اغتيال فخري زادة يفجر سجالا بين هيئة الأركان والاستخبارات الإيرانية

طهران - انتقدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية وزير الاستخبارات الإيراني محمود علوي على خلفية اتهامه أحد عناصرها بالضلوع في اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، مؤكدة أن المشتبه به استبعد من التدريب العسكري قبل أعوام.
وكان علوي اتهم الأسبوع الماضي أحد عناصر القوات المسلحة الإيرانية بضلوعه في عملية اغتيال فخري زادة قرب طهران، والتي اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفها.
وقال إن وزارته لم تكن قادرة "على القيام بعمل استخباري في مجال القوات المسلحة".
وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أن المشتبه به "كان يتدرب بدءا من مارس 2014، وتم استبعاده في العام ذاته لأسباب أخلاقية وإدمانه".
وشددت على أنه بسبب ذلك، لم يتم "تجنيده على الإطلاق"، ونظرا لأنه كان مدنيا وليس عسكريا، كانت "صلاحية وزارة الاستخبارات" أن تتولى مراقبته.
وقال علوي في حديث للتلفزيون الرسمي في الثامن من فبراير، إن "الشخص الذي قام بالتحضيرات الأولوية للاغتيال كان عنصرا من القوات المسلحة، ولم نكن قادرين على القيام بعمل استخباري في مجال القوات المسلحة".
وأضاف أن الوزارة طلبت من القوات المسلحة "تكليف شخص لنتعاون في هذه المسألة، لكن الحادث حصل قبل أن تقوم بتعيين مندوب".
واعتبرت هيئة الأركان في بيانها أنه كان يجدر بعلوي أن "يكون أكثر حذرا في تصريحاته لوسائل الإعلام" لئلا يتم توفير أعذار لأعداء إيران، وضمان "كرامة القوات المسلحة" ووزارة الاستخبارات. وتعد الانتقادات العلنية بين هيئات أمنية وعسكرية في إيران، أمرا نادر الحدوث.
وبعد نحو أسبوع على تصريحاته التلفزيونية، نقلت وكالة "إسنا" عن علوي قوله الأحد، إن العنصر الذي تحدث عنه كان "عضوا سابقا في القوات المسلحة"، وإنه "ترك البلاد قبل" تنفيذ عملية الاغتيال.
ومنذ حادثة زادة، قدمت طهران تفاصيل متضاربة عن العملية، فتارة تقول على لسان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني إنها "كانت معقدة واستخدمت فيها أجهزة إلكترونية، ولم يكن ثمة أي شخص في المكان".
وتارة أخرى تتحدث عن رشاش باستخدام "الذكاء الاصطناعي تم التحكم به عبر الأقمار الصناعية والإنترنت"، مثلما أشار إلى ذلك نائب القائد العام للحرس الثوري العميد علي فدوي، والذي أكد أنه لم يكن هناك إرهابيون في مكان الحادث، وفق ما نقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية.
وكشف وزير الدفاع أمير حاتمي بعد الاغتيال، أن فخري زادة كان أحد معاونيه ويشغل رسميا منصب رئيس منظمة الأبحاث والإبداع التابعة للوزارة.
واتهمت إيران عدوتها الأبرز في المنطقة، إسرائيل، بالوقوف خلف الاغتيال.
ولم تعلق إسرائيل رسميا على اتهامها من قبل إيران بالوقوف خلف الاغتيال، علما بأنه سبق لرئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن قال عام 2018، إن فخري زادة مسؤول عن برنامج عسكري نووي إيراني، لطالما نفت طهران وجوده.