اقتحامات الأقصى ورقة انتخابية توظفها الأحزاب الإسرائيلية

جماعات يمينية إسرائيلية تدعو لتكثيف اقتحامات المسجد بمناسبة عيد "العرش" اليهودي.
الثلاثاء 2022/10/11
تصعيد بحسابات سياسية

القدس - ربطت مصادر فلسطينية التصعيد الإسرائيلي في الأقصى بالحملات الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية التي تستعد لانتخابات تشريعية في الأول من نوفمبر القادم.

واقتحم مئات من المستوطنين الإسرائيليين الاثنين المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية تحت حراسة الشرطة.

ودعت جماعات يمينية إسرائيلية إلى تكثيف اقتحامات المسجد بمناسبة عيد “العرش” اليهودي الذي بدأ الاثنين ويستمر أسبوعا.

وأرجع كمال الخطيب رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني سبب الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى إلى السباق بين الأحزاب قبيل الانتخابات لإظهار تصلبها تجاه المسجد.

وقال الخطيب “لا شك أن الاقتحام حالة يومية باتت للمسجد الأقصى، لكن هناك موسمان مميزان؛ الأول عيد الفصح كل سنة في أبريل، وعيد رأس السنة العبرية وعيد الغفران وعيد المظلة في سبتمبر وأكتوبر”.

كمال الخطيب: الكل يريد أن يُظهر أنه أكثر تصلبا ضد المسجد الأقصى

وأضاف “في هذه الأعياد يصاب المستوطنون بحالة من الهوس الديني والحماسة التي يجعلون مظهرها وعلامتها اقتحاما غير مسبوق للمسجد الأقصى”.

وتابع “لكن ما ميز اقتحامات هذا الموسم أنها تأتي على أعتاب انتخابات الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي التي ستجرى بداية نوفمبر المقبل”.

ولفت الخطيب إلى أن “الأحزاب اليهودية التي هي الحامية والحاضنة للجماعات الاستيطانية، تتنافس على مَن يكون أكثر عدوانية في الاعتداء على الأقصى، ومن سيكون المبادر لتحشيد أكبر عدد من المستوطنين في المسجد الأقصى”.

وبيّن أنه “حتى رئيس الوزراء يائير لابيد، الذي يُعرّف نفسه بأنه علماني، عينُه الآن على الانتخابات، ويريد أن يُظهر أنه أكثر تطرفا من بنيامين نتنياهو للتنافس حول منصب رئيس الوزراء القادم”.

وقال الخطيب “ما نشهده في هذه الأيام من حالة تلازم ما بين موسم أعياد وموسم الانتخابات القادم، الكل فيه يريد أن يُظهر أنه أكثر تصلبا ضد المسجد الأقصى”.

ولا يمكن التغاضي عن واقع أن هذه الانتخابات تأتي في ظل تصعيد أمني بالضفة الغربية، مع ما يترتب على ذلك من تأثيرات على توجهات الناخبين.

وفي هذا الشأن يقول يوناثان فريمان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية إن “الوضع الأمني إشكاليّ جدًا الآن، سواء ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية، أو لبنان وتصاعد التهديدات، وهو وضع سيكون له تأثيره على الانتخابات”.

وأضاف “التطورات الأمنية تخلق حالة من الوحدة بين الإسرائيليين بسبب الوضع الأمني الصعب، ولكن بلا شك سيكون لها تأثيرها على فرص الأحزاب في الانتخابات”.

Thumbnail

ويقول المعهد الديمقراطي الإسرائيلي (غير حكومي) في تقرير “يعتزم نصف الجمهور التصويت للحزب نفسه الذي صوّتوا له في الانتخابات السابقة، بينما رُبعهم لم يقرروا بعد أي حزب سيصوّتون له، فيما أشار القسم المتبقي إلى أنهم سيختارون أحزابًا مختلفة عن الأحزاب التي صوّتوا لها”.

وأضاف “صُنّفت الأجندات الاقتصادية للأحزاب على أنها العامل الأكثر تأثيرًا في قرار الناخبين بشأن الحزب الذي سيصوّتون له”.

وتابع “جاءت هوية زعيم الحزب مرة أخرى في المرتبة الثانية فقط، باستثناء ناخبي الليكود، الذين اعتبروا هوية زعيم الحزب أهم عامل في التصويت للحزب”.

وتخوض 40 قائمة الانتخابات القادمة، ولكن 11 إلى 12 منها فقط يتوقّع أن تنجح في الوصول إلى مقاعد الكنيست.

وما لم يتمكن مرشح الحكومة أو المعارضة من تشكيل حكومة، فإن الإسرائيليين سيضطرون إلى العودة إلى صناديق الاقتراع لانتخابات سادسة.

ويتطلب تشكيل حكومة جديدة الحصول على 61 مقعدًا على الأقل من مقاعد الكنيست الـ120، وهو رقم لا يبدو أن أيًا من الأحزاب الإسرائيلية البارزة يضمن تحقيقه.

2