الأخطاء الشائعة والمعلومات المغلوطة عدوة اللياقة

يحذر الأخصائيون في مجالات التغذية والرياضة من أن الأخطاء الشائعة هي أكبر عدو للأشخاص الراغبين في إنقاص وزنهم ويحلمون بجسم رشيق ومتناسق، وهي معلومات يستقيها هؤلاء من صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومن محيطهم دون الارتكاز على دعائم علمية وطبية صحيحة تناسب حالاتهم ووضعهم الصحي وطبيعة أجسامهم، وفي نهاية المطاف تكون نتائجها عكس الهدف الذي رسم عند الدخول في برنامج مكثف بهدف تحقيق حلم اللياقة الجسدية.
لندن - يحلم كثيرون بالجسم المثالي ويرسمون خططا عديدة ومختلفة من أجل تحقيق هدف اللياقة البدنية، لكن أغلبهم لا يقصدون طبيبا أو مختص تغذية ولا يتبعون برنامجا رياضيا مع مدرب ليستقوا منهم النصائح المفيدة والعملية التي تضمن لهم تحقيق هدفهم.
ويعتقد هؤلاء أن تحقيق اللياقة البدنية أمر بسيط ووصفتها سحرية تتطلب بعض العزيمة وأنه يكفي تصفح بعض المواقع على شبكة الإنترنت أو يطبقون نصائح أقارب أو أصدقاء أو برامج نشرتها صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي لينتهي بهم الأمر لا فقط إلى الابتعاد عن الهدف الرئيسي وعدم تحقيقه بل أيضا إلى الوصول إلى نتيجة مخالفة تماما لما حلموا به وربما أسوء من حالتهم السابقة.
ويحذر الخبراء في مجال اللياقة من الآثار السلبية للأخطاء الشائعة في ما يتعلق بتحقيق هدف الجسم الرياضي والصحي، وأولها يتعلق بالتمارين الرياضية التي يقبل عليها المبتدئون.
أهمية الرياضة أمر مهم، هذه حقيقة لا شك فيها، وأصبح أبناء العصر الحالي يدركونها بدليل الإقبال أكثر فأكثر على ممارستها مقارنة بالماضي، لاسيما مع وجود نزعة جديدة ترتبط بتغير أنماط الحياة واعتماد أساليب العيش الصحية والتي تبدأ من ممارسة الرياضة إلى اتباع نظام غذائي صحي.
لكن الأمر الخطير هو أن كثيرين يبالغون في الأهمية التي يعطونها للرياضة والوقت الذي يخصصونه لممارستها، فمثلا يعتقد البعض أن ممارسة التمارين الرياضية ستحقق لهم هدف الجسم المثالي والمنحوت في أسرع وقت ممكن.
وفي حقيقة الأمر قد تكون النتيجة عكسية وربما وخيمة من جراء الاعتقاد بأن ممارسة الرياضة لوقت أطول من العادي كفيلة بتحقيق الهدف المنشود وتطبيق ذلك على أرض الواقع، إذ يتم بذلك إجهاد الجسم بشكل مفرط نتيجة حرمانه من فوائد الرياضة المعتدلة والمرتبطة أساسا بالهرمونات المفيدة ومن بينها التوستيرون والدوبامين.
ولا ينصح الخبراء بممارسة التمارين الرياضية لفترة تتجاوز 45 دقيقة يوميا، ويؤكدون مخاطر ذلك على الصحة. ويشددون على أهمية ممارسة الرياضة لثلاث ساعات متفرقة في الأسبوع، أو لفترات يومية تتراوح بين 15 و30 دقيقة.

كما يعتقد بعض الأشخاص أن التمارين الرياضية اليومية ستكون لها نتيجة إيجابية وسريعة في إطار تحقيق أهدافهم بالوصل إلى اللياقة المطلوبة، لكن الخبراء ينفون ذلك ويقولون إن “فكرة ممارسة التمارين الرياضية كلّ يوم تعطي نتائج سريعة اعتقاد خاطئ” ويفسرون ذلك بأن جسم الإنسان يحتاج إلى فترات راحة ليحقق التوازن المطلوب من أجل بناء العضلات.
ويعاني كثيرون من مشكلة تركز الدهون في مناطق معينة من الجسم كمنطقة البطن أو الأرداف أو الذراعين، ما يدفعهم إلى ممارسة تمارين محددة من أجل تنحيف هذه المناطق وحرق الدهون فيها دون اعتماد تمارين شاملة لكل الجسم، فتكون النتيجة إجهادا تاما للعضلات المرغوب في تنحيفها مقابل إهمال بقية عضلات الجسم. ويؤكد الأخصائيون في مجال الرياضة ضرورة الموازنة بين تمارين العضلات بهدف عدم تحميل بعضها فوق قدرتها وإهمال البقية.
ويؤدي الاكتفاء بتمارين رياضية محددة من أجل بناء أنواع معينة من العضلات دون تغييرها من فترة إلى أخرى إلى اختلال في العضلات وعدم توازن بينها.
وينصح الأخصائيون بتغيير التمارين الرياضية كل فترة والتنويع بينها مع الإقبال على التمارين التي تتماشى مع طاقة احتمال الجسم، إذ أن زيادة عدد التمارين وتنوعها يعززان قدرة الجسم على الحركة.
وتساعد التمارين الرياضية في تخفيف الوزن الزائد واتباع نمط حياة صحي. كما تساعد في التعامل مع ضغوط العمل والحياة الشخصية والمشكلات النفسية المترتبة على الروتين اليومي، إلى جانب قدرتها على تحسين صحة الإنسان الجسدية والعقلية.
وتمكن ممارسة الرياضة من تقوية عضلة القلب وحمايته وتنشيط الدماغ وزيادة القدرة على التركيز وحرق الدهون التي قد تسبب مشكلات صحية خطيرة من بينها السكتات القلبية.
كثيرون يبالغون في الوقت الذي يخصصونه لممارسة الرياضة إذ يعتقدون أن تكثيف التمارين سيحقق لهم هدف الجسم المثالي في أسرع وقت ممكن
ويقبل الكثير من الناس على ممارسة الرياضة دون معرفة بالتمارين التي تناسبهم، خاصة عند وجود مشكلات صحية معينة كأمراض القلب، إذ من الممكن أن تؤدي الرياضة إلى زيادة مفاجئة لنبضات القلب أو تصلب العضلات والإجهاد الكبير الذي يعجز الجسم عن تحمله ما يسبب حالات إغماء ومضاعفات صحية خطيرة.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية أن يراجعوا الطبيب قبل الدخول في برنامج رياضي لمعرفة أي التمارين تناسبهم. وتساعد التمارين الخفيفة مثل المشي والجري في نفس المكان والرقص في الاستعداد الجيد للتمارين المكثفة كما تناسب المرضى الذين يعانون مشكلات في القلب أو عدم تحمل التعب أو الإجهاد أو الوزن الزائد.
وإلى جانب التمارين الرياضية قد تشمل الأخطاء الشائعة النظام الغذائي، إذ يعتقد البعض بأن ممارسة الرياضة يمكن أن تعوض الوجبات الدسمة باعتبار قدرتها الكبيرة على حرق السعرات الحرارية، لكن هذه الفكرة تبدو خاطئة تماما، فلا يمكن تحقيق الأهداف المرسومة والمتعلقة بالجسم المثالي مع تناول الوجبات السريعة غير الصحية أو باتباع نظام غذائي غير متوازن.
وينصح الأطباء والأخصائيون باتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل يشمل البروتينات والكربوهيدرات والخضروات والفواكه دون إهمال أي من المصادر الغنية بالألياف.
ويتناول البعض وجبات غذائية مباشرة قبل ممارسة الرياضة لاعتقاد منهم بأن التمارين ستحرق كل السعرات الحرارية أو أن هذه الوجبة ستساعدهم في تحمل ضغط التمارين.
لكن الأخصائيين في مجال التغذية يشددون على ضرورة أن يتم تناول الوجبة قبل ثلاث ساعات على ممارسة الرياضة. وبعد فترة التمارين يجب أن تكون الوجبة صحية ومتكونة من الحليب والبروتينات والخضار والفواكه.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا عدم تناول صفار البيض بالنسبة للأشخاص الراغبين في خسارة الوزن واتباع نظام غذائي صحي، وهي فكرة خاطئة إذ تكلف من يتبعها حرمانه من فوائد صفار البيض الغني بالفيتامين “دي” والذي يسبب نقصه في الجسم التعب الدائم والخمول واضطرابا في معدل حرق الدهون.

كما يحتوي صفار البيض على فيتامين “أ” الذي يقوي مناعة الجسم ويكافح الإصابة بعدوى الفايروسات مثل تلك التي تصيب الجهاز التنفسي.
ويعتقد البعض خطأ أن عليهم تجنب تناول أفخاذ الدجاج بسبب كمية الدهون فيها مقابل التركيز على تناول الصدور فقط، إذ لا يوجد فرق كبير في كميات الدهون الموجودة في أفخاذ أو صدور الدجاج.
ويتجنب بعض الأشخاص الذين يمارسون الرياضة أكل البرتقال، في حين أن هذه الفاكهة الغنية بالفيتامينات تساعد في تخفيف آلام العضلات وبالتالي ينصح بتناول البرتقال قبل التمارين بدلا من التفاح.
ويضر التخلي عن المنتجات الغذائية والوجبات التي تفتقر للكربوهيدرات بصحة القلب، وقد يؤدي إلى فشل كلوي وبالتالي التسبب في مضاعفات صحية قد تصعب معالجتها، وهي ممارسة شائعة لدى كثيرين بسبب المعلومات الخاطئة بشأن الكربوهيدرات.
أما زيت الزيتون فيقبل عليه الكثير من الأشخاص بسبب فوائده الغذائية الكبيرة، فهو غني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة ويقلل من الكوليسترول، لكنهم لا يدركون أن الإكثار منه قد تكون له تداعيات سلبية إذ أنه يحتوي على سعرات حرارية عالية، وتناول كميات كبيرة منه قد يسبب زيادة الوزن في نهاية الأمر.