الأتراك بالخارج يدلون بأصواتهم وسط غموض الوضع الصحي لأردوغان

أنقرة – انطلقت اليوم الخميس عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية للناخبين المقيمين خارج البلاد، في وقت يسود الغموض الوضع الصحي للرئيس رجب طيب أردوغان إثر تعرضه إلى وعكة صحية مفاجئة خلال بث تلفزيوني مباشر.
وبدأ المغتربون الأتراك في ألمانيا وفرنسا والدنمارك بالتصويت للانتخابات الرئاسية والتشريعية التركية، صباح الخميس.
وانطلقت عملية الاقتراع للأتراك في ألمانيا عند الساعة التاسعة (بتوقيت غرينتش) في صناديق أقامتها البعثات التركية في 16 مدينة.
وفي فرنسا، توجه المغتربون الأتراك منذ ساعات الصباح إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في 6 مدن.
وبحسب بيانات رسمية، يبلغ عدد أتراك ألمانيا الذين يحق لهم التصويت مليونًا و501 ألفًا و152.
وتحتضن ألمانيا أكبر عدد من الناخبين الأتراك، تليها فرنسا بـ397 ألفًا و86، وهولندا بـ286 ألفًا و753.
وفي الانتخابات الرئاسية التركية لعام 2018، كانت ألمانيا في قلب نقاش ساخن، حيث ألقى أردوغان باللوم على السلطات الألمانية لعرقلة جهود حملته في البلاد. لكن مثل هذا التوتر غير متوقع هذه المرة.
وبعد 20 عاما له في السلطة، يواجه أردوغان أصعب اختبار انتخابي له حتى الآن. وتتنبأ استطلاعات الرأي الأخيرة بسباق متقارب بين الرئيس الحالي وكمال كليتشدار أوغلو، زعيم معسكر معارض نادر من الفصائل العلمانية والمحافظة والقومية.
وفي الدنمارك انطلقت عملية الاقتراع أيضا عند الساعة الحادية عشر صباحًا بالتوقيت المحلي للدنمارك (التاسعة بتوقيت غرينيتش)، حيث سيدلي المواطنون الأتراك بأصواتهم في السفارة التركية لدى كوبنهاغن حتى 9 مايو المقبل.
ومن المقرر افتتاح صندوق بمدينة آرهوس يوم 29 أبريل الجاري، للتصويت حتى 1 مايو.
ويبلغ عدد الأتراك المقيمين في الدنمارك والذين يحق لهم التصويت 36 ألفًا و725 شخصًا.
وبدأت صباح الخميس عملية التصويت في الانتخابات للأتراك المسجلين أماكن إقاماتهم خارج حدود البلاد، فيما يتوجه الناخبون في عموم تركيا إلى صناديق الاقتراع في 14 مايو المقبل، لانتخاب مرشحيهم.
ويتنافس على منصب الرئاسة، إضافة إلى أردوغان وهو مرشح عن تحالف الشعب، بقيادة حزبي "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية"، كمال قليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري عن تحالف الأمة.
كما يخوض الانتخابات الرئاسية "محرّم إينجه" رئيس حزب البلد، وسنان أوغان مرشحا عن تحالف "الأجداد".
ويبلغ عدد من يحق لهم الانتخاب 64 مليونا و113 ألفا و941 ناخبا، وفق اللجنة العليا للانتخابات التركية.
وستجرى جولة ثانية بين المتنافسين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات على الرئاسة في 28 مايو ما لم تسفر الجولة الأولى عن فائز واضح بأكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
وفي إطار الانتخابات خارج تركيا، أعلنت الهيئة العليا للانتخابات، الأربعاء، إلغاء صناديق الاقتراع في السودان بسبب التطورات الأمنية وإجلاء المواطنين الأتراك من السودان عبر إثيوبيا، على أن يتمكن الناخبون من المشاركة في الاقتراع في أماكن أخرى.
وتجري عمليات التصويت خارج تركيا، في وقت لا يزال الوضع الصحي للرئيس أردوغان غامضا، فقد أجبرته وعكة صحية على إلغاء أنشطته المقررة أمس الأربعاء واليوم الخميس وذلك في ذروة المعركة الانتخابية.
وتعتبر صحة أردوغان موضع تكهنات وشكوك متقطعة منذ عام 2011 عندما أُجبر أحد أطبائه على تسجيل فيديو لإنكار إصابة الزعيم التركي بالسرطان.
وخضع أردوغان، لعملية جراحية خطيرة في المعدة في عام 2012، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ونفى متحدث باسم الرئيس التركي بشدة، صحة ما تردد بشأن صحة الرئيس (69 عاما) الذي يتولى السلطة منذ عقدين، ويسعى لإعادة انتخابه الشهر المقبل، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
وكتب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخرالدين ألطون، على تويتر، ليل الأربعاء-الخميس، "نرفض رفضاً قاطعاً مثل هذه الادعاءات التي لا أساس لها فيما يتعلق بالرئيس حول صحته".
واحتوى منشور ألطون على صور لتغريدات عدة تزعم أن أردوغان أصيب بنوبة قلبية وأنه في المستشفى.
وقال ألطون إن الرئيس سيحضر افتتاح محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا عبر الفيديو، اليوم(الخميس)، كما هو مقرر.
وصرح نائب الرئيس فؤاد أوقطاي بأن أردوغان يبلي بلاء حسناً، حسبما ذكرت وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية.
وأضاف "نحن على اتصال دائم. لقد أصيب بنزلة برد خفيفة".
وازدادت التكهنات بشأن صحة أردوغان في وقت سابق الأربعاء، بعد أن ألغى تجمعات الحملة الانتخابية المقررة بسبب "وعكة صحية".
وقال أردوغان، عبر تويتر "سأخلد إلى الراحة في المنزل كما نصح أطباؤنا"، مشيراً إلى المشكلات الصحية التي عانى منها الثلاثاء. وأوضح أنه سيستأنف الحملة الخميس.
وكان من المقرر أن يلقي أردوغان خطابات انتخابية في 3 محافظات منفصلة بوسط الأناضول الأربعاء.
واضطر، في وقت متأخر الثلاثاء، إلى قطع مقابلة تلفزيونية مباشرة لفترة وجيزة بعد أن عانى مما وصفه لاحقاً بأنه اضطراب في المعدة.
وقطعت محطة "كانال 7" البث بعد أن فشل أردوغان في الرد على سؤال حول وعوده الانتخابية.
وسمعت بعض الأصوات المكتومة من الميكروفون، لكن الكاميرات لم تظهر أردوغان. وتوقف المحاور، بينما سُمع صوت يشوبه القلق في الخلفية يقول "يا للأسف".
وتعتبر الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة في 14 مايو أصعب اختبار لحكم أردوغان الذي دام 20 عاما، حيث تضغط كتلة معارضة موحدة لاستبداله وسط أزمة اقتصادية خطيرة وتزايد الاستياء إزاء ملايين اللاجئين في البلاد.