اغتيال مدير مكتب رئيس الجمهورية في مالي قرب حدود موريتانيا

استهداف وفد رسمي بلا حراسة كافية في منطقة تعج بالمتشددين.
الجمعة 2023/04/21
هجوم يستهدف مكانة الكولونيل أسيمي غويتا

باماكو - كشفت مذكرة صدرت الخميس عن الرئاسة في مالي أنّ مدير مكتب الكولونيل أسيمي غويتا الرئيس الذي يقود البلد في المرحلة الانتقالية، هو أحد القتلى الأربعة الذين سقطوا في هجوم استهدفهم الثلاثاء قرب الحدود الموريتانية.

وأفادت الوثيقة بأنّ عمر تراوري، مدير مكتب الكولونيل غويتا، رئيس المجموعة العسكرية الحاكمة في المرحلة الانتقالية، كان في عداد الوفد الذي تعرّض لكمين بالقرب من بلدة نارا في منطقة تشهد هجمات جهاديين.

وأضافت أنّه سيتم تشييع جثمانه الخميس في بلدة كاتي بالقرب من العاصمة باماكو.

وكشفت المذكرة هويات الضحايا الثلاث الآخرين وهم رجل أمن ومقاول وسائق. كما أوردت اسم سائق مفقود.

على الرغم من وجود قوات دولية امتدّ العنف إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين

وكان وفد “الأعمال الاجتماعية للرئيس” توجّه إلى المنطقة لدراسة حفر آبار للسكّان المحليّين بالقرب من مدينة نارا على بُعد نحو أربعين كلم من مدينة نارا القريبة من غابة واغادو المعروفة بأنّها ملاذ للجهاديين.

وكانت السلطات المالية أعلنت الأربعاء عن هذا الكمين الذي وقع فيه الوفد الرسمي الثلاثاء لكنّها لم تكشف هويّات الضحايا حينذاك.

وقال مسؤول إداري في نارا طالبا عدم كشف هويته لأنّه غير مخوّل الإدلاء بمعلومات إنّ “وفدا رسميا تعرّض لهجوم وهناك أربعة قتلى على الأقلّ ومفقودون”. وأضاف أنّ “التوتّر لا يزال سائدا هناك”.

وأكّد مصدر في السلطات المحلية هذه الرواية، موضحا أنّ عددا كبيرا من العسكريين وصلوا إلى نارا في إطار نشر تعزيزات.

وذكر مسؤول محلّي أنّ “الجهاديين هاجموا وفدا من رئاسة الجمهورية وهناك أربعة قتلى ومفقودون”.

من جهته، أعلن مسؤول عسكري أنّ اثنين من القتلى تفّحمت جثتاهما.

وقال المسؤول الإداري في المنطقة إنّ “البعثة لم تكن لديها مواكبة أمنية كافية”.

وأكد مسؤول محلي منتخب أنّ الوضع الأمني في المنطقة يتدهور يوما بعد يوم.

وتشهد مالي انتشارا للجهاديين وللعنف بجميع أنواعه منذ اندلاع حركات التمرّد في شمال البلاد في 2012.

وعلى الرغم من وجود قوات دولية امتدّ هذا العنف إلى وسط البلاد وإلى بوركينا فاسو والنيجر المجاورتين، بينما يبدو أن رقعته تتسع باتجاه الجنوب.

وتترافق الاضطرابات الأمنية مع أزمة إنسانية وسياسية عميقة.

وألغى العسكريون الحاكمون الذين استولوا على السلطة في 2020 التحالف العسكري مع فرنسا وشركائها في نهاية 2022 والتفتوا إلى روسيا.

مالي تشهد انتشارا للجهاديين وللعنف بجميع أنواعه منذ اندلاع حركات التمرّد في شمال البلاد في 2012

وقد تعهدوا تحت ضغط دولي بتسليم السلطة إلى المدنيين بحلول آذار/مارس 2024.

وصادق الكولونيل أسيمي غويتا في مارس على مشروع دستور يفترض أن يعرض على استفتاء عام في موعد لم يتم تحديده بعد، وطلب من الجهات السياسية والمجتمع المدني شرح تفاصيله للسكان في جميع أنحاء البلاد.

وعبّر رئيس الوزراء المالي شوغيل كوكالا مايغا مؤخّرا عن ارتياحه لحرية تحرّك السلطات التي باتت مؤمّنة في جميع أنحاء البلاد.

لكنّ كوكالا مايغا اضطر إلى إلغاء محطات خلال جولة له في الشمال بسبب انعدام الأمن.

من جهة أخرى، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في الثامن عشر من نيسان/أبريل أنّ جنديين من قوات حفظ السلام جُرحا في انفجار لغم بوسط البلاد عندما كانا في قافلة لوجستية في طريقها إلى هذه المنطقة.

ومنذ مطلع 2023، استهدفت بعثة الأمم المتحدة تسعُ هجمات أسفرت عن مقتل ثلاثة من جنود حفظ السلام السنغاليين وإصابة خمسة آخرين بجروح.

4