الأذرع الإلكترونية لحماس لعبت دورا محوريا في عملية "طوفان الأقصى"

غزة - عمدت حركة حماس منذ اللحظات الأولى لإطلاق عملية “طوفان الأقصى” السبت إلى توظيف منصات التواصل الاجتماعي من أجل إحداث أكبر قدر من الإرباك للجانب الإسرائيلي، وهو ما نجحت فيه إلى حد بعيد وفق المختصين في السوشيال ميديا.
وبالتوازي مع إطلاق عمليتها العسكرية المباغتة والتي استهدفت من خلالها الغلاف الجوي لقطاع غزة، والمستوطنات القريبة، نشطت الأذرع الإلكترونية التابعة للجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عزالدين القسام، حيث نشرت العديد من الفيديوهات والصور على منصات التواصل تظهر عمليات أسر جنود ومدنيين إسرائيليين، وتفجير مواقع، وصورا لقتلى إسرائيليين.
كما نشرت هذه الأذرع مقاطع فيديو لمقاتلين من الحركة وهم يخترقون السياج الحدودي، وعناصر أخرى تتسلل عبر استخدام المظلات، كما عرضت صورا ومقاطع لمقاتلين يحملون أعلام الحركة وهم يتجولون بحرية في المستوطنات. وقد ضاعفت الحملة الإلكترونية التي شنتها الحركة من حالة الإرباك داخل إسرائيل، وتركزت أعين الإسرائيليين على المواد التي تنشرها الحركة الإسلامية الفلسطينية، كما أن وسائل الإعلام الإسرائيلية المتفاجئة بالعملية وجدت نفسها منقادة إلى متابعة ما يحصل عبر مواقع وحسابات تابعة أو محسوبة على حماس.
وقد صدم العديد من الإسرائيليين حينما شاهدوا عبر مقاطع الفيديو المنتشرة عددا من ذويهم يجري اقتيادهم من قبل مقاتلي حماس كأسرى. وقال الإسرائيلي أوني آشر، المقيم في قرية غانوت هدار بمنطقة شارون، إنه صدم بمشهد رؤية زوجته وطفلتيه في مقاطع فيديو بثتها حركة حماس من غزة. وقال آشر إنه كان يحاول منذ مساء السبت أن يحصل على معلومات عن وزجته وطفلتيه المفقودتين بعد أن كنّ في زيارة إلى بيت حماته في كيبوتس "نير عوز" لقضاء عطلة "سيمحات توراة".
◙ حركة حماس سبق وأن وظفت السوشيال ميديا خلال المعارك التي خاضتها في السنوات الأخيرة مع إسرائيل، لكن الآن أصبح التأثير مدوّيا
وأوضح آشر أن "زوجته وطفلتيه كن قد اتصلن به عندما اقتحم مسلحون فلسطينيون المنزل، حيث اختطفوهن رفقة حماته". وأضاف "تتبّع هاتف زوجتي يظهر أنه موجود في مدينة خان يونس بقطاع غزة، وأخشى أن تكون هي وابنتاي وحماتي موجودات هناك أيضا". وأشار آشر إلى أن ابنتيه تبلغان من العمر 3 و5 سنوات، مردفا "لقد تواصلت مع كافة السلطات الأمنية".
ومضى قائلا بعد ساعات رأيت فيديو نشرته الحركة لعائلتي، وأضاف بأسى “أحتاج إلى الحصول على دليل، وأطلب من أيّ أحد بقوات الأمن أو أيّ شخص أن يذهب إلى هناك بشكل شخصي للحصول على معلومات بشأن مكان وجود طفلتيّ وزوجتي وحماتي". وروى "لجأت إلى السفارة الألمانية.. فزوجتي ووالدتها تحملان جوازات سفر ألمانية، واتصلت بالشرطة لتقديم بلاغ رسمي، لكنهم لم يبلغوني بأيّ شيء".
وظهرت امرأة مسنة في مقاطع فيديو عديدة نشرتها حسابات حماس، خلال عملية اختطافها واقتيادها من إحدى البلدات الإسرائيلية إلى قطاع غزة. ونشر موقع "والا" العبري شهادة لحفيدتها التي تدعي "أدفا آدار" نشرتها على حسابها على فيسبوك، قالت فيها إن جدتها تبلغ من العمر 85 عاما، واسمها “يافا آدار”، وهي من مؤسسي "الكيبوتس" (تجمع زراعي تعاوني) في المنطقة المحيطة بقطاع غزة.
وأضافت آدار أن "الأسرة لم تكن لها أي معلومات" عن جدتها، في ظل الهجوم الذي شنته حركة حماس حتى ظهرت مقاطع الفيديو التي وثقت اختطاف السيدة المسنة واصطحابها إلى قطاع غزة. وأعربت الحفيدة عن مخاوفها من أن “جدتها في الوقت الحالي ربما تعاني من ألم شديد، دون علاجها، وبلا طعام أو ماء، وربما ماتت من الخوف". ودعت الحفيدة رواد مواقع التواصل الاجتماعي إلى مشاركة المنشور الذي نشرته بشكل كبير "حتى يتمكن أيّ شخص من المساعدة في إعادة جدتها، أو غيرها من المختطفين".
ويقول مختصون في الشأن الإعلامي إن حركة حماس سبق وأن وظفت السوشيال ميديا خلال المعارك التي خاضتها في السنوات الأخيرة مع إسرائيل، لكن الآن أصبح التأثير مدوّيا، ومن الواضح أنه تم الاستعداد بشكل جيد للأمر، وهو ما أدخل إرباكا كبيرا ليس فقط على المدنيين بل وحتى على الأجهزة الإسرائيلية، التي بدت مشتتة وعاجزة عن استيعاب ما يحصل. ويلفت المختصون إلى أن الحركة الإسلامية أدركت مبكرا أهمية السوشيال ميديا في الحروب النفسية، ولهذا قامت بتطوير حضروها في الفضاء الإلكتروني.