطن الحر #الأمير_حمزة.

وبدأ بعض الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي يعتمدون في تعريفات حساباتهم الشخصية “حمزاوي”، في إشارة إلى أنهم من أنصار حمزة.

ومنذ بيان التخلي عن اللقب نصب الأردنيون الأمير حمزة #أمير_القلوب على مواقع التواصل.

ويقول مراقبون إنه من خلال السعي إلى جعل حمزة في الصف الخلفي، عبر توريطه في “محاولة غامضة لزعزعة الاستقرار” ، قام الملك عبدالله الثاني قبل بتضخيم شعبية شقيقه الأصغر، إذ فاز الأخ غير الشقيق لملك الأردن بقلوب وعقول العديد من مواطنيه في السنوات الأخيرة. وقد أدى تورطه في “محاولة غامضة للغاية لزعزعة استقرار” المملكة الصغيرة إلى زيادة شعبية الأمير الشاب في بلاده، بينما كشف عنه للعالم كله.

وغالبا ما تحتل صور حمزة المبتسم الوسيم بملابس مدنية وعسكرية مختلفة، والتي تنتشر منذ أسبوع على مواقع التواصل الاجتماعي، جنبا إلى جنب مع صور والده العاهل الأردني الراحل الملك الحسين بن طلال، مما يؤكد التشابه اللافت بين الاثنين. ويعتقد الأردنيون أن حمزة الابن المفضل لمن حكم الأردن من 1952 إلى 1999 وأراد أن يكون خليفته. لكنه كان صغيرا جدا عندما توفي الملك الحسين، وكان شقيقه الأكبر الملك عبدالله الثاني هو من اعتلى العرش. ومع ذلك، قام الأخير بتعيين حمزة وليا للعهد لمدة خمس سنوات، قبل أن يمنح اللقب لصالح ابنه الأمير حسين. ويعتبر أردنيون أن “الأمير المتمرّد” الذي لا يشغل منصبا في الدولة الأردنية يحمل إرث والده الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين الأردنيين.

ويرفع أنصار حمزة شعارات “أنا أردني حرّ، أنا ابن أبي”، وهي جمل  أطلقها الأمير الشاب حين تمّ وضعه في الإقامة الجبرية في أبريل من العام الماضي. كما اقتبس ناشطون أقوالا مأثورة للراحل الملك الحسين بن طلال، منها أنه ذكر أنه “يرى نفسه في الأمير حمزة”.

وتقول صحيفة “ليبراسيون” الفرنسية “بالتأكيد، كما هو الحال في لعبة الورق، فرض الملك عبدالله الثاني، بصفته ملك البستوني، نفسه على أمير القلوب في الوقت الحالي. ولكن من خلال محاولته جعل أخيه الأصغر غير الشقيق في الصف الخلفي، ربما لم يتخيّل إلى أي مدى خدم شعبيته”.

وكانت السلطات الأردنية، قد اتهمت في الرابع من أبريل من العام الماضي، حمزة، وأشخاصا آخرين بالضلوع في “مخططات آثمة” غايتها “زعزعة أمن الأردن واستقراره”.

واحتجزت السلطات وقتها 16 شخصا، إلى جانب رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، وأفرج عنهم في ما بعد، بينما حوكم الأخيران بالسجن 15 عاما، ووضع الأمير حمزة قيد الإقامة الجبرية إلا أنه لم يحاكم.

ويوم الثامن من مارس الماضي، وجه الأمير حمزة خطاب اعتذار من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وذلك عقب لقاء جمع الاثنين قبلها بيومين.

وبدا أن العاهل الأردني يحاول مجاراة شعبية أخيه الأمير حمزة. وتتداول حسابات على فيسبوك وتويتر صورة للملك عبدالله الثاني تُظهره وسط حشد من الجنود الأردنيين الهاتفين؛ وتَستحضر هذه الصورة صورا مماثلة لوالده، الملك حسين كإحدى دلالات شعبية الملك عبدالله.

ويقول المدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف عن ذلك إن “الرسالة لا لبس فيها: الملك عبدالله هو نجل والده، ويتصرف اليوم بنفس الدافع والتصميم والقيادة التي ميّزت رعاية الملك حسين للبلاد تحت الضغط”. لكن معلقين يعتبرون الصور المنشورة “ردا على كل من ينشرون صور الأمير حمزة التي تنشر لعقد مقارنات بينه وبين والده الملك الراحل الحسين بن طلال”.

وبالنسبة إلى دولة ملكية يجب أن تقيس باستمرار درجة حرارة الرأي العام، الذي غالبا ما يكون مضطربا، لذا فإن خلق صلة مرئية وبالتالي نفسية بين الملك عبدالله الثاني ووالده الملك الراحل الحسين هو إضافة كبيرة.  وقال حساب تعليقا على انتشار تسجيل لرئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز يعتبر فيه إعلان حمزة بن الحسين عن تخليه عن لقبه الأميري،  “خطرا حقيقيا”:

16