"الأدب الجديد للكبار" يهيمن على معرض فرانكفورت للكتاب

النسخة الجديدة من المعرض تقدم روايات رومانسية للشباب البالغين، إما بنكهة مثيرة، أو ممزوجة بالخيال، أو بأشكال مثل "أدب الأكاديميا المظلمة".
الاثنين 2024/10/14
المعرض يتوقع حضور "نوعية جديدة" من القراء

فرانكفورت- يستعد معرض فرانكفورت للكتاب لاستقبال نوعية جديدة من القراء، حيث تعتزم إيطاليا بوصفها ضيف شرف المعرض هذا العام تقديم نفسها تحت شعار “متجذر في المستقبل”، ورغم وجود خلاف في وقت سابق مع المسؤولين في روما، فإن الطلب على التذاكر يسير بشكل رائع حسبما أفاد المنظمون.

ومن المنتظر أن تنطلق فعاليات أكبر معرض للكتاب في العالم في السادس عشر من أكتوبر الجاري.

وتقدم النسخة الجديدة من المعرض روايات رومانسية للشباب البالغين، إما بنكهة مثيرة، أو ممزوجة بالخيال، أو بأشكال مثل “أدب الأكاديميا المظلمة”، وهو “الأدب الجديد للكبار”، وهو نوع أدبي يتمتع بجمهور وفي للغاية. وقد خصص المعرض هذا العام مساحة 8000 متر مربع لـ”الأدب الجديد للكبار”.

يقول مدير المعرض يورجن بوس “لقد تعرفنا على نوعية جديدة من القراء”، ويضيف “قراء يعتبرون أنفسهم معجبين” مشيرا إلى أن هؤلاء القراء متحمسون لعقد مقابلات حية مع مؤلفيهم المفضلين، وراغبون في التقاط صور أمام جدران الكتب ومستعدون للوقوف في طوابير لساعات من أجل الحصول على توقيع.

◄ إلى جانب قراءات سلسلة الفعاليات "الكتب المفتوحة"، توجد "غرفة الهروب" في ساحة باولس بلاتس حيث يمكن للزوار في هذا المكعب التفاعلي أن يرافقوا الأديب والشاعر الألماني الشهير جوته في رحلته إلى إيطاليا

تتناول نسخة المعرض هذا العام مواضيع أخرى رائجة أيضا حيث ستكون هناك لأول مرة في المعرض “منصة آسيا”. كما سيعمل “مركز أعمال الألعاب” على جمع دور النشر مع مصنعي الألعاب. وتضاعفت مساحة المنطقة المخصصة لـ “الصوتيات” التي تضم كتبا مسموعة وتسجيلات بودكاست.

في قسم “الكتاب إلى الشاشة”، يتم التركيز على الكتب التي تتحول إلى أفلام، والكتب التي تستوحي أفكارها من الأفلام. ولأول مرة، سيكون لمنصة نتفليكس جناح خاص بها في المعرض. كما ستشارك منصة تيك توك مجددا بفضل صيغة الكتب الشهيرة “بوكتوك” التي حققت نجاحا كبيرا.

تقدم إيطاليا ضيف شرف المعرض هذا العام 90 كاتبا وكاتبة، ليسوا جميعهم جزءا من الوفد الرسمي: فبعضهم يشاركون بدعوة من دور النشر التي تتعامل معهم، مثل الكاتب العالمي الشهير الذي تطارده المافيا، روبيرتو سافيانو. ويشارك البعض الآخر في البرنامج الذي ينظمه اتحاد الناشرين الإيطاليين في الجناح المشترك، في سابقة هي الأولى في تاريخ الدول من ضيوف شرف المعرض. اشتهر سافيانو بكتابه “جومورا”، وهو تقرير أدبي حول عصابة كامورا في نابولي. ومنذ نشر الكتاب الفاضح عن المافيا في عام 2006، يتلقى سافيانو تهديدات بالقتل ويعيش تحت حماية الشرطة.

وقبل بضعة أشهر على افتتاح المعرض، ثار خلاف علني بين بعض الكتاب الإيطاليين وممثلي الحكومة اليمينية في روما. وفي رسالة مفتوحة، أعرب 41 كاتبا عن عدم ارتياحهم حيال تنظيم البرنامج الذي تشرف عليه الدولة الضيفة (إيطاليا). ويرجع السبب الرئيسي في حالة الغضب التي ثارت إلى عدم إدراج الكاتب الشهير روبيرتو سافيانو في الوفد الإيطالي الرسمي من الأساس، الأمر الذي أحدث ضجة في إيطاليا.

وتم اتهام حكومة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني بمحاولة استبعاد الأصوات المعارضة والناقدة للحكومة من المعرض، والتدخل على نحو متزايد في الشؤون الثقافية. يعد سافيانو واحدا من أشد منتقدي ميلوني. نتيجة لذلك، انسحب العديد من الكتاب من الوفد الرسمي احتجاجا. ورغم توجيه دعوة لاحقة لسافيانو، فإنه رفض المشاركة رسميا وفضل الحضور بدعوة من الدار التي تنشر أعماله.

أما رئيس معرض الكتاب يورجن بوس فقد نفى وجود خلاف مع الدولة الضيفة. كما صرحت زيمونه بولر، مديرة برنامج الدول ضيوف الشرف، بقولها “كل الطرق تؤدي إلى روما، وهذا العام تؤدي العديد من الطرق بالكتاب إلى فرانكفورت”.

يعد البرنامج في نسخة العام الحالي محدودا نسبيا مقارنة بالدول الضيفة الأخرى. يوجد في جناح ضيف الشرف بين الأعمدة القديمة معارض تستعرض تاريخ وثقافة إيطاليا. يتحدث واحد من هذه الأجنحة عن مخترع كتاب الجيب، بينما تناقش أجنحة أخرى موضوعات مثل القيادة والقوة عند ميكافيلي (1469 – 1527)، وتصميم شركة كارتل وتقويمات بيريللي. وهناك الكثير من العروض الغنائية في البرنامج المصاحب. تمت ترجمة 64 كتابا فقط إلى الألمانية بمساعدة برنامج دعم الترجمة.

◄ نسخة المعرض هذا العام تتناول مواضيع رائجة وتقدم الجديد مثل "منصة آسيا" وجناح نتفليكس وتيك توك وغيرها

وسينظم المعرض 560 ندوة موزعة على 15 منصة ويشارك فيها أكثر من ألف كاتب ومتحدث. بالنسبة للحوارات السياسية، أنشأ المعرض قسما جديدا تحت مسمى “فرانكفورت تتصل” للنقاشات السياسية. فعلى سبيل المثال، يناقش المؤرخ الإسرائيلي يوفال نوح هراري مع الفيلسوف الياباني كوهي سايتو خيارات المستقبل. ويعد رئيس المعرض بوس بأن “الزوار سيشهدون جميع النقاشات الكبرى في العالم منعكسة في الأدب”.

ويغيب عن المعرض الحالي الكاتب الهندي البريطاني سلمان رشدي، فيما تم الإعلان عن مشاركة مؤلفين مشهورين مثل زباستيان فيتسيك وإليف شفق ونجوم “الأدب الجديد للكبار” جين إس. ووندا ودي. سي. أوديزا، بالإضافة إلى المقدمين توماس جوتشالك وجوديث راكرز.

وإلى جانب سافيانو، سيشارك عدد من الأسماء الكبيرة في الأدب الإيطالي المعاصر كجزء من الوفد الرسمي. من بين هؤلاء نيكولا لاجويا مؤلف “مدينة الأحياء”، دوناتيلا دي بيتريانتونيو مؤلفة “أرمينوتا”، داتشيا ماريني مؤلفة “أطفال الظلام”، سوزانا تامارو مؤلفة “اذهب حيث يقودك قلبك”، وميلايا جي. ماتزوكو مؤلفة “فيلا المهندسة”.

ووفقا لمعرض الكتاب، جاءت أرقام البيع المسبق للتذاكر قبل ثلاثة أسابيع على انطلاق المعرض أعلى بكثير من العام الماضي. ويتجه عدد العارضين والمساحات المبيعة هذا العام إلى مستويات مشابهة لنسخة العام السابق التي بلغ عدد زائريها حوالي 215 ألف شخص، وشارك فيها أكثر من 4000 عارض من 95 دولة.

وسيتم افتتاح معرض الكتاب في السادس عشر من أكتوبر ويستمر حتى عطلة نهاية الأسبوع التي تليه، ويرافق المعرض حفلان لتوزيع الجوائز: جائزة الكتاب الألماني يوم الاثنين (14 أكتوبر)، وجائزة السلام لتجارة الكتب الألمانية يوم الأحد (20 أكتوبر).

وفي وسط المدينة، إلى جانب قراءات سلسلة الفعاليات “الكتب المفتوحة”، توجد “غرفة الهروب” في ساحة باولس بلاتس حيث يمكن للزوار في هذا المكعب التفاعلي أن يرافقوا الأديب والشاعر الألماني الشهير جوته في رحلته إلى إيطاليا، البلد الذي يعتبره الألمان وجهة مثالية حيث ظل الشاعر جوته على مدار حياته متأثرا بتجربته في أرض الليمون المتفتح. وتعيد “غرفة الهروب” تصميم شقة جوته في فيا ديل كورسو في مركز روما التاريخي.

12