"اقرأ كتب الهيئة" تناقش نشأة المسرح السوداني وتطوره

الهيئة العربية للمسرح تناقش تطور المسرح في السودان ضمن حلقاتها الشهرية الافتراضية.
الثلاثاء 2022/03/08
مسرح يشبه حياة السودانيين كثيرا

الشارقة (الإمارات) - اختارت الهيئة العربية للمسرح ضمن حلقاتها الشهرية الافتراضية من “اقرأ كتب الهيئة” لشهر مارس الجاري، مناقشة نشأة وتطور المسرح السوداني ومحاولات التجريب التي جعلته جزءا لا يتجزأ من المسرح العربي.

وفي الحلقة الخامسة عشرة من سلسلة “اقرأ كتب الهيئة” تتيح المنصة للقراء كتاب “المسرح في السودان” الصادر ضمن منشورات الهيئة العربية للمسرح في الشارقة عام 2009 ضمن سلسلة المختصر المفيد في المسرح الجديد تحت (رقم 6)، ويجده الراغبون في قراءته منشورا طيلة الشهر الجاري، بصيغة “بي دي أف” على الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة.

ويعالج الكتاب قضية نشأة وتطور المسرح السوداني، وهي قضية قديمة جديدة وفق ما توضحه مقدمة الكتاب التي تنطلق من السؤال الذي ظل مطروحا في إطار المسرح العربي، وشغل المسرحيين العرب مدة طويلة فانقسموا -وهم يتجادلون- إلى من يقول بأن المسرح اليوم هو مسرح عربي طالما تطرق إلى قضايا عربية واستطاع الوصول إلى جمهور عربي، ومن يحتج بأن هذا الشكل يعبر عن الثقافة الغربية ولا يدخل ضمن فنون العرب.

وتعددت آراء المسرحيين وتباينت حول تاريخ ونشأة المسرح السوداني، فهناك من الباحثين من يُرجع أصول المسرح في السودان إلى الأشكال والممارسات الطقوسية الدينية والشعبية والاجتماعية التي عرفتها الحضارة السودانية كطقوس التتويج في حضارة وادي النيل الأوسط وطقوس الزار ورقصة العروس وغيرها من الممارسات، التي لا يتوانى الباحث في وصفها بالممارسة الدرامية والمسرحية.

كتاب "المسرح في السودان" يأخذنا في سفر معرفي لمعاينة بداية المسرح في السودان واستكشاف طبيعته

وهناك من يبحثون في نشأة وتطور الدراما – المسرح في السودان المعاصر باعتباره نشاطا جاء نتيجة لاحتكاك السودان بغيره من الثقافات الأخرى كالثقافة المصرية والشامية والإنجليزية، وهذا التوجه يعتبر أن الاهتمام النسبي بالمسرح في السودان بدأ في عام 1880 ارتباطا بالنشاط الطلابي في المدارس.

ويأخذنا معدو كتاب “المسرح في السودان”، وهم شمس الدين يونس وعبدالحفيظ على الله وفضل الله أحمد عبدالله، في سفر معرفي لمعاينة كيف كانت بداية المسرح في السودان واستكشاف طبيعة هذا المسرح والوقوف عند وظائفه والعلائق العضوية التي تربطه بأنساق المؤسسة الاجتماعية التي أنتجته. وذلك من خلال الفصول التالية المؤثثة للكتاب: نشأة وتطور المسرح في السودان وبداية المسرح الشعري في السودان، والتجريب في النص الدرامي السوداني، والمسرح السوداني الحديث وتطوره، وإشارات المسرح الأرسطي، ومسرح الأندية والجمعيات الأدبية، وبروز المسرح الحديث في السودان، والمسرح والتطور التاريخي للذاتية السودانية. كما يتناول بالتحليل تجربتي خالد أبوالروس وإبراهيم العبادي.

ويطرح الكتاب تجربة معهد بخت الرضا وتجذير المسرح في بنية الثقافة السودانية، وقصة نشأة معهد التربية بخت الرضا، وعلاقته بالفنون المسرحية، وكذلك تجربة أحمد الطيب الدراماتورج في مسرح بخت الرضا، والتي تليها مقاربة نقدية عن شكسبير وأحمد الطيب والمسرح السوداني، ثم قراءة في انعكاس العرض المسرحي السوداني.

ويختم معدو الكتاب منجزهم بمجموعة من صور لمسرحيات سودانية وبورتريهات لمسرحيين سودانيين.

يذكر أن “اقرأ كتب الهيئة” هي منصة نقاش شهري يتم عبرها تداول ومناقشة إصدارات الهيئة العربية للمسرح، بالتحليل والتفكير بعد قراءة الكتب والاطلاع على محتوياتها على الموقع الإلكتروني للهيئة، حيث يجد القراء كتابا كل شهر بصيغة “بي دي أف” مرفوقا بفيديو لصاحبه، يقدم فيه بإيجاز فكرة الكتاب ونظرة شاملة حول مضمونه، وهي مفتوحة لكل القراء والنقاد والمتدخلين لنقاش الكتاب.

وتُتوّج قراءة الكتاب على الموقع الإلكتروني -بالتعليق عليه وطرح الأسئلة حوله من طرف القراء والمتابعين- ببرمجة حلقة إلكترونية يحضرها المؤلف واثنان من الباحثين أو المسرحيين لتقديم مداخلتيهما حول الكتاب، ثم يُفسح المجال للحاضرين عبر برنامج زوم للمداخلة أيضا والمساءلة وإبداء وجهات النظر المختلفة حول الكتاب.

ويذكر أن السودانيين عرفوا المسرح بشكله المعاصر منذ مطلع القرن العشرين، فقد عرضت أول مسرحية عام 1902، كتبها الكاتب المسرحي السوداني عبدالقادر مختار، وكانت تعبر عن ثقافة المجتمع، كما أسهمت في حل قضاياه ومشكلاته، ومن ثم توالت الأعمال المسرحية من خلال محاولات عديدة.

ويؤكد المؤرخون للحركة الثقافية في السودان أن بدايات المسرح كانت من وسط الجمهور، وصنعها جمهور احتفالي بطقوس ثقافية واجتماعية منها الزراعة والأفراح والأتراح وصولا إلى تتويج الملوك والسلاطين على مر الأزمان والحقب من حضارة كوش إلى السلطنة الزرقاء.

وتكمن أهمية دراسة المسرح السوداني في كونها تتناول دلالات النشأة وتطورها محليا وارتباطها الوثيق بالحركة المسرحية العربية وكذلك العلاقة بين المسرح بوصفه يظل في السودان ظاهرة اجتماعية يمكن إخضاعها للتحليل الأنثروبولوجي لتطور الظواهر الاجتماعية، ومن بينها الظواهر الثقافية والفنية التي يعد المسرح واحدة منها.

15