اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول يخلف صدمة في العالم

استنكار دولي للاعتداء على الديمقراطية الأميركية، وتحميل ترامب المسؤولية.
الخميس 2021/01/07
اجتياح أنصار ترامب مبنى الكابيتول

واشنطن - تتوالى ردود الفعل المستنكرة والمنددة باقتحام أنصار الرئيس دونالد ترامب مبنى الكونغرس، في سابقة خطيرة في تاريخ الولايات المتحدة.

وعبّر حلفاء الولايات المتحدة عن صدمتهم، حيث ندد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بما وصفه "مشاهد مخزية"، فيما أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الخميس عن "حزنها" و"غضبها" مما حدث في مبنى الكونغرس محملة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته قسما من المسؤولية.

واستنكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس قيام محتجين باقتحام مبنى الكونغرس الأميركي الليلة الماضية، وقال إن أعمال الشغب العنيفة تتعارض مع القيم الأميركية والإسرائيلية.

وكتب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ على تويتر قائلا "مشاهد صادمة في واشنطن"، مضيفا "نتيجة هذه الانتخابات يجب أن تحترم"، في وقت جدّد فيه ترامب رفضه الإقرار بهزيمته.

واعتبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنّ ما حصل في الكابيتول "اعتداء على الديمقراطية الأميركية"، وكتب على تويتر "في نظر العالم، تبدو الديمقراطية الأميركية الليلة (ليلة الخميس) تحت حصار".

صور ستطبع تاريخ الولايات المتحدة
صور ستطبع تاريخ الولايات المتحدة

وخلفت مشاهد الاقتحام صدمة كبيرة، وشكلت إحراجا للولايات المتحدة نتيجة الفوضى غير المسبوقة وأعمال العنف التي رافقتها ضد أبرز رموز الديمقراطية الأميركية.

وشهد مقر الكونغرس مساء الأربعاء أعمال عنف وتخريب عقب اجتياز المئات من المتظاهرين الذين كانوا يلوحون برايات بعضها كتب عليه "ترامب رئيسي"، الحواجز الأمنية أمام الكابيتول واقتحموا المبنى وخربوا مكاتب ودخلوا إلى قاعات والتقطوا صورا لهم فيها، مرددين أن الانتخابات الرئاسية مزورة.

وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع خلال عملية استمرت أربع ساعات لإخراج المتظاهرين من الكابيتول.

وقالت الشرطة إن امرأة يعتقد أنها من أنصار ترامب جاءت من جنوب كاليفورنيا، قضت إثر إصابتها بالرصاص وإن ثلاثة أشخاص آخرين لقوا حتفهم في المنطقة في ظروف لم تتضح بعد.

وانتشرت صورة لواحد من أنصار ترامب يرتدي سروال جينز وقبعة بيسبول وهو جالس ورجله مرفوعة على مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي حيث تُركت رسالة تنطوي على تهديد، في وقت تسلق فيه متظاهرون آخرون منصات أقيمت لحفل تنصيب في يناير، ورفعوا لافتة كتب عليها "نحن الشعب سنخضع دي.سي (واشنطن). لدينا القدرة على ذلك".

وندّد ثلاثة رؤساء أميركيين سابقين بحادثة اقتحام مقر الكابيتول، واعتبروا ما حدث تصرفا "يليق بجمهوريات الموز".

صور لا تليق إلا بـ"جمهوريات الموز"
صور لا تليق إلا بـ"جمهوريات الموز"

وقال الرئيس السابق الديمقراطي باراك أوباما الخميس إن أعمال العنف التي شهدها مبنى الكابيتول الأربعاء عندما اقتحمه أنصار ترامب "مخزية" لكنها ليست "مفاجئة"، مضيفا "التاريخ سيتذكر أعمال العنف، بتحريض من رئيس كذب بلا هوادة بشأن نتيجة الانتخابات، باعتبارها لحظة خزي وعار على بلدنا".

من جهته ندد الرئيس الأسبق الديمقراطي بيل كلينتون بحادثة الاقتحام، معتبرا ما حصل "اعتداء غير مسبوق" على المؤسسات الأميركية، قائلا "لقد واجهنا اعتداء غير مسبوق على الكابيتول وعلى دستورنا وعلى بلدنا"، معتبرا أن هذا الهجوم غذته "4 سنوات من السياسات المسمومة" والتضليل المتعمد.

وأضاف أن "الفتيل أشعله ترامب وأشد الداعمين له حماسة، وكثيرون منهم في الكونغرس، بهدف إلغاء نتائج الانتخابات التي خسرها".

وشن الرئيس الأسبق الجمهوري جورج دبليو بوش هو الآخر هجوما عنيفا على القادة الجمهوريين الذين أججوا حالة "التمرد" التي شهدها مبنى الكابيتول والتي تليق بـ"جمهوريات الموز وليس بجمهوريتنا الديمقراطية".

وقال بوش في بيان "هكذا يتم الطعن بنتائج الانتخابات في جمهوريات الموز، لكن ليس في جمهوريتنا الديمقراطية".

وتزامنت الفوضى في الكابيتول مع فوز الديمقراطيين بمقعدين في مجلس الشيوخ في انتخابات فرعية بولاية جورجيا، ما يكرس هيمنتهم على الكونغرس ويمهد الطريق أمام بايدن لتمرير تشريعات بدءا بمساعدات إغاثة في أزمة كوفيد - 19.

ويقول المؤرخون إنها المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام الكونغرس منذ عام 1814 عندما أحرقه البريطانيون خلال حرب 1812.

الديمقراطية تحت الحصار
الديمقراطية تحت الحصار

ولأكثر من عقدين، جرت الجلسات المشتركة للكونغرس بهدوء، وهي إجراء شكلي تتم فيه المصادقة رسميا على الفائز في الانتخابات، لكن ترامب حض أعضاء الحزب الجمهوري على الاعتراض على النتيجة.

ولم يتبق سوى أسبوعين لترامب في البيت الأبيض. ومع تراجع نشاطاته العامة منذ أسابيع وتقارير عن عدم قدرته على التعاطي مع الأمر الواقع، ذكرت وسائل إعلام أن الحكومة تبحث بتكتم مسألة عزله كونه غير أهل للمنصب، بموجب التعديل الـ25 للدستور.

وكتب جميع الأعضاء الديمقراطيين في اللجنة القضائية بمجلس النواب في رسالة إلى نائب الرئيس مايك بنس أن "استعداد الرئيس ترامب للتحريض على العنف والاضطرابات الاجتماعية لإلغاء نتائج الانتخابات يتطابق مع هذا المعيار".

وكان ترامب حض أنصاره في كلمة غاضبة أمام البيت الأبيض على السير نحو الكابيتول، وطالب نائبه مايك بنس الذي ترأس جلسة الكونغرس بالتدخل لعكس مسار الهزيمة.

لكن بنس الذي بقي مخلصا لترامب طيلة أربع سنوات وصامتا خلال الانتخابات، قال في بيان في اللحظة الأخيرة إنه لن يفعل ذلك.