افتتاح أول مصنع في العالم لإنتاج وقود الميثانول الإلكتروني

كوبنهاغن- بدأ أول مصنع في العالم لإنتاج الميثانول الإلكتروني على نطاق تجاري عملياته في الدنمارك الثلاثاء، حيث من المقرر أن تشتري شركة الشحن العملاقة ميرسك جزءًا من الإنتاج كوقود منخفض الانبعاثات لأسطولها من سفن الحاويات.
ويتم إنتاج الوقود الإلكتروني بواسطة الكهرباء، التي يتم توليدها من المصادر المتجددة والمياه وثاني أكسيد الكربون من الهواء ولا تصدر عنه أيّ انبعاثات ضارة أو ثاني أكسيد كربون إضافي على العكس من أنواع الوقود التقليدية.
ويواجه قطاع الشحن ضغوطًا لإيجاد مصادر جديدة للوقود بعد أن أيدت غالبية الدول إجراءاتٍ للمساعدة في تحقيق أهداف المنظمة البحرية الدولية الرامية إلى القضاء على انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
وحتى الآن، كانت أنواع وقود الشحن الخالية من الانبعاثات، مثل الأمونيا الخضراء والميثانول الإلكتروني، والتي تُنتج باستخدام الطاقة المتجددة، أغلى ثمنًا من الوقود التقليدي، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى عدم إنتاجها بكميات كبيرة.
ويقع المصنع الجديد في مدينة كاسو جنوب الدنمارك، وقد تم تشييده بكلفة تقديرية تبلغ حوالي 150 مليون يورو (167 مليون دولار أميركي).
ومن المتوقع أن تنتج هذه المنشأة 42 ألف طن (53 مليون لتر) من الميثانول الإلكتروني سنويًا، وفقًا لما ذكرته شركة الطاقة الأوروبية الدنماركية وشركة ميتسوي اليابانية، المالكتان المشتركتان للمصنع.
وقال إميل فيكجار أندرسن، رئيس فريق الطاقة تو إكس الدنماركي التابع لشركة الطاقة الأوروبية، خلال الندوة “عندما ننظر إلى إنتاج كاسو، نجد أنه ليس سوى قطرة في بحر، لذا نحتاج إلى توسيع نطاقه وخفض التكاليف.”
وستكون ميرسك زبونا رئيسيًا، حيث تُشغّل 13 سفينة حاويات تعمل بالميثانول ثنائي الوقود، ويمكن تشغيلها بزيت الوقود والميثانول الإلكتروني، وقد طلبت 13 سفينة أخرى من هذا النوع. وبحسب عملاق الشحن فإن الإنتاج السنوي للمصنع يكفي لتشغيل سفينة حاويات كبيرة بسعة 16 ألف حاوية تبحر بين آسيا وأوروبا.
وبالنسبة إلى لورا ميرسك الأصغر، فإن أول سفينة حاويات تعمل بالوقود الثنائي في العالم، بسعة تزيد عن 2100 وحدة مكافئة بطول عشرين قدمًا، تحتاج إلى 3600 طن فقط من الوقود سنويًا. وكان من المقرر أن تُزوّد لورا ميرسك بالوقود بالقرب من كاسو الثلاثاء.
ويُنتج الميثانول التقليدي عادةً من الغاز الطبيعي والفحم. وسيُنتج مصنع كاسو الميثانول الإلكتروني باستخدام الطاقة المتجددة وثاني أكسيد الكربون المُلتقط من مصانع الغاز الحيوي وحرق النفايات.
وتقول شركة ميرسك إن أحد أكبر تحديات التحول إلى الوقود المستدام هو التكلفة، وهي تُجري أبحاثًا حول تقنيات الوقود الأخضر والشحن الأكثر كفاءةً لجعل العملية أقل تكلفة.
وبالإضافة إلى استخدامه في الشحن، يُمكن للميثانول الإلكتروني أن يحل محل الميثانول الأحفوري في إنتاج البلاستيك، ما يعني أنه يُمكنه توريده إلى شركات دنماركية أخرى.
وستستخدم شركة نوفو نورديسك للأدوية وشركة ليغو لصناعة الألعاب الميثانول الإلكتروني من المصنع لصنع أقلام الحقن والطوب البلاستيكي على التوالي. وسيتم استخدام الحرارة الزائدة الناتجة عن إنتاج الميثانول لتدفئة 3300 أسرة في المنطقة المحلية.
وفي السابق لم يكن الوقود الإلكتروني متاحا إلا من الناحية النظرية فقط أو بكميات ضئيلة للغاية، وكان يمكن الحصول عليه من المراكز البحثية أو المنشآت التجريبية.
وهذا الأمر دفع شركات محدودة لتصنيع السيارات مثل بورشه الألمانية، على سبيل المثال، إلى الاستثمار مع شركة سيمنز لإنشاء أول مصنع تجاري لإنتاج الوقود الإلكتروني على نطاق واسع في تشيلي قبل أربع سنوات.
ويقول اتحاد الصناعة التابع لاتحاد الوقود الإلكتروني في ألمانيا إنه على العكس من الهيدروجين الخاص بخلايا الوقود فإنه يمكن بيع الوقود الإلكتروني بسرعة وبسهولة نسبيا، وبكلفة منخفضة، عن طريق محطات التزوّد بالوقود الموجودة حاليا.