الآلاف من الموريتانيين يشيعون ناشطا حقوقيا توفي خلال احتجازه

نواكشوط - شيع الآلاف من الموريتانيين مساء الثلاثاء جثمان الناشط الحقوقي الصوفي ولد الشين، الذي أثار مقتله داخل مخفر لمفوضية تابعة للشرطة موجة غضب واسعة في البلاد.
وأقيمت الصلاة على ولد الشين وسط حضور رسمي وعائلي وشعبي كبير؛ حيث امتلأت ساحة مسجد “ابن عباس” بالمشيعين. وقد ترافق تشييع جثمان الحقوقي مع حالة استنفار قصوى لقوات الأمن في أنحاء متفرقة من العاصمة نواكشوط.
وذكرت مواقع محلية أن الدرك الموريتاني نشر أزيد من 20 سيارة وعناصر أمنية إلى ساحة المطار القديم بنواكشوط، قبيل موعد الصلاة على جنازة ولد الشين تحسبا لأن يؤول الأمر إلى الخروج للشارع.
كما شهد محيط مسجد ابن عباس وسط العاصمة، الذي احتضن الصلاة على الجنازة، انتشارا كبيرا لسيارات الشرطة والدرك الموريتاني.
العاصمة نواكشوط شهدت خلال الأيام الماضية احتجاجات ومظاهرات تطالب بتحقيق شفاف في وفاة ولد الشين
ومنذ أيام يعيش محيط مستشفى الشيخ زايد بنواكشوط إجراءات أمنية مشددة تحسبا لتسليم جثمان ولد الشين إلى ذويه تمهيدا للصلاة عليه، حيث تم إغلاق بوابات المستشفى أمام الزوار وسمح بدخول المرضى فقط.
وشهدت العاصمة نواكشوط خلال الأيام الماضية احتجاجات ومظاهرات تطالب بتحقيق شفاف في وفاة ولد الشين، كما تعرضت بعض تلك الاحتجاجات لمواجهة من قوات الشرطة أدت إلى مناوشات.
وكانت فرقة من الشرطة الموريتانية قد اقتادت الخميس الماضي الناشط الحقوقي إلى مفوضية الشرطة 2 في دار النعيم، قبل العثور عليه مقتولا في مستشفى الشيخ زايد، فيما لم يكشف الآن عن السبب الحقيقي للاستدعاء من طرف الشرطة.
وأصدرت الإدارة العامة للأمن الوطني الموريتاني الجمعة بيانا صحفيا قالت فيه إن الضحية توفي “إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة”، خلال توقيفه في المفوضية، ونقل على إثرها إلى مستشفى الشيخ زايد حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وأثار البيان جدلاً واسعا، ورفضت أسرة الضحية تسليم الجثمان قبل تشريحه.
وأصدر الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تعليمات الجمعة بتشكيل فريق طبي محايد، يتولى تشريح الجثمان وإعداد تقرير مفصل حول سبب الوفاة، وهو ما حدث بإشراف أطباء مختصين.
وأعلن وكيل الجمهورية في ولاية نواكشوط الشمالية محمد لمين باري المختار فال، ليل السبت – الأحد أن التشريح الذي خضع له جثمان ولد الشين كشف وجود كسر في فقرات الرقبة وتعرضه للخنق، مشيرًا إلى أن كلا السببين يمكنُ أن يؤدي إلى الوفاة دون الآخر.