"اقتربت الساعة" خبر كاذب يستغل دار الإفتاء المصرية

منشورات ذات صبغة دينية تغزوا مواقع التواصل بأساليب مختلفة بعضها نشر بصيغة الرجاء والترغيب وأخرى تكتسي طابع التهديد والتخويف.
الخميس 2022/01/20
ترهيب وترغيب

القاهرة- اضطرت دار الإفتاء المصرية إلى نشر توضيح بشأن صورة تم تداولها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، نسبت لها، تحمل عبارة “الساعة اقتربت.. وعلى البشر الاستعداد للقاء الله”.

وأكدت في بيان لها أن “الصورة مفبركة”، وأنه لم يصدر عنها مثل هذا التصريح.

ونشر حساب دار الإفتاء على فيسبوك، وتحت عنوان “تصحيح مهم”، أنه قد انتشر على “بعض” المواقع الإلكترونية خبر بعنوان “دار الإفتاء المصرية تحرم حفل الخطوبة”، وفيه تصريحات على لسان أحد الدعاة. ولفت إلى أن هذا الخبر لم يصدر عن دار الإفتاء، وأن الداعية الذي تم ذكر اسمه لم يعمل كأمين فتوى في دار الإفتاء المصري. وتختص دار الإفتاء المصرية بتوضيح معالم الدين الإسلامي وأحكامه في كل الأمور المستجدة.

وحظي التكذيب بالمئات من التعليقات خلال دقائق معدودة، ولم يعجب التكذيب بعض مستخدمي مواقع التواصل. وقال معلق:

وانتقد معلقون هذه النوعية من المنشورات التي تزيد الطين بلة. وقالت معلقة على فيسبوك:

Aya Myy

الناس اللي كل شوية تنزل صورة مكتوب عليها “دار الإفتاء: إن الساعة اقتربت”… في إيه يا جماعة؟ لا بجد في إيه؟ هي يعني ناقصاكو… الساعة علمها عند الله وطبعا المفروض نستعد للقاء ربنا في كل الأوقات… بحس إن فيه ناس بتستغل أي حاجة تظهر للترهيب والتخويف وخلاص.. مش أول مرة يحصل وباء في التاريخ يعني. وربنا يحمينا جميعا. والإفتاء منزّلتش المنشور ده أبدا على صفحتها الرئيسية… حطو كلام يطمن الناس يرغبهم في الهداية… مش تخوفو وتعملو حالة ذعر وخوف، والله الواحد أعصابه تعبت من كلامكم.

ويرى البعض من الخبراء أن هذه النوعية من المنشورات وسيلة في الأساس للتحايل باسم الدين، يهدف أصحابها إلى حصد الملايين من المتابعين، ما يؤهل صفحاتهم للحصول على تصنيف مرتفع لدى فيسبوك، وبالتالي حصة جيدة من الإعلانات الإلكترونية، وضمان تواجد تلك الصفحات وأصحابها ضمن قائمات الأعلى تأثيرا على منصات التواصل الاجتماعي، وهي مكانة باتت تحقق الكثير من العوائد المادية والإعلامية في السنوات الأخيرة.

وتتخذ المنشورات ذات الصبغة الدينية، التي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، أساليب مختلفة، فتأتي أحيانا بصيغة الرجاء والترغيب “انشرها ولك الأجر.. لن تأخذ من وقتك الكثير”، وأخرى تكتسي طابع التهديد والتخويف الصريح أو الضمني “لا تبخل على نبيك بحركة زر”، “لا تهمل هذه الرسالة إنه موضوع جدّي”، “انشرها وإلا فالويل لك”، أو تأتي مقرونة بأدوات الشرط المختلفة التي تنتج عنها عواقب إن لم يطع المستخدم الأمر بالنشر: “انشرها بقدر حبك للرسول وإن لم تفعل فقد فعلت قدر حبك له” أو “إن لم تفعل فاعلم أن الشيطان منعك.. إن لم تنشرها فستموت”.

ورغم إفراطها في السذاجة، تضع المعلومات الموجودة في هذا النوع من الخطابات متلقيها أمام خيارين، ولكل خيار احتمالان، إن نفّذوا الطلب وأرسلوا الرسالة إلى العدد المطلوب، يتحقق لهم إما الوعد بالحظ السعيد أو الرزق الوفير، وإما لا يحدث شيء لهم، بينما إن تجاهلوها، تتحقق لهم اللعنة أيضا ويصابون بالحظ السيء، وإما لا يحدث شيء لهم كذلك.

وفيما يطالب بعض مستخدمي مواقع التواصل بالمزيد من التشدد، لأن تلك الظاهرة “آفة ابتلي بها المسلمون لكونها تحتوي على عدد كبير من المعلومات الدينية المغلوطة”، أثنوا عليها آخرون من منطلق أنها “دعوة طيبة”.

16