اكتشاف غرفة طعام عمرها 8 آلاف سنة في تونس

القصرين (تونس) – اكتشف فريق من الباحثين التونسيين من المعهد الوطني للتراث موقعا أثريا يسمى بـ”كدّاس الرماد”، ويعود تاريخه إلى أكثر من 6 آلاف سنة.
وعثر على الموقع الأثري في معتمدية فوسانة التابعة لمحافظة القصرين (وسط غرب تونس) ويعود تاريخه إلى فترة الحضارة القبصية، وفق ما نشرته الصفحة الرسمية للقصرين على فيسبوك.
وأظهرت الأبحاث الأولية التي قام بها فريق الباحثين تحت إشراف الدكتورة نبيهة عوادي رئيسة قسم ما قبل التاريخ، أهمية هذا الموقع من الناحية الأثرية، إذ أنه يعد واحدا من أفضل المواقع الأثرية التي تم اكتشافها في تونس، باعتباره يحتوي على بقايا أثرية لعدة ثقافات قبصية.
ويعدّ القبصيون أول الرعاة في تاريخ الإنسانية، إذ قاموا بتدجين الخرفان والماعز والثياثل (الأوعال) والرعي بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، كما أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من الزراعة البدائية، بالإضافة إلى صناعة الأواني الفخارية.
وبحسب إذاعة موزاييك (الخاصة)، كشف توفيق الحمزاوي التقني بالمعهد الوطني للتراث، أن هذا الموقع يعود إلى 8 آلاف سنة وهو ما يكشف أن تاريخ تونس يجاوز ما يتم تداوله أنها 3 آلاف سنة حضارة فقط.
وأوضح الحمزاوي أن هذا الاكتشاف هو عبارة عن غرفة أكل، وفقا لما تم العثور عليه بالمكان من أصداف وهي الأكلة الأساسية للحضارة القبصية، بالإضافة إلى بقايا حيوانية من بينها لحوم النعام وبيضها، إلى جانب أحجار الصوان التي تستخدم لإيقاد النار والطهو.
ويأمل الفريق أن تسمح المزيد من الحفريات والدراسات العلمية في القصرين، بالتعمق أكثر في توثيق أسرار هذا الموقع الأثري.
ويشار إلى أن أول الحفريات حول هذه الحضارة وأكبرها قامت قرب مدينة قفصة (جنوب غرب البلاد)، وهي حضارة قبل تاريخية ظهرت بين 6 و10 آلاف سنة، أي في آخر العصر الحجري القديم وفي العصر الحجري الوسيط وفي العصر الحجري الحديث.