اعتراض هجمة صاروخية على مطار كابول مع اقتراب انتهاء عملية الإجلاء

كابول - مع دخول عمليات الإجلاء مرحلتها الأخيرة واقتراب استكمال سحب القوات الأميركية من أفغانستان، استهدف هجوم صاروخي مطار كابول صباح الاثنين وتم اعتراضه، بعد ساعات على إحباط هجوم بسيارة مفخخة.
وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي الاثنين وقوع هجوم بالصواريخ على مطار كابول، مشيرة إلى أن "عمليات الإجلاء تتواصل من دون انقطاع".
وأوضحت ساكي في بيان "أبلغ الرئيس جو بايدن بأن العمليات تتواصل من دون انقطاع في مطار حميد كرزاي في كابول، وقد جدد تعليماته للمسؤولين لمضاعفة الجهود للقيام بكل ما يلزم لحماية قواتنا على الأرض".
وأكد مسؤول أمني كان يعمل في الإدارة التي أطاحتها حركة طالبان قبل أسبوعين، أن الصواريخ أطلِقت من آلية في شمال كابول.
وفي وقت سابق، قال مسؤول أميركي لوكالة رويترز للأنباء إن ما يصل إلى خمسة صواريخ أُطلقت على مطار كابول في وقت مبكر من صباح الاثنين بتوقيت العاصمة الأفغانية، غير أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت المنظومة الدفاعية أسقطتها كلها.
وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن التقارير الأولية لم تشر إلى سقوط ضحايا أميركيين، مؤكدا في الوقت نفسه أن المعلومات قد تتغير.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد يوم على تنفيذ القوات الأميركية ضربة بطائرة مسيّرة في كابول مستهدفة سيارة يُشتبه بأنها ملغومة، وبداخلها انتحاري بدا أنه كان في طريقه لتنفيذ هجوم على المطار.
وجاءت الضربة بعد هجوم مزدوج لتنظيم داعش الخميس، عند مطار كابول أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا والعشرات من المدنيين الأفغان الذين كانوا يحاولون الفرار من البلاد.
وأوضح بيل أوربان، المتحدّث باسم القيادة المركزيّة الأميركيّة، أنّ "الضربة الأميركية الدفاعية" التي شُنّت الأحد بطائرة بلا طيّار من خارج أفغانستان، استهدفت "آليّة في كابول للقضاء على تهديد وشيك لتنظيم داعش - ولاية خراسان ضدّ مطار حامد كرزاي الدولي".
وأضاف "نحن واثقون من أنّنا أصبنا الهدف"، لافتا إلى أنّ "انفجارات قويّة ثانويّة مصدرها الآليّة أظهرت وجود كمّية كبيرة من المتفجّرات" بداخلها.
وتجري الولايات المتحدة تحقيقا بشأن ما إذا كان مدنيون قُتلوا بغارة جوية شنّتها بطائرة مسيّرة لتدمير آلية مفخخة في العاصمة الأفغانية كابول، وفق ما أعلن الأحد في بيان متحدّث باسم القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم".
وجاء البيان بعد أن ذكرت شبكة "سي.أن.أن" الإخبارية أنّ 9 من أفراد إحدى العائلات، بينهم 6 أطفال، قتلوا في الغارة الجوية التي شُنّت الأحد في العاصمة المزدحمة، التي لا يزال الآلاف من الأفغان يحتشدون فيها سعيا للمغادرة.
وقال أوربان في بيان "ما زلنا نقيّم نتائج هذه الضربة التي نعرف أنها عطلت تهديدا وشيكا لتنظيم داعش - ولاية خراسان" ضد المطار في كابول.
وثمة قلق متزايد من أن يشن متشددو تنظيم داعش هجمات أخرى على المطار، بينما تسرع القوات الأميركية الخطى لإجلاء المواطنين الأميركيين المتبقين والأفغان المعرضين للخطر، قبل أن تستكمل انسحابها بحلول الحادي والثلاثين من أغسطس.
ووصف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الأحد الساعات الأخيرة بالأخطر، مشددا في مقابلة تلفزيونية على أن الوضع خطير للغاية في هذه المرحلة الأخيرة من التواجد الأميركي في أفغانستان، بعد 20 سنة من دخولها.
وكان مسؤولون أميركيون قالوا إن أكثر ما يثير قلقهم هو مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان، فرع التنظيم المحلي، لمطار كابول خاصة بالصواريخ والسيارات الملغومة، لكن الولايات المتحدة لديها خبرة في مواجهة مثل هذه الصواريخ، لاسيما في العراق، ونصبت بالفعل منظومات دفاع صاروخي.