الأخبار السيئة تؤرق نوم النساء أكثر من الرجال

برلين- رصد استطلاع للرأي فجوة واضحة في تأثر الرجال والنساء بأخبار الحروب والكوارث الطبيعية وانعكاسها على جودة نومهم.

وخلص استطلاع الرأي الذي أجري في ألمانيا إلى أن عدد النساء اللاتي صرحن بأنهن يعانين من نوم سيء بسبب الأخبار العالمية السيئة يزيد كثيرا على عدد الرجال الذين صرحوا بنفس الأمر.

وقالت نسبة 26 في المئة من النساء المشاركات في الاستطلاع الذي أجراه معهد “وان بول” لقياس مؤشرات الرأي، إنهن ينمن “على نحو سيء للغاية” عند توارد أنباء مزعجة حول الأحداث العالمية، مقابل 17 في المئة فقط من الرجال.

وبشكل عام أعرب 43 في المئة من النساء اللاتي شاركن في الاستطلاع عن أملهن في الحصول على نوم أفضل، فيما ذكر 25 في المئة فقط من الرجال أنهم غير راضين عن نومهم.

وبحسب الاستطلاع، فإنه غالبا ما تشعر النساء بتراجع القدرة على الأداء وعدم التركيز بصورة أكبر عند النوم بشكل سيء، كما زادت نسبة النساء اللائي ذكرن أنهن يستيقظن بصورة متكررة ليلا ويعانين من الكوابيس مقارنة بنسبة من ذكروا ذلك بين الرجال.

وبحسب الخبراء، فالنساء يملن إلى الشعور بالمزيد من المشاعر السلبية ويتفاعلن تفاعلا قويا مع الأحداث السلبية عندما يكن متعبات في نهاية يوم طويل. لذلك فإن الأخبار السيئة في وقت متأخر من الليل بدلا من النوم تعد كارثة في حد ذاتها.

ويقول الخبراء إن الغضب لا يؤذي فقط عاطفيا ولكن أيضا جسديا، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن نوعية النوم تؤثر على الصحة العامة. وعندما تذهب المرأة غاضبة إلى السرير أو متوترة أو تشعر بالقلق عادة ما يكون نومها غير مستقر وقلقا وغير جيد، وهذا ما يؤثر سلبيا على صحتها على المدى القصير وعلى المدى الطويل.

وأظهرت دراسة حديثة أن النساء اللائي يعانين من مشكلات تتعلق بالنوم، باستثناء اضطراب التنفس أثناء النوم، ربما يكن أكثر عرضة ثلاث مرات لمواجهة ضعف الخصوبة مقارنة باللائي لا يعانين من مشكلات النوم.

وأشارت الدراسة التي شملت حالات 16718 امرأة شخّصن حديثا باضطرابات النوم بين عامي 2000 و2010 في تايوان، إلى أنه عندما تكون مشكلة النوم هي الأرق تكون النساء المصابات به أكثر عرضة أربع مرات من غيرهن لمواجهة مشكلات الخصوبة.

وفي عصر وسائل الاتصال الحديثة التي تعمل على نشر الأخبار باستمرار، تشعر الكثير من النساء أن الأخبار السيئة تتابعهن وتحاصرهن في كل مكان، وعندما تقع المصائب والكوارث يصبح من الصعب أن ينأين بأنفسهن عنها.

ومن الطبيعي أن يعتريهن شعور عارم بالقلق والإحباط والسوداوية، وحتى اليأس، خصوصا وأن أخبار الأحداث المفرحة والإيجابية غالبا ما تُطمر تحت أكوام الكوارث الطبيعية والمفتعلة.

وقد يعتري النساء شعور بالتقصير أو الإحباط إن لم يكن قادرات على تغيير الأوضاع السيئة التي يرينها تجتاح العالم، غير أن خبراء علم النفس يقولون إن أهم شيء أن يعرف الإنسان قدراته ويعترف بأنها محدودة.