الآلاف من النازحين يتدفقون إلى شمال غزة رغم الدمار

النازحون يستعدون للعودة إلى شمال غزة لكنهم اصطدموا برفض إسرائيل التي منعتهم من عبور حاجز نتساريم.
الثلاثاء 2025/01/28
حشود تنتظر العودة

غزة- عاد عشرات الآلاف من النازحين الإثنين، إلى شمال غزة الذي دمّرته حرب استمرّت أكثر من 15 شهرا، بعد التوصل إلى تسوية في اللحظة الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس لإطلاق سراح ستة رهائن آخرين.

وأعلنت الحكومة الإسرائيلية الاثنين، أن ثمانية من الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني المحاصر، والذين من المقرّر إطلاق سراحهم في الأسابيع المقبلة خلال المرحلة الأولى من اتفاق التهدئة، قد قُتلوا.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر خلال مؤتمر صحافي “تم إبلاغ العائلات بحالة أبنائها.” وما زال على حماس أن تُفرج خلال المرحلة الأولى عن 26 رهينة، ومن ثم فإن 18 منهم ما زالوا أحياء.

حكومة حماس: هناك حاجة إلى 135 ألف خيمة وكارافان في الشمال

وتتيح هذه التسوية الحفاظ على وقف إطلاق النار الهشّ بين الحركة الإسلامية والدولة العبرية في القطاع المدمّر إثر 15 شهرا من القصف الكثيف الذي تسبّب بنزوح كلّ سكانه تقريبا.

وشوهدت جموع غفيرة، من رجال ونساء وأطفال، تتدّفق بلا انقطاع مشيا على الأقدام، حاملين حقائب أو جارين عربات، إلى الطريق الساحلي باتّجاه شمال القطاع.

وينبغي على المركبات المصطفة في طوابير انتظار طويلة عبور مسلك آخر في شرق القطاع.

وأفاد مسؤول أمني في حماس بأن “أكثر من مئتي ألف نازح وصلوا إلى مدينة غزة وشمال القطاع في أول ساعتين.”

ومنذ نهاية الأسبوع، بدأ النازحون بأعداد كبيرة يستعدون للعودة إلى الشمال لكنهم قوبلوا بالرفض من السلطات الإسرائيلية التي منعتهم من عبور حاجز نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين جنوب مدينة غزة.

وبرّرت إسرائيل التي تتّهم حماس بـ”خرق” اتفاق الهدنة، القرار بعدم إطلاق سراح الرهينة أربيل يهود وعدم تقديم حماس قائمة بالرهائن الـ87 المتبقين مع تحديد الأحياء منهم والأموات.

◄ ممر نتساريم الذي تسيطر عليه إسرائيل ويفصل شمال قطاع غزة عن بقية المنطقة
ممر نتساريم الذي تسيطر عليه إسرائيل ويفصل شمال قطاع غزة عن بقية المنطقة

ومساء الأحد، كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التوصّل إلى تسوية تقضي بالإفراج عن ثلاث رهائن الخميس، فضلا عن ثلاث آخرين السبت في مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، وفق ما هو منصوص عليه في الاتفاق.

ومن بين الرهائن الذين سيُفرج عنهم الخميس، أربيل يهود (29 عاما) وأغام بيرغر (20 عاما) التي اختُطفت أثناء أدائها خدمتها العسكرية بالقرب من غزة.

وصرّح إبراهيم أبوحصيرة وسط الحشود “إنه شعور رائع أن تعود إلى ديارك مع عائلتك وأحبائك وتتفقد منزلك، إذا كان لا يزال هناك منزل.”

وقالت انتصار السعيدي “نحن سعداء لكننا نشعر بالحزن في الوقت نفسه لأننا فقدنا الكثير من أحبائنا. وابني شهيد.”

أما لميس العوضي (22 عاما)، فوصفت عودتها إلى منزلها المدمر في حي الرمال غرب مدينة غزة بقولها إنه “أجمل يوم في حياتي. أشعر بالفخر والسعادة والنصر. روحي وحياتي عادتا إلي.”

وكانت العوضي قد نزحت مع والديها وأشقائها الخمسة إلى رفح ثمّ خان يونس ثمّ مخيّم النصيرات في وسط القطاع، لكنها انتظرت منذ الفجر في منطقة وادي غزة القريبة من مفترق نتساريم لتكون أول العائدين إلى مدينتها.

ووفق الحكومة التابعة لحماس، فإنّ هناك حاجة إلى 135 ألف خيمة وكارافان في الشمال، حيث دُمّر أكثر من 90 في المئة من المباني جراء أشهر من القتال العنيف والقصف الإسرائيلي المكثّف.

وقال رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، إنّ الحرب دمّرت “البنية التحتية العامة وأنظمة معالجة مياه الصرف الصحي وأنظمة إمدادات مياه الشرب وإدارة النفايات.”

2