اعتقال شيف إيراني طهَا الكباب لمتابعيه في ذكرى اغتيال سليماني

طهران - أثار خبر اعتقال الشيف الإيراني نواب إبراهيمي ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن نشر مقطع فيديو على حسابه في إنستغرام يُظهر كيفية تحضير “الكوتليت”، الطبق الإيراني التقليدي الشبيه بالكباب، في ذكرى اغتيال قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

واتهمت وسائل الإعلام الموالية للنظام الشيف الشهير بـ”الافتراء” على سليماني، خصوصا أن صفحته على إنستغرام يتابعها الملايين من المستخدمين ويعتبر من المؤثرين.

وزعمت صحيفة “همشهري” التابعة لبلدية طهران أن هذا الشيف “ارتكب أعمالا مهينة” في ذكرى مقتل سليماني. وقالت الصحيفة إنه تم إغلاق مطعم الشيف إبراهيمي واعتقاله ونقله إلى السجن.

كما أعلنت منظمات حقوقية إيرانية الخميس أن قوات الأمن في إيران اعتقلت في إطار قمعها للاحتجاجات التي تهزّ البلاد الطاهي الشهير.

وقالت منظمة “هرانا” الحقوقية إن إبراهيمي اقتيد إلى سجن إيوين في طهران.

ويستخدم الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة “الكباب والكوتليت” صفةً لقاسم سليماني بعد أن تحول إلى أشلاء متفحمة إثر القصف الأميركي الذي استهدفه.

وفي ذكرى اغتيال سليماني من كل عام دأب إيرانيون معارضون للنظام على نشر صور لطبق الكباب وقوامه خصوصاً اللحمة المفرومة.

وفي وقت سابق أعلن الفنان نيكا يوسفي، الذي أطلق سراحه مؤخرًا من السجن، أنه تم اعتقال إبراهيمي من أمام مكان عمله ونُقل إلى سجن إيفين.

وتفيد التقارير بأن رجال الأمن أغلقوا مطعم “نوج” المملوك لنواب إبراهيمي، وتعطلت صفحته على إنستغرام التي تضم أكثر من مليونين و700 ألف متابع.

وقال مستخدمون للإنترنت إن إبراهيمي نشر هذه الوصفة في نفس اليوم الذي أحيت فيه إيران ذكرى اغتيال  سليماني.

وقد أثار اعتقال إبراهيمي ردود فعل واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب علي كريمي -وهو من الشخصيات الرياضية الشهيرة والمعارضة للنظام الإيراني- في تغريدة على تويتر إلى السلطات الإيرانية “على الأقل أعلنوا القائمة الجديدة للأطعمة التي لا تشكل خطورة على نظامكم، حتى لا يتجاوز أحد الخط الأحمر”.

وفي تغريدة على تويتر قال المخرج والمصور الإيراني نيك يوسفي، الذي اعتُقل في أكتوبر قبل أن يُطلق سراحه لاحقاً، إن “إبراهيمي اعتُقل، ومقهاه في طهران الذي يسمى “نوج” أُقفل”.

وفي الوقت الذي كانت فيه السلطات الإيرانية تنظّم مراسم شتّى إحياء لذكرى مقتل سليماني، كان معارضون لها ينشرون على الإنترنت مقاطع فيديو وصوراً تُظهر محتجّين يضرمون النيران في لافتات في مناطق إيرانية مختلفة عليها صورة الجنرال قاسم سليماني.

وسبق أن هدد أمين مجلس الأمن السيبراني الإيراني أبوالحسن فيروز أبادي بإغلاق تطبيق إنستغرام على غرار تلغرام، إذا لم تتعاون الشركة مع إيران من خلال تقديم المعلومات عن المستخدمين.

وقال فيروز أبادي، خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني في أكتوبر الماضي، إن المحادثات مع المسؤولين التنفيذيين في إنستغرام لم تصل إلى نتيجة، وإلى حد الآن لم تتعاون الشبكة مع إيران.

وذكر أنه كي يتم السماح للتطبيقات الأجنبية بالعمل تشترط إيران -من بين شروط أخرى- أن يتم تخزين معلومات المواطنين الإيرانيين على أراضي إيران، وهو أمر تعتبره الشركات التي تحوز تلك التطبيقات انتهاكا للخصوصية ومخالفا للأعراف والقوانين الدولية.

وتطالب السلطات الإيرانية بالسيطرة على الخوادم التي تغذي التطبيقات الأجنبية، بهدف كشف الناشطين لاحتواء الاحتجاجات التي تلعب التطبيقات الاجتماعية وشبكات التواصل الاجتماعي دورا أساسيا فيها.

وتشهد إيران حركة احتجاجية اندلعت في 16 سبتمبر الماضي إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني (22 عاماً) بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران. كما قتل المئات خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات.