اكتشاف موارد جديدة يوسع آفاق إنتاج الذهب في السعودية

الرياض ترسخ التعدين ركيزة ثالثة للاقتصاد السعودي.
الجمعة 2023/12/29
التنقيب على الذهب مستمر

الرياض - أعلنت السعودية الخميس عن اكتشاف محتمل لإمكانات كبيرة من معدن الذهب وذلك على امتداد عشرات الكيلومترات جنوب منجم منصورة ومسرة للذهب الواقع في محافظة الخرمة التابعة لمنطقة مكة المكرمة.

وذكرت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) في بيان نشرته على منصتها الإلكترونية أن هذا الاكتشاف هو الأول ضمن برنامج الاستكشاف المكثف الذي أطلقته العام الماضي ويهدف إلى بناء خط إنتاج معادن.

وقالت معادن “لقد كشفت النتائج المشجعة بعد التنقيب في مواقع متعددة جنوب العروق وعلى امتداد 100 كيلومتر جنوب منجم منصورة ومسرة عن خصائص جيولوجية وكيميائية مماثلة للرواسب في المنجم”.

وتابعت “تشمل هذه النتائج تقاطعات حفر عالية الجودة وجدت على بعد 400 متر من منصورة ومسرة وفي العمق، مع العديد من الترسبات عالية الجودة”.

روبرت ويلت: الاكتشاف الجديد جزء رئيسي من خطط معادن للنمو
روبرت ويلت: الاكتشاف الجديد جزء رئيسي من خطط معادن للنمو

وأوضحت أن الاكتشاف يشمل المستخلصات الأساسية التي تظهر 61 مترا عند درجة 10.4 غرام لكل طن من الذهب و20 مترا عند درجة 20.6 غرام لكن طن.

ولم تذكر الشركة في بيانها أيّ معطيات حول كميات الذهب التي يمكن استخراجها من المنطقة، أو حجم الاستثمارات التي سترصدها لتنفيذ عملياتها هناك.

ولكن معادن قالت إن “حجم الموارد من الذهب في منجم منصورة ومسرة يبلغ حوالي سبعة ملايين أوقية (أونصة) في نهاية عام 2023 مع قدرة إنتاجية تبلغ 250 ألف أوقية سنويا”.

وقال روبرت ويلت الرئيس التنفيذي لشركة معادن إن “هذا الاكتشاف لمنطقة الذهب الجديدة يعد دافعا نحو اكتشافات لحمّى الذهب في العالم وجزءا رئيسيا من إستراتيجيتنا للنمو”.

وأضاف “تعدّ هذه الاكتشافات دليلا مهما على الإمكانات غير المستغلة للثروات المعدنية في السعودية، ودعم التنوع في مصادر الدخل بما يتوافق مع رؤية 2030 وترسيخ التعدين كركيزة ثالثة للاقتصاد السعودي”.

وتستهدف الحكومة لجعل التعدين رافدا أساسيا لنمو الناتج المحلي الإجمالي بالوصول إلى نسبة 33 في المئة من إسهام القطاع الصناعي بحلول نهاية العقد الحالي.

كما تتطلع إلى زيادة حجم قطاع التعدين ليصل إلى 64 مليار دولار وذلك من خلال تعظيم القيمة المتحققة من القطاع والاستفادة منه.

ويتمتع الدرع العربي، وهي المنطقة التي تشكل غرب السعودية، بإمكانات هائلة تتطلب المزيد من الاكتشافات ذات المستوى العالمي، ويعد هذا الاكتشاف الأول من بين العديد من الاكتشافات التي يتوقع تحقيقها في السنوات القادمة.

وأوضح ويلت أنه في العام الماضي شرعت معادن في أحد أكبر برامج الاستكشاف في العالم “وكوننا أكبر شركة تعدين في السعودية، نحن نعمل على تطوير قطاع التعدين في المملكة وسنواصل دعم نمو القطاع ونهضته”.

وكان ويلت قد قال لرويترز في أكتوبر الماضي إن “الشركة تعتزم مضاعفة إنتاجها من الذهب والفوسفات”.

وبالإضافة إلى الموارد الجديدة المكتشفة، واصلت معادن توسيع بصمتها الاستكشافية في آفاق جبل الغدارة وبئر الطويلة على بعد 25 كيلومترا شمال منصورة ومسرة، حيث تقوم الشركة بتحويل موارد مستدل عليها تبلغ 1.5 مليون أوقية لقياسها.

وحددت نتائج التنقيب الإيجابية مجتمعة، المنطقة المحتملة بطول 125 كيلومترا مع توقعات كبيرة لتصبح حزام ذهب رئيسي بمقاييس عالمية في السعودية.

وقالت وثائق الشركة إنه على ضوء هذه النتائج تعتزم معادن زيادة أنشطة التنقيب المقررة “بكثافة” في 2024 حول منجم منصورة ومسرة.

7

ملايين أوقية حجم الموارد من الذهب في منجم منصورة ومسرة في نهاية عام 2023

وعانت معادن على مدى العام الماضي بسبب تراجع الأسعار العالمية للألومينيوم والفوسفات وسجلت خسائر في الربع الثالث من هذا العام بلغت 83.4 مليون ريال (22.24 مليون دولار) مقابل أرباح قدرت بمبلغ 2.1 مليار ريال العام الماضي.

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادي) الذي يقدر حجمه بحوالي 700 مليار دولار، حصة قدرها 67 في المئة من معادن التي تعد أكبر شركة تعمل في مجال التعدين في الخليج.

وأعلنت معادن في يناير الماضي أن شركة منارة المعادن للاستثمار، وهي مشروع مشترك مع صندوق الثروة، ستستثمر في أصول في مجال التعدين في الخارج.

وتمثلت أول خطوة استثمارية كبيرة لمنارة المعادن في الخارج في صفقة ساهمت فيها بنسبة 10 في المئة في وحدة النحاس والنيكل في شركة فالي البرازيلية بقيمة 26 مليار دولار في يوليو الماضي.

ويأتي التوسع في الشركة في إطار خطة أشمل للسعودية للتخلي تدريجيا عن اعتمادها على النفط في إطار رؤية 2023 التي يتبناها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي نوفمبر الماضي، كشفت السعودية أنها ستطلق مؤشرا للمعادن في بورصة تداول لقياس أداء القطاع، ضمن تطلعها لتوسيع موارد الاقتصاد بعيدا عن الهيدروكربونات.

ويتطلع المسؤولون بالبلد الخليجي، الذي تعكف حكومته على تنفيذ ثورة إصلاحية غير مسبوقة في كافة المجالات، إلى الاستعانة بالتجربة الأسترالية في هذا المضمار.

10