اكتشاف المدينة المفقودة تحت الرمال في الأقصر

الأقصر (مصر) – اكتشفت بعثة تنقيب مصرية بقايا مدينة كبيرة كانت تسمى ”صعود آتون” تحت الرمال يعود تاريخها إلى نحو 3000 عام في الأقصر.
وقال مركز زاهي حواس للمصريات التابع لمكتبة الإسكندرية في بيان إن المدينة التي أطلقت عليها البعثة اسم “المدينة المفقودة” أسسها الملك أمنحتب الثالث أحد أبرز ملوك الأسرة الثامنة عشرة والذي حكم مصر في الفترة من 1391 إلى 1353 قبل الميلاد واستمر استخدامها في عهد الملك توت عنخ آمون.
وأضاف أن أعمال التنقيب بدأت في سبتمبر الماضي “وكانت دهشة البعثة كبيرة حينما اكتشفت أن الموقع هو مدينة كبيرة في حالة جيدة من الحفظ بجدران شبه مكتملة وغرف مليئة بأدوات الحياة اليومية، وقد بقيت الطبقات الأثرية على حالها منذ آلاف السنين وتركها السكان القدماء كما لو كانت بالأمس”.
وأشار البيان إلى أنه تم التأكد من تاريخ المدينة التي تحمل اسم “صعود آتون” من خلال عدد كبير من المكتشفات مثل الخواتم والجعارين والأواني الفخارية الملونة والطوب اللبن الذي يحمل أختام خرطوش الملك أمنحتب الثالث.
وبعد سبعة أشهر فقط من التنقيب، تم الكشف عن عدة مناطق أو أحياء بتلك المدينة، حيث وقع العثور على منازل يصل ارتفاع بعض جدرانها إلى نحو ثلاثة أمتار ومقسمة إلى شوارع.
كما عثرت البعثة في الجزء الجنوبي على المخبز ومنطقة الطهي وأماكن إعداد الطعام كاملة مع الأفران وأواني التخزين الفخارية، والذي كان يخدم عددا كبيرا من العمال والموظفين.
ووصف البيان المدينة بأنها “أكبر مستوطنة إدارية وصناعية في عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر”، حيث عثرت البعثة في أنحاء مختلفة على العديد من الأدوات المستخدمة في النشاط الصناعي مثل أعمال الغزل والنسيج كما تم اكتشاف ركام المعادن والزجاج.
وعثرت البعثة أيضا على مقبرة كبيرة لم يتم تحديد مداها بعد وكذلك مجموعة من المقابر المنحوتة في الصخور بأحجام مختلفة يمكن الوصول إليها من خلال سلالم منحوتة في الصخر.
وأكدت بيتسي بريان أستاذة علم المصريات بجامعة جون هوبكنز أن اكتشاف هذه المدينة المفقودة هو ثاني اكتشاف أثري مهم بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.
ويقدم اكتشاف المدينة المفقودة فهما أعمق للحياة اليومية للمصريين القدماء من حيث أسلوب بناء وديكورات المنازل والأدوات التي استخدموها وكيفية تنظيم العمل، وقد تم الكشف عن ثلث المنطقة فقط حتى الآن، وستواصل البعثة أعمال التنقيب.
وتابعت بريان أن “اكتشاف هذه المدينة لم يمنحنا فقط لمحة نادرة عن حياة قدماء المصريين في عصر الإمبراطورية، ولكنه أيضا سيساعدنا في إلقاء الضوء على أحد أعظم الألغاز في التاريخ ولماذا قرر إخناتون ونفرتيتي الانتقال إلى العمارنة”.
وبحسب البيان، بدأت البعثة المصرية العمل في هذه المنطقة بحثا عن معبد توت عنخ آمون الجنائزي، وكان الملك آي خليفة توت عنخ آمون هو من قام ببناء معبده على موقع تم تجاوره لاحقا على جانبه الجنوبي بمعبد رمسيس الثالث في مدينة هابو.