اكتشاف مستطيلات حجرية في السعودية أقدم من أهرامات مصر

العلا (السعودية) – أعلن وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان عن “اكتشاف أثري مهم” في شمال غرب المملكة العربية السعودية، قائلا إن عمره يزيد عن 7 آلاف عام.
وكشف معهد الممالك، المركز المعني بالبحوث الأثرية ودراسات الحفظ في مدينة العلا الذي أطلق مؤخرا، عن التوصل إلى اكتشاف أثري مهم عبارة عن هياكل حجرية ضخمة فائقة التعقيد يطلق عليها “مستطيلات”.
وأضاف وزير الثقافة السعودي عبر حسابه في تويتر أن الكشف الأثري يؤكد أن الهياكل الحجرية الضخمة “تعدّ من الأقدم في العالم”. ووصفت دراسة أميركية الهياكل المكتشفة بأنها أقدم من أهرامات الجيزة المصرية، وصخور ستونهنج البريطانية.
وأوضح باحثون في الدراسة بأن الآلاف من الهياكل الأثرية الصخرية الموجودة في صحراء بشمال غرب السعودية يبلغ عمرها أكثر من 7 آلاف عام، ما يجعلها أقدم بألفي عام من أهرامات الجيزة المصرية.
والبحوث الخاصة بهذا الاكتشاف الأثري ممولة من قبل هيئة “العلا” الملكية التي أسستها السعودية من أجل الحفاظ على تراث منطقة شمال غرب البلاد، حيث يوجد العديد من هذه المستطيلات الصخرية.
وتم تسجيل أكثر من ألف من هذه الهياكل في المملكة تغطي مساحة تزيد عن مئتي ألف كيلومتر مربع، وكلها متشابهة جدا في الشكل، ما قد يشير إلى حقيقة أن شعوب العصر الحجري الحديث كانت تشترك في معتقدات دينية متشابهة ولديها تقاليد بناء مشتركة.
ونقلت شبكة “سي.أن.أن” الأميركية عن عالم الآثار هيو توماس في جامعة أستراليا الغربية بمدينة بيرث، قوله “لا بد أنه كان هناك مستوى عظيم من التواصل على مستوى منطقة كبيرة جدا، وذلك نظرا إلى طريقة إنشاء الصخور، والاهتمام بالتواصل بين الناس”.
ويظهر بعض هذه الهياكل على هيئة جدران منخفضة تأخذ شكل المستطيلات، والمستطيل عبارة عن هياكل ضخمة معقدة تتكون من طرفين سميكين (قاعدة ورأس) متصلان بجدارين طويلين أو أكثر لإنشاء سلسلة من الأفنية، التي تبدو مثل مستطيلات كبيرة من الجو، ويتراوح طول المستطيل من 20 إلى أكثر من 600 متر.

وأشارت الدراسة إلى العثور في مقدمة جدران العديد من هذه المستطيلات على حجر صغير أو مكان يبدو أنه استخدم لتقديم قرابين الحيوانات.
وتعتقد البعثة الأثرية أن الجدران الطويلة لم تُصمم كحظائر للحيوانات أو لتجميع المياه، وإنما تم بناؤها لتحديد الفضاء، فيما أظهر المسح الأرضي لعشرات من المستطيلات أنها عموما لا تحتوي على أي قطع أثرية داخل الهيكل أو حوله.
ورغم ذلك وجدت البعثة حجارة كبيرة منتصبة داخل غرفة، ربما تمثل تماثيل حجرية للإله، كما عثرت على كميات كبيرة من قرون الماشية محفوظة بشكل جميل رغم مُضي أكثر من 7 آلاف عام على ذلك.
وقالت البعثة إن الحفريات الأخيرة تكشف أقدم دليل على وجود عبادة للماشية في شبه الجزيرة العربية. وتخضع الدراسة والاستنتاجات المتعلّقة بالهياكل البنيوية المكتشفة إلى المزيد من التحليل.