الأحزاب الكردية تتعالى على خلافاتها وتتجه للتحالف من أجل استعادة منصب محافظ كركوك

كركوك (العراق) – تشكل انتخابات مجالس المحافظات المقرر إجراؤها في العراق نهاية العام الجاري فرصة للقوى الكردية لاستعادة منصب محافظ كركوك، الذي كانت فقدته في العام 2017، على إثر الاستفتاء الذي جرى لانفصال الإقليم.
ويبدي الحزبان الرئيسيان في كردستان استعدادهما لتجاوز الخلافات القائمة بينهما، والتحالف من أجل الفوز في الاستحقاق الانتخابي بالمحافظة الغنية بالنفط، والتي لطالما شكلت مركز توتر بين الإقليم وبغداد، وهي تصنف بحسب المادة 140 من الدستور العراقي ضمن المناطق المتنازع عليها.
وكشف الاتحاد الوطني الكردستاني، الاثنين، عن وجود مساع لخوض القوى الكردية انتخابات مجالس المحافظات في محافظة كركوك بقائمة واحدة.
وقال القيادي في الاتحاد غياث السورجي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن “هناك حوارات من أجل خوض القوى الكردية انتخابات مجالس المحافظات بكركوك بقائمة انتخابية، بهدف تشكيل الأغلبية تحت قبة مجلس المحافظة، من أجل استعادة منصب المحافظ للقوى الكردية كما كان سابقا”.
الحزبان الرئيسيان في كردستان يبديان استعدادهما لتجاوز الخلافات القائمة بينهما، والتحالف من أجل الفوز في الاستحقاق الانتخابي بمحافظة كركوك
وأوضح السورجي أن “الاتحاد الوطني الكردستاني عقد اجتماعات مع كافة الأحزاب الكردية بهذا الخصوص، وهناك أجواء إيجابية، والأيام المقبلة سوف تشهد حسم هذا الملف، خصوصا أن هذا الأمر يصب في صالح المكون الكردي، وربما الأمر يشمل باقي المناطق المتنازع عليها”.
ويستعد العراق لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في الثامن عشر من ديسمبر المقبل، بعد عشر سنوات على إجرائها. وتكتسي هذه الانتخابات أهمية كبيرة بالنسبة للقوى السياسية العراقية، باعتبارها المدخل للسيطرة على الحكومات المحلية.
ويتمثل دور مجالس المحافظات في اختيار المحافظ ونائبيه وإعداد موازنة المحافظة في ضوء ما تخصّصه الحكومة المركزية لها من اعتمادات مالية، ولتلك المجالس الحق في إقالة المحافظين ورؤساء الدوائر، ويجري اختيار تلك المجالس بناء على حجم التركيبة السكانية لكل محافظة.
وتشمل الانتخابات المنتظرة خمس عشرة محافظة من أصل ثماني عشرة، باستثناء ثلاث محافظات ضمن إقليم كردستان غير مشمولة بالانتخابات. ويتوقع متابعون أن تكون المنافسة شرسة بين القوى السياسية للسيطرة على مجلس محافظة كركوك.
وكركوك التي تضم العديد من العرقيات (عرب وتركمان وأكراد)، كانت خاضعة لسيطرة القوى الكردية منذ الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، قبل أن تعود لسيطرة الحكومة الاتحادية في بغداد عام 2017 بعد دخول الجيش العراقي إليها، على خلفية استفتاء انفصال إقليم كردستان الذي شُملت به المحافظة.