الأجانب يواصلون لعبة الأرقام في الدوري المغربي

الرباط – حملت الجولة 18 من الدوري الاحترافي المغربي عناوين مثيرة، بعدما كرست استمرار تصدر الفرق الثلاثة مقدمة الصراع على اللقب، بانتصارها في جولة سيطر عليها التعادل. وشهدت الجولة تألق اللاعبين الأجانب الذين كانوا الأكثر تهديفا وتأثيرا في نتائج فرقهم، كما سجلت جدلا قويا بشأن تقنية الفار.

وسجلت الجولة أربعة انتصارات فقط، وكانت ثلاثة انتصارات منها من نصيب ثلاثي المقدمة الوداد المتصدر والرجاء الوصيف ثم الجيش الملكي ثالث الترتيب.

وحصن الوداد صدارته بانتصاره الهام أمام آسفي على ملعبه (3 – 1)، ثم الرجاء المطارد المباشر الذي كرس عقدته لمولودية وجدة وهزمه على أرضه (2 – 0)، والجيش الملكي الذي فاز بمعاناة أمام الزمامرة صاحب الصف الأخير (2 – 1)، ليكون الفتح الرباطي استثناء بين هؤلاء، حيث عاد بفوز هام من طنجة (2 – 1) دون أندية وسط الترتيب، ليبقى الوضع على ما هو عليه مع هروب فرق المقدمة نسبيا عن باقي الأندية.

المستفيد الأكبر

يعد الفتح الرباطي أكثر فرقَ وسطِ وأسفل الترتيب بالدوري المغربي استفادة من فعاليات الجولة 18؛ حيث ارتقى إلى الصف السابع بـ22 نقطة، ليودع منطقة الخطر التي رافقته قبل هذه الجولة.

استفادة الفتح أعقبت فشل كافة الفرق من الثامن حتى السادس عشر في تحقيق الانتصار، واكتفت جميعها بالتعادل، وهي “يوسفية برشيد والمغرب الفاسي 1-1، وشباب المحمدية وحسنية أكادير 0-0، وسريع وادي زم ونهضة بركان 0-0، والجديدي والتطواني 2-2.

كما تكبد آسفي والزمامرة الخسارة من الوداد والجيش، وهو ما مكن الفتح من تحقيق قفزة هائلة في سلّم الترتيب، مستغلا نتائج الفرق التي كانت تتقدم عليه قبل هذه الجولة.

ويرى البلجيكي سفين فاندنبروك، مدرب الجيش الملكي، أن فريقه لم يستحق الفوز على نهضة الزمامرة. وقال فاندنبروك في تصريحات صحافية “لم نظهر بالمستوى المطلوب، ولم أعرف فريقي في الشوط الأول، حيث كان الأداء متواضعا وتركنا المبادرة للخصم”.

وتابع المدرب البلجيكي صاحب الـ41 عاما “الجيش الملكي لا يستحق الفوز على نهضة الزمامرة، وأستطيع أن أقول إن الجيش خاض أسوأ مباراة منذ تعاقدي معه”.

وأتم “شعرت بأن اللاعبين كانوا يعانون من الضغط بسبب النتائج التي سجلت، وكنا هادئين بين الشوطين وتحدثنا مع اللاعبين، وكانت هناك بعض الأمور الجيدة التي ساعدتنا على الفوز”.

توهج الأجانب

كان الليبي مؤيد اللافي أول اللاعبين الأجانب الذين أطلقوا شرارة التألق بهدفين منحا الوداد أفضلية الانتصار في مباراة مقدمة أمام أولمبيك آسفي. وحضر بقوة المحترفون الأفارقة في باقي المباريات، ببلوغ الغابوني أكسيل مايي الهدف العاشر، متسيدا ترتيب الهدافين بعدما سجل لطنجة في مرمى الفتح.

وواصل مايي، لاعب اتحاد طنجة، أرقامه المميزة في الدوري المغربي للمحترفين بعدما سجل هدفا أمام الفتح الرباطي في إطار الجولة 18.

ووصل أكسيل مايي إلى هدفه العاشر في الدوري المحلي، ليواصل اعتلاء جدول ترتيب هدافي المسابقة. أرقام مايي لم تتوقف عند الانفراد بصدارة هدافي المسابقة، إذ نجح في بلوغ مرمى الخصوم للمباراة السادسة تواليا. سلسلة أكسيل مايي الذهبية انطلقت منذ الجولة 13 بهز شباك الوداد، ثم عاد ليسجل في مرمى المغرب الفاسي ويوسفية برشيد وحسنية أكادير وأولمبيك آسفي والفتح الرباطي على التوالي.

ويعد مايي أبرز اكتشافات الموسم الحالي، لينجح في تعويض النجم السابق أحمد حمودان الذي رحل إلى الدوري القطري.

ثم تألق الثنائي الكونغولي بين مالانغو وفاربيس نجوما، ليسجلا هدفي انتصار الرجاء البيضاوي في شباك مولودية وجدة، على الملعب الشرفي بوجدة. واختتم محترفا الجيش الكونغولي يانيك بانغالا ودينيس بورجيس مسار تألق الأجانب، وهما يقودان الجيش الملكي لفوز هام أمام نهضة الزمامرة.

جدل الفار

الجولة تميزت كالعادة بجدل تحكيمي واضح، بسبب تقنية الفار التي تدخلت في أغلب المباريات لتؤثر على نتيجتها النهائية. وتدخل الفار في آخر دقيقة ليلغي هدف نهضة بركان في مرمى وادي زم بداعي التسلل، وعاد ليتدخل في آخر دقيقة من لقاء المحمدية وأكادير ليحرم الأخير من ركلة جزاء للفحلي.

ولمع نجم الفار لاحقا بتدخله ليلغي هدفين لنهضة الزمامرة في مرمى الجيش الملكي، وركلة جزاء لنفس الفريق في نفس المباراة، مع تدخله ليمنح الجيش هدف الانتصار، قالبًا نتيجة المباراة رأسا على عقب.

وتواجه تقنية الفار بالدوري الاحترافي المغربي احتجاجات قوية في الموسم الثاني لها، بسبب تأخر الحكام في حسم العديد من القرارات الهامة.