الأخبار الكاذبة تهيمن على الانتخابات عبر العالم بعد ترامب

طيف دونالد ترامب خيم على السياسة في المجر حيث ساند الرئيس الأميركي السابق رئيس الوزراء اليميني فيكتور أوربان قبل الانتخابات التي تخللها تضليل إعلامي كبير.
الخميس 2022/12/08
البداية كانت مع ترامب

واشنطن - من الولايات المتحدة إلى البرازيل مرورا بإسرائيل، طبعت حملات التضليل الإعلامي الانتخابات التي نظمت في 2022، مع أن الكثير من الناخبين لم ينجروا إلى هذه التكتيكات التي تهدف إلى زرع الشك في المسارات الديمقراطية.

واجتاحت أخبار كاذبة تويتر وفيسبوك وتيك توك ويوتيوب مع صور معدلة تهدف إلى التلاعب بالناخبين فضلا عن مقاطع فيديو تعتمد “التزييف العميق” (deepfake)، وهي تقنية ذكاء اصطناعي تقوم على استبدال وجه بوجه آخر. وتُتهم المنصات المختلفة بالتخاذل في مكافحة هذه التهديدات.

ولجأ الكثير من المرشحين الأميركيين إلى تكتيكات دونالد ترامب مثل التأكيد على حصول تزوير انتخابي دون تقديم أدلة. ويقول مايك كولفيلد الباحث في “المركز من أجل رأي عام مطلع” في جامعة واشنطن لوكالة فرانس برس إن قادة الحزب الجمهوري “أصبحوا مقتنعين على ما يبدو بفكرة أن تبني نظرية المؤامرة أفضى إلى اختيارات سيئة على صعيد المرشحين وإلى تعبئة محدودة للناخبين وإلى زرع عدم الثقة بينهم وإلى آفات أخرى كثيرة”. ويضيف “سيحاول كثيرون الآن إبعاد أنصارهم من فرضيات المؤامرة حول التزوير الانتخابي”.

في البرازيل، حيث شهدت الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية منافسة بين الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو والمرشح اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، زخرت الحملة الانتخابية بالتضليل الإعلامي؛ إذ أن الرئيس المنتهية ولايته ندد على غرار دونالد ترامب بحصول تزوير انتخابي دون أن يبرز أي دليل.

وفاز لولا في نهاية المطاف في حين أظهرت استطلاعات رأي أن أغلب الناخبين البرازيليين مازالوا يثقون بالتصويت الإلكتروني. إلا أن محللين حذروا من أن مكافحة التضليل الإعلامي لا تزال تحتاج إلى جهود حثيثة.

العالم عموما يشهد ميلا متزايدا إلى التضليل الإعلامي على صعيد الانتخابات ما يقلص ثقة الرأي العام بالمؤسسات الديمقراطية وقد يؤدي إلى الفوضى

في إٍسرائيل أيضا، باشر حزب الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو حملة “أوقفوا التزوير” ما إن أعلن عن إجراء انتخابات جديدة. وقد أكد الحزب ومناصروه مرارا وتكرارا هذا الاتهام لدعم فرص تحقيق الفوز، حسب ما أفاد به محللون.

ويقول آشيا شاتس من مجموعة مكافحة التضليل الإعلامي “فايك ريبورتر”، “روج الليكود لادعاءات مفادها أن الاقتراع مزور وأن اللجنة الانتخابية في إسرائيل تتحكم فيها ‘الدولة العميقة'”، أي أن هناك مسؤولين كبارا يسيطرون سرا على مفاصل الدولة.

وفاز الليكود وحلفاؤه اليمينيون بغالبية المقاعد في البرلمان ما فتح الباب أمام عودة محتملة لنتنياهو إلى السلطة. ولم يعترض نتنياهو على نتيجة الاقتراع.

ويخيم طيف دونالد ترامب كذلك على السياسة في المجر حيث ساند الرئيس الأميركي السابق رئيس الوزراء اليميني المتشدد فيكتور أوربان قبل انتخابات أبريل التي تخللها تضليل إعلامي كبير.

وجاء في دراسة لمركز الأبحاث المجري “بوليتيكال كابيتال” أن حزب فيكتور أوربان (فيدس) “استفاد إلى الحد الأقصى من سيطرته على وسائل الإعلام لنشر ادعاءات غير صحيحة أو خادعة واتهامات ضد معارضيه”.

وقُبيْل الاقتراع أكد فيكتور أوربان، الحليف الكبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون أي دليل أن خصومه “أبرموا اتفاقا مع الأوكرانيين” على تقديم الأسلحة والمساعدات لهم إذا فاز هؤلاء الخصوم. وحقق حزب فيدس فوزا ساحقا.

ويشهد العالم عموما ميلا متزايدا إلى التضليل الإعلامي على صعيد الانتخابات ما يقلص ثقة الرأي العام بالمؤسسات الديمقراطية وقد يؤدي إلى الفوضى؛ إذ قد يسعى البعض إلى التلاعب بالنتائج.

وتقول باميلا سميث من مجموعة “فيريفايد فوتينغ” المستقلة “التضليل الإعلامي أداة فعّالة وستستمر في استخدامها كل الأطراف”.

16