الأردنيون يرفعون سقف الانتقاد بالسخرية من ركبة الأمير علي بن الحسين

الأمير الأردني علي بن الحسين يتضامن مع تغريدة نشرتها قائدة منتخب كرة السلة الأردني انتقدت فيها منعها من الظهور بمقابلة على التلفزيون الأردني بسبب ارتدائها “جينز ممزق” بنشر صورة لركبته ليصبح بعدها حديث الأردنيين على مواقع التواصل.
عمان- أثار رد الأمير الأردني علي بن الحسين على تغريدة نشرتها روبي حبش، قائدة منتخب كرة السلة الأردني والتي انتقدت فيها منعها من الظهور بمقابلة على التلفزيون الأردني المملوك للدولة بسبب ارتدائها “جينز ممزق” سخرية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت انتقد مغردون التنمر الذي تعرض له الأمير علي.
ونشرت روبي على حسابها الرسمي على تويتر، تغريدة قالت فيها:
ورد الأمير علي الذي يشغل منصب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، من جهته على تغريدة روبي بصورة بنطال “جينز ممزق” قائلا:
وخلال ساعات، اجتاحت التغريدة الغريبة مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن وسط التشكيك بحقيقتها وبأنها مجرد صورة تم تعديلها بواسطة برنامج فوتوشوب قبل أن يتأكد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي من حقيقتها لتجتاح موجة سخرية عارمة تحتوي إسقاطات سياسية على واقع الأردن مواقع التواصل الاجتماعي ضمن عدة هاشتاغات على غرار#تضامن_للركب و#متضامن_للركب و#ركبة_الأمير و#معك_يا روبي وغيرها. وسخرت مغردة:
seera18_@
ماذا بينك وبين الله يا روبي حتى الأمير يتضامن معك.
وقال معلق:
وانتقد مغرد الأمير علي:
HarithAdawi98@
هذا إلي مركز عليه! معك يا روبي! ومش مهتم بوضع البطالة! ومش فارقه معك الواحد يشتغل بـ260 دينارا! ومش فارقة معك قطع أرزاق الناس زي إلي انتحر اليوم! ومش مهتم تأمن وظيفة للأشخاص المحتاجة للأسف كل يوم برجع للخلف وإحباط! بسبب حالنا المُحرن! كلمة معك بالمكان الغلط للأسف.
وتساءل حساب:
وطال التنمر منتخب سيدات كرة السلة الأردني. فقال مغرد:
Serajinfakelife@
تصنيف ركبة روبي قصدي منتخب سيدات كرة السلة الأردني 123 من أصل 124، يعني قبل الأخير.. #معك_يا_روبي..!
وعقد مغردون مقارنات بين تغريدات الأمير حمزة بن الحسين والأمير علي. وتداولوا تغريدة قديمة للأمير حمزة جاء فيها “يا وطني” إلى جانب تغريدة الأمير علي “معك يا روبي”. وعلق مغرد:
Anas_A_Aljamal@
مقارنة على السريع .. #معك_يا_روبي #متضامن_للركب.
وقال آخر:
ووصلت السخرية إلى حساب العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الذي غرد الجمعة:
KingAbdullahII@
ندين العمل الإرهابي الوحشي الذي ارتكبه داعش في كابول ونقدم تعازينا الحارة لأسر الضحايا.
ليرد عليه مغردّ:
JDT51261867@
ندين التغريدة الفاشلة التي غردها الأمير علي ونقدم تعازينا الحارة للأخلاق الأردنية.
من جانبه نشر الأمير علي تغريدة منفصلة بعد موجة السخرية “أنا أدعم النشميات والنشامى من جميع الرياضات الذين أعتبرهم خير من يمثلوننا في المحافل الدولية بروحهم المحاربة وأفعالهم وإذا تم التهجم والتنمر على كابتن المنتخب الوطني لكرة السلة فسأقف معها وأدافع عنها، منذ فترة أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تبعدنا أكثر فأكثر وأصبحت منصة للتنمر والتهجم والتفريق، أضحكتني بعض الردود المازحة ولكن بنفس الوقت تحزنني الردود الجارحة..”.
واستطرد الأمير قائلا “أردننا هو بلد جامع وملاذ آمن وعلينا أن نتقبل الرأي والرأي الآخر، نختلف ولا نتنمر ولا نتهجم، ولكل من تهجم أنتم تعلمون أنني قضيت نحو سنتين أحارب لكي يصبح الحجاب مسموحا في المنافسات الرياضية حول العالم ولكن نحترم أيضا الرياضيين الذين يختارون المنافسة بما يريحهم ضمن قانون اللعبة”. وأضاف “نحن الأردن حاضنة الحضارات ولا يجب أن نتهجم على أي شخص بسبب عرقه أو جنسه أو دینه، هذا هو الأردن الذي أعرفه ولا أعرفه غير ذلك”.
ودافع مغردون عن الأمير علي. وغرد حساب الحركة النسوية في الأردن:
يذكر أن الأردنيين أصبحوا أكثر جرأة في التعبير عن مواقفهم وردود أفعالهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتبادلون المعلومات والصور ومقاطع الفيديو والمواقف ووجهات النظر دون الاعتراف بقيود السلطة ولا بروايتها. وأصبحت مواقع التواصل التي يستخدمها أكثر من 6 ملايين أردني سلطة رقابية حقيقية على أرض الواقع؛ تصنع الرأي العام وتؤثر في سياسات الحكومة الأردنية.
وبات “انتقاد” الملك عبدالله الثاني، على قلته، أمرا غير مستغرب على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتضامن أردنيون في أبريل الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي مع فتاة أردنية قالت “أبويا أحسن من الملك”. وفتح هاشتاغ #أبوي_أحسن_من_الملك الذي تصدر الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن، حينها النقاش حول بعض المواد في قانون العقوبات الأردني، التي يرى الأردنيون أنه تجاوزها الزمن خاصة في عصر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقارن مغردون بين عقوبتي سب الذات الإلهية وبين التطاول على الملك. وتنص المادة 278 من قانون العقوبات الأردني على أن إهانة الشعور الديني (والتي تشمل سب الذات الإلهية) يعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر وغرامة لا تزيد عن عشرين ديناراً. وتنص المادة 195 من نفس القانون على أنه يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات كل من ثبتت جرأته بإطالة اللسان على الملك.
وانتقل الأردن من بلد حر جزئيا عام 2020 إلى بلد غير حر عام 2021 حسب تصنيف منظمة فريدوم هاوس الأميركية. وتشير منظمات حرية الصحافة والتعبير كمراسلون بلا حدود وغيرها إلى أن المئات من المواقع المحلية تمّ حظرها منذ دخول قانون جديد للإعلام حيز التنفيذ عام 2012، كما يتهدد السجن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وفق بعض التقارير الإعلامية.
وكانت دراسة أطلقها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بعنوان “الإشاعة ودورها في تشكيل الرأي العام”، أظهرت “أن 48 في المئة من عيّنة الدراسة، التي غطت جميع أقاليم المملكة، تستقي معلوماتها من مواقع التواصل الاجتماعي”.